مراسل لوس انجلوس تايمز في العراق: العملية السياسية في فراغ والقرارات الحكومية \”القاسية\” تؤزم البلد

وصف مراسل لوس أنجلس تايمز في العراق العملية السياسية بأنها \”موجودة في فراغ من عدم الثقة\” ووجد أن القرارات الحكومية \”القاسية\” تؤزم البلد.

وفيما ذهب الى أن الزعماء العراقيين يتطلعون الى موقف واشنطن، أشار الى أن الأخيرة تلتزم الصمت بسبب سياسة البيت الأبيض بقيادة أوباما، في وقت نقل خشية المالكي والساسة \”الشيعة\” من صعود الإخوان المسلمين في سورية والمنطقة.

ورأى نيد باركر، مراسل صحيفة لوس انجلوس تايمز المخضرم في العراق، أن الأوضاع في البلاد ما زالت مدعاة للقلق، وليس هناك أي فرصة لجلوس السياسيين السنة والشيعة على طاولة واحدة لحل المشاكل \”وليس هناك أي غرابة في أن الأشهر الماضية كانت الأكثر دموية في الخمس سنوات الأخيرة\”.

وفي مقابلة نشرتها مجلة العلاقات الخارجية وأجراها معه بيرنارد غورزمان قال باركر ان \”العملية السياسية موجودة في فراغ من عدم الثقة، والقرارات الحكومية القاسية، بامكانها ان تؤزم البلد بسرعة\”. وأشار الى ان \”الأوضاع سيئة وخاصة في بغداد، حيث انها تشبه الى حد بعيد الشهور الأولى التي أعقبت أحداث العام 2003، وعلى سبيل المقارنة فان الأوضاع في كردستان والمحافظات الجنوبية تتقدم بصورة أفضل من العاصمة\”.

وذكر باركر ان \”الوضع سيئ، هناك اجماع على ذلك، فممثل الامين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر تحدث عن ان العراق أمام مفترق طرق، ومن الممكن ان يذهب الى المجهول، حتى رئيس الوزراء أشار الى مخاطر الحرب الأهلية، وقد أصدرت مجموعة الازمات الدولية تقريرا يذهب بنفس الاتجاه\”. 

وذهب مراسل لوس انجلوس تاميز الى أنه \”من الصعب أن نرى حلا بسيطا، فالحكومة التي يقودها الشيعة تبدو عاجزة عن تلبية مطالب المتظاهرين السنة، والمواجهة بين هذين الطرفين تزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد\”. واستدرك \”في الوقت نفسه، فان مطالب المتظاهرين تبدو متضاربة بشأن اطلاق سراح المعتقلين السنة، ووضع حد للتدابير العقابية بحق أعضاء حزب البعث الذي كان يحكم في السابق، والغاء تهم الارهاب، ووقف عمل المخبرين السريين\”. وتبنى أنه \”بدون وضع الحلول المناسبة، فان المتطرفين سيستغلون الموقف المتأزم، أو أن تلجأ الحكومة والمتظاهرين الى العنف\”.

وفي معرض الاجابة عن سؤال بخصوص عدم امكانية المالكي في التوصل الى حل مع القيادات السنية، بيّن باركر أن \”المشكلة اليوم، هي في أن هناك قوات أمنية تحاصر مدينتي الفلوجة والرمادي اللتين كانتا مرتعا للتمرد ضد القوات الاميركية، وتحولتا فيما بعد الى وكرين لتنظيم القاعدة، هناك محاولات وساطة مع القيادات العشائرية في تلك المناطق، الا ان المشكلة الاساس على الصعيد المحلي والوطني، هي وجود العملية السياسية في فراغ من عدم الثقة، اذ لا توجد ارادة حقيقية لاعادة الاوضاع تحت السيطرة، وبالرغم من انشاء قنوات سريعة للاتصال بين الاطراف المتنازعة، فانه لا يتم اتخاذ اجراءات جريئة لحل الأزمة\”.

وبخصوص سؤال عن تأثير الولايات المتحدة الأميركية في العملية السياسية العراقية، ذكر باركر أن \”للولايات المتحدة تأثيرا وفي الوقت نفسه لا تؤثر، حيث يبدو ان العديد من القيادات العراقية تتطلع الى الموقف الأميركي، بينما تلتزم الولايات المتحدة الصمت نتيجة للسياسة التي تبناها البيت الابيض في العام 2009 عندما قرر الانسحاب من العراق، وترك العلاقة الى تمويل عدد من البرامج الانمائية البسيطة، ما أسهم باحباط العراقيين\”.

وعن حقيقة دعم المالكي لنظام بشار الأسد، ذكر مراسل لوس انجلوس تايمز  ان \”موقف الحكومة الرسمي يلتزم الحياد، لكنهم يدعمون بوضوح الأسد في سورية، والسبب في ذلك هو ان الاسلاميين الشيعة ورئيس الوزراء نوري المالكي، يخشون صعود الإخوان المسلمين والمتطرفين الى السلطة في سورية، الذي يمكن أن يؤدي الى هجمات أكبر على المناطق العراقية، أو ان يمكن القيادات السنية من ان تطرح ما تريده نتيجة لوصول حلفائها الى السلطة في بلد مجاور\”.

إقرأ أيضا