“ساعة الصفر بدأت”.. هل يحقق الكاظمي حلم أردوغان في سنجار؟

بعد أن كشفت “العالم الجديد” سابقا عن منح رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، الضوء الاخضر…

بعد أن كشفت “العالم الجديد” سابقا عن منح رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، الضوء الاخضر لأنقرة، من أجل الدخول الى قضاء سنجار لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، انطلقت صباح اليوم الأربعاء، عملية “المخلب 2” التركية، فيما كشف مصدر مطلع عن لقاء أجري بين السفير التركي ووزير الدفاع العراقي قبيل انطلاقها صباح اليوم.

يقول مصدر رفيع المستوى، في حديث لـ”العالم الجديد” إن “السفير التركي في بغداد فاتح يلدز، زار وزير الدفاع جمعة عناد قبيل انطلاق عملية المخلب 2، صباح اليوم (الأربعاء)، في شمال العراق، وأبلغه بانطلاقها، بناء على الاتفاق المبرم بين الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي وبين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان”.

ويضيف المصدر، أن “العملية جاءت تهدف لمطاردة حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، والمصنف كمنظمة ارهابية بالنسبة لها، ويتخذ من شمال العراق وتحديدا قضاء سنجار غربي محافظة نينوى، مقرا له”.

وعقب العملية، أعلنت أنقرة عن اعتقال ابراهيم باريم، وهو قيادي بارز في حزب العمال الكردستاني في سنجار، بعملية استخبارية، وتم جلبه الى الاراضي التركية، بحسب وكالة الأناضول.

وشنت القوات التركية، خلال عملية اليوم، قصفاً جوياً وبرياً على منطقة (كاره وبيرز وآكري) التابعة لمحافظة دهوك، فيما نفذت الطائرات الحربية التركية ضربات عنيفة على منطقة (نهلة) في دهوك.

وفي 26 كانون الثاني يناير الماضي، أعلنت وزارة الدفاع التركية، عن إرسالها 25 مستشارا عسكريا على رأسهم ضابط برتبة عميد، إلى بغداد بهدف دعم الجيش العراقي ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وكانت “العالم الجديد”، قد كشفت عن أن الكاظمي أبلغ أردوغان خلال لقائهما في أنقرة في 17 كانون الأول ديسمبر الماضي، بعجزه عن تنفيذ اتفاق بغداد– أربيل للسيطرة على سنجار وطرد عناصر حزب العمال الكرستاني منها، ومنح الضوء الأخضر لأردوغان بالدخول الى سنجار، تحت مظلة تحالف الناتو، تحسبا لردود أفعال سلبية من قبل الفصائل المسلحة، في حال دخول تركيا بمفردها لسنجار.

فيما جاءت زيارة وزير الدفاع جمعة عناد الى انقرة، بعد زيارة الكاظمي، لبحث سبل تنفيذ هذه الخطة، التي حدد لها الطرفان عامين كسقف زمني لإنهاء وجود PKK في العراق بالكامل، وذلك بحسب مصادر لـ”العالم الجديد”، نشرت في حينها.

وفي 18 كانون الثاني يناير الماضي، وصل وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الى العاصمة بغداد، برفقة رئيس أركان الجيش التركي يشار غولر، التقى حيث أستهل زيارته بلقاء وزير الدفاع العراقي جمعة عناد في مقر وزارة الدفاع.

 

وفي 22 كانون الثاني يناير الماضي، صرح أردوغان عقب صلاة الجمعة، أن “تركيا قد تتدخل بنفسها من أجل إخراج إرهابيي منظمة PKK من قضاء سنجار شمالي العراق”، وحول زيارة وزير دفاعه الى بغداد، علق أردوغان بالقول، إن “وزير الدفاع أكّد عقب الزيارة على استعداد تركيا لتقديم الدعم لطرد الإرهابيين من سنجار في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك منها”.

واستدرك عقب الاسئلة حول ما إذا كان كلامه إشارة لتنفيذ عملية مشتركة، أن “العمليات لا يمكن تنفيذها بالإعلان عنها”، مؤكدا “لدي عبارة أقولها دائما: قد نأتي على حين غرة ذات ليلة، هذه هي خلاصة الأمر”.

وشهد اتفاق بغداد واربيل بشأن سنجار، ردود حادة من قبل بعض القوى الشيعية، ومنها زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، الذي وصف الاتفاق بأنه “إخراج للحشد الشعبي الذي حرر سنجار، وهو مُجاملة سياسية ومُكافأة انتخابية على حساب الإيزيديين الذين عانوا ما عانوا من الوضع السابق ويُراد أن تستمر مُعاناتهم بهذا الإتفاق الجديد”.

ودعا الخزعلي القوى الوطنية، آنذاك لـ”إبداء رأيها في هذا الموضوع، وعدم المجاملة فيه، وإلى ضرورة أن يكون هُناك موقف يتناسب مع أهمية وخطورة هذا الاتفاق”.

يشار الى أن علاقة حكومة الكاظمي مع أنقرة، توترا كبيرا بعد العملية العسكرية التي أطلقتها أنقرة، حيث تم استدعاء السفير التركي في بغداد فاتح يلدز من قبل الخارجية العراقية، وسلمته مذكرة احتجاج، والذي أكد خلال تسلمه المذكرة في وزارة الخارجية على استمرار بلاده بقصف الاراضي العراقي لمطاردة عناصر حزب العمال.

وبلغ التوتر أوجه عندما ألغى العراق في 11 آب أغسطس الماضي، زيارة لوزير الدفاع التركي الى العراق خلوصي آكار، بسبب العملية العسكرية، التي عدت انتهاكا للسيادة العراقية.

ويشكل قضاء سنجار، الموطن الأصلي للمكون الإيزيدي في العراق، نقطة خلاف كبيرة، بل ونقطة صراع داخلي ودولي، بداية من صراع اقليم كردستان والحكومة الاتحادية عليه عقب تحريره من سيطرة تنظيم داعش، الى اتخاذه من قبل حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا مقرا له، فضلا عن انتشار عدد من الفصائل المسلحة فيه، كما أن سماءه ليست له، فقد باتت ملكا للطائرات الحربية التركية التي تنفذ طلعات مستمرة.

إقرأ أيضا