هل يخضع الكاظمي لـ”تحقيق نيابي” بسبب “موافقته” على “الاجتياح التركي”؟

أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بشأن حصوله على موافقة بغداد لدخول الاراضي العراقية…

أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بشأن حصوله على موافقة بغداد لدخول الاراضي العراقية وخاصة سنجار، ردود أفعال حادة من قبل لجان نيابية عدة، حيث لوح نواب بالتوجه لـ”التحقيق” فيها، فضلا عن توجيه أسئلة لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بهدف “معرفة الحقيقة”، فيما جرى التشديد على رفض استخدام حلف الناتو كغطاء تركي لـ”اجتياح” الأراضي العراقية، وذلك بالتزامن مع تحرك الحلف لزيادة عدد قواته في العراق.

ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع النائب كاطع الركابي، في حديث لـ”العالم الجديد” ان “مجلس النواب العراقي، سيكون له تحرك لغرض معرفة حقيقة قيام الجانب التركي بالعمليات العسكرية في شمال العراق بضوء اخضر من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وسيكون هذا من خلال توجيه اسئلة برلمانية للكاظمي، وكذلك استضافة القيادات العسكرية المسؤولة عن هكذا قضايا“.

ويبين الركابي، انه “لا يمكن للحكومة العراقية، ان توافق او تعطي اي موافقة على توغل اي قوات اجنبية داخل الاراضي العراقية تحت أي ذريعة وحجة كانت، فهذا الأمر يمس سيادة العراق ويعرض امنه واستقراره الى الخطر، ويفتح الباب للتدخلات الخارجية من دول اخرى”، مضيفا أن “الحكومة العراقية مطالبة بالتحرك سريعاً نحو مجلس الأمن الدولي ومؤتمر التعاون الاسلامي، وغيرها لمنع الاعتداءات التركية على سيادة العراق، ومنع اي توغل جديد داخل الاراضي العراقية، خصوصاً ان تركيا عندما تدخل الى ارض عراقية لا تخرج منها“.

وحول دور الناتو، بدعم التحرك التركي في العراق، يشير الركابي الى ان “محاولة السماح للقوات التركية بالتوغل داخل الاراضي العراقية، تحت عنوان حلف الناتو مرفوضة تماماً، فلا يمكن السماح لأية قوة اجنبية قتالية ان تتواجد وتقوم باي اعمال عسكرية في العراق، فعمل الناتو في العراق محدد بعمليات التدريب والدعم والاستشارة، دون اي مهام قتالية اخرى“.

وكانت “العالم الجديد” كشفت في تقرير سابق، ان الكاظمي أبلغ أردوغان خلال لقائهما في أنقرة في 17 كانون الأول ديسمبر الماضي، بعجزه عن تنفيذ اتفاق بغداد– أربيل للسيطرة على سنجار وطرد عناصر حزب العمال الكرستاني منها، ومنح الضوء الأخضر لأردوغان بالدخول الى سنجار، تحت مظلة تحالف الناتو، تحسبا لردود أفعال سلبية من قبل الفصائل المسلحة، في حال دخول تركيا بمفردها لسنجار، وذلك بحسب مصادر دبلوماسية كانت حاضرة للقاء الذي جرى في أنقرة، وتخللته مأدبة فاخرة على أنغام الطرب العراقي التراثي.

وللإطلاع على التقرير السابق يرجى لضغط على العنوان التالي: ماذا قال الكاظمي لأردوغان؟.. أسرار الاتفاق العسكري “الخفي” بين العراق وتركيا

ويؤكد الركابي “لغاية الآن لا تتواجد أية أدلة رسمية، تؤكد وعثور تركيا على جثث مواطنين لها في الاراضي العراقية، وهذه حجة جديدة، للتوغل في الاراضي العراقية”، مبينا أن “على العراق ان يتحرك عسكرياً ضد التوغل التركي في الاراضي العراقية لغرض منعه والحفاظ على ارضه وسيادته، وهذا خيار يجب ان تتخذه الحكومة، وهو بكل تأكيد سيكون مدعوما برلمانيا وشعبيا“.

وينوه الى ان “قضية قصف أربيل، ربما يكون لها علاقة مباشرة بالعمليات العسكرية التركية، خصوصاً ان المعلومات التي وصلت الينا تؤكد وصول العجلة التي تحمل الصواريخ من سنجار او المناطق القريبة منها، فربما تكون هناك اياد خارجية خلف عملية قصف أربيل، وهذا ما سيتم كشف خلال التحقيق التي تجري على مستوى عال“.

ماذا جرى خلال الـ72 ساعة الماضية؟

في يوم 14 شباط فبراير الحالي، أعلنت أنقرة أن عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كمنظمة ارهابية، أعدموا 13 مخطوفا تركيا، منهم عسكريون وأفراد شرطة، داخل كهف في جبل غارا شمالي العراق، وذلك بالتزامن مع اعلان انتهاء عملية “مخلب النسر 2” التي انطلقت في 10 شباط فبراير الجاري.

وأثار نبأ العثور على 13 جثة، ردود فعل كبيرة داخل الأوساط السياسية والشعبية، خاصة وان بعضهم ضباط شرطة ومخابرات، ما دفع أردوغان الى الظهور بمؤتمرات شبه يومية، للتأكيد على استمراره بالعمليات العسكرية شمالي العراق.

وخلال التوتر الجاري في العراق وتركيا، حول العمليات العسكرية، وبعد تجاوز الساعة السادسة من مساء يوم امس الأول، بثت قناة العربية الجزء الاول من حوار أجرته مع رغد صدام حسين، التي ردت على سؤال فيما يخص موضوع تبوئها لمناصب سياسية في العراق، أن “كل شيء وارد وكل الخيارات مطروحة على الساحة السياسية“.

وبعد اللقاء المتلفز لرغد، تعرضت اربيل، عاصمة اقليم كردستان الى قصف صاروخي، وقد تفاوتت الانباء حول عدد الصواريخ، وبحسب وزارة الداخلية في الاقليم فأن “عدة صواريخ أصابت مطار أربيل الدولي والعديد من الأحياء السكنية في أربيل، ما أودى بحياة شخص واحد وإصابة ثمانية آخرين بينهم خمسة في المطار وثلاثة آخرون في المدينة، فضلاً عن إلحاق أضرار مادية بعدد من المنازل والمصالح التجارية“.

ومنذ يوم امس الاول ولغاية اليوم، ظهر اردوغان بمؤتمرين صحفيين برفقة وزير الدفاع التركي خلصوي أكار، وأكد فيه اردوغان “لم تعد قنديل ولا سنجار ولا سوريا مكانا آمنا للإرهابيين بعد الآن، فبعد مجزرة غارا لم يعد بإمكان أي دولة أو مؤسسة أو كيان أو شخص مسائلة تركيا عن عملياتها في العراق وسوريا“.

وكشف ايضا “متفقون مع حكومتي بغداد وإقليم شمال العراق على اجتثاث المنظمة الإرهابية من جذورها، ولتفادي أي اعتداء إرهابي مماثل (لمجزرة غارا) سنبقى في المناطق التي دخلناها وحققنا فيها الأمن وفق ما تقتضيه الضرورة”، وقد خاطب اردوغان الدول الغربية قائلا إن “كنتم تريدون استمرار علاقات التحالف مع تركيا على صعيد المجتمع الدولي والناتو فعليكم التراجع عن الوقوف بجانب الإرهابيين“.

وبهذا الوقت، وفي مساء اليوم الثلاثاء، قال الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرج، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر “أتصال جيد مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ناقشنا مهمتنا التدريبية، وان الناتو يتطلع إلى تكثيف دعمه للعراق في حربه ضد الإرهاب“.

وبفارق وقت بسيط، اعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في مؤتمر صحفي أن “عملية مخلب النسر-2، نوعية ووصلت لعمق 35 كيلو متر بدون إسناد برّي”، متابعا “عملياتنا العسكرية ضد تنظيم بي كا كا الإرهابي شمالي العراق متواصلة دون هوادة“.

تحقيق نيابي

في ظل الاحداث المتسارعة، وظهور الكثير من التحليل ومؤشرات الاتهام، سواء حول قصف اربيل واعلان اردوغان بقاء قواته في المناطق الشمالية للعراق، يكشف النائب عن تحالف سائرون بدر الزيادي، في حديث لـ”العالم الجديد” أن “مجلس النواب سيكون له موقف، وسيحقيق من خلال لجانه المختصة بشأن المعلومات، التي تتحدث عن وجود ضوء اخضر من بغداد لأنقرة بشن العمليات العسكرية في العراق، فهذا الأمر لا يمكن القبول به كونه يمس هيبة وسيادة العراق“.

ويؤكد أن “العراق حكومة وبرلمانا وشعبا، لا يقبلون بوجود اي تدخل عسكري تركي، لكن في النفس الوقت يجب عدم اعطاء اي شرعية لانقرة بشن اي هجمات على العراق من خلال تواجد قوات معارضة مسلحة لها، فيجب انهاء تواجد حزب العمال الكردستاني، حتى لا تكون هناك اي ذريعة امام تركية لشن اي اعمال عسكرية“.

وشدد على ان “مجلس النواب، وكل القوى السياسية وحتى الشعبية، لن ترضى باي عمل عسكري لقوات حلف الناتو في العراق، ولا نقبل ان يكون هذا الحلف غطاء للاعمال العسكرية التركية، التي تنتهك سيادة العراق، فوجود الناتو في العراق محصور بعمل تدريب واستشاري وهو يتواجد بعلم وموافقة الحكومة العراقية حصراً، ولا يمكن له التحرك دون علم بغداد باي قضية عسكرية أو أمنية“.

ونشرت وكالة “رويترز” مساء امس، أن وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي يعتزمون توسيع نطاق مهمة التدريب التي يضطلع بها الحلف في العراق بمجرد انحسار جائحة كورونا، في خطوة سيترتب عليها على الأرجح ترسيخ دور أكبر في الشرق الأوسط.

وتوقع أربعة دبلوماسيين أن يوافق الوزراء في مؤتمر عبر الإنترنت يوم الخميس المقبل، على الخطط التي قد ترفع القوة من نحو 500 جندي كحد أقصى في الوقت الراهن إلى حوالي 4000 أو 5000، بحسب الوكالة.

إقرأ أيضا