الناتو في العراق.. بديل عن القوات الامريكية ومعادل قوي لإيران وروسيا

 أثار إعلان حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن زيادة قواته في العراق لإضعاف ما موجود حاليا،…

 أثار إعلان حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن زيادة قواته في العراق لإضعاف ما موجود حاليا، الكثير من التساؤلات، خاصة في ظل الاستهداف المستمر للوجود العسكري الأمريكي، فضلا عن دعوة تركيا للحلف الى مشاركتها بالقضاء على حزب العمال الكردستاني شمالي العراق، وهذا ما لخصه صحفي عراقي معتمد لدى الحلف بـ”3 مقاربات”، معتبرا إياها جديدة على الحلف.

 

ويقول الصحفي المعتمد لدى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (الناتو) حسين الوائلي في حديث لـ”العالم الجديد” إن “هناك مبررات كثيرة ترتكز على 3 مقاربات عسكرية، دفعت الناتو الى زيادة عدد قواته في العراق“.

 

ويضيف أن “المقاربة الاولى هي داخلية، فأي خلل في الوضع العراقي الداخلي سيؤثر على الوضع الأمني الأوروبي، فالحلف يريد تقوية المؤسسة من الناحية التعليمية والتدريبية”، متابعا “المقاربة الثانية ، هي وجود توغل إقليمي في الداخل العراقي، يقوض المصالح الغربية والاوروبية، فهناك فصائل مسلحة وقصف للبعثات الدبلوماسية“.

 

ويستطرد أن “المقاربة الثالثة، هي دولية وتتعلق بالوجود الروسي في سوريا، فالناتو ند حقيقي لروسيا، واينما تواجد الروس تواجد الناتو، لدينا الان عمليات للناتو في ايطاليا، مقاربة الى ليبيا التي فيها وجود روسي“.

 

ويشير إلى أن “هذه المرتكزات، هي بدفع امريكي، لانه واشنطن أصبحت على قناعة أن دورها في العراق لم يعد ينفع على جميع المستويات، بالتالي سيكون الوجود العسكري للناتو بديلا عن الوجود العسكري الأمريكي“.

 

ويتابع أنه “لأول مرة يرفع الناتو سقف عدد قواته في العراق من 500 الى 4 الاف، وهذه مقاربة جديدة، فان الناتو سيبعث جنود ومستشارين وخبراء، على الارض العراقية، ما سيمثل ستراتيجية جديدة، ومحاولة لإيجاد توازن للوجود الإيراني والروسي في سوريا“.

 

وفي 16 شباط فبراير الجاري، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر “أتصال جيد مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ناقشنا مهمتنا التدريبية، وان الناتو يتطلع إلى تكثيف دعمه للعراق في حربه ضد الإرهاب“.

 

وجاءت التغريدة بالتزامن مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المطالبة لحلف الناتو بالوقوف الى جانب تركيا للقضاء على حزب العمال الكردستاني، حيث قال في مؤتمرات صحفية مستمرة طيلة الأيام الثلاثة الماضية “نحن متفقون مع حكومتي بغداد وإقليم شمال العراق على اجتثاث المنظمة الإرهابية من جذورها، ولتفادي أي اعتداء إرهابي مماثل (لمجزرة غارا) سنبقى في المناطق التي دخلناها وحققنا فيها الأمن وفق ما تقتضيه الضرورة”، وقد خاطب اردوغان الدول الغربية قائلا إن “كنتم تريدون استمرار علاقات التحالف مع تركيا على صعيد المجتمع الدولي والناتو فعليكم التراجع عن الوقوف بجانب الإرهابيين“.

 

في يوم 14 شباط فبراير الحالي، أعلنت أنقرة أن عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كمنظمة إرهابية، أعدموا 13 مخطوفا تركيا، منهم عسكريون وأفراد شرطة، داخل كهف في جبل غارا شمالي العراق، وذلك بالتزامن مع اعلان انتهاء عملية “مخلب النسر 2” التي انطلقت في 10 شباط فبراير الجاري.

 

 وكانت “العالم الجديد” كشفت في تقرير سابق، أن الكاظمي أبلغ أردوغان خلال لقائهما في أنقرة في 17 كانون الأول ديسمبر الماضي، بعجزه عن تنفيذ اتفاق بغداد– أربيل للسيطرة على سنجار وطرد عناصر حزب العمال الكردستاني منها، ومنح الضوء الأخضر لأردوغان بالدخول الى سنجار، تحت مظلة تحالف الناتو، تحسبا لردود أفعال سلبية من قبل الفصائل المسلحة، في حال دخول تركيا بمفردها لسنجار، وذلك بحسب مصادر دبلوماسية كانت حاضرة للقاء الذي جرى في أنقرة، وتخللته مأدبة فاخرة على أنغام الطرب العراقي التراثي.

 

وفي ذات يوم تغريدة امين عام حلف الأطلسي، تعرضت اربيل في اقليم كردستان، الى قصف صاروخي، وقد تفاوتت الأنباء حول عدد الصواريخ، وبحسب وزارة الداخلية في الإقليم فأن “عدة صواريخ أصابت مطار أربيل الدولي والعديد من الأحياء السكنية في أربيل، ما أودى بحياة شخص واحد وإصابة ثمانية آخرين بينهم خمسة في المطار وثلاثة آخرون في المدينة، فضلاً عن إلحاق أضرار مادية بعدد من المنازل والمصالح التجارية”.

إقرأ أيضا