قبل ساعات من وصوله.. “العالم الجديد” تجري جولة في مواقع سيزورها بابا الفاتيكان (صور)

قبل الوصول لمدينة أور، أطلت الزقورة شامخة بعد مسير نحو نصف ساعة بالسيارة من مدينة…

قبل الوصول لمدينة أور، أطلت الزقورة شامخة بعد مسير نحو نصف ساعة بالسيارة من مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، لتكون أول ما يستقبل الزائر وهو يدخل مهد الحضارات.

أجرت “العالم الجديد” رحلة الى محافظتي ذي قار والنجف بعد انطلاقه من العاصمة بغداد، لرصد الاستعدادات الجارية لزيارة بابا الفاتيكان الى العراق، حيث من المقرر ان يصل يوم غد الجمعة، في زيارة تستمر 3 ايام، يلتقي خلالها المرجع الديني علي السيستاني ويجري صلاة في منزل النبي ابراهيم الخليل في أور، اضافة الى زيارته مناطق سهل نينوى، معقل المكون المسيحي في البلد.

طوال الطريق الى المدينة كانت الآليات تعمل بشكل مستمر لتعبيد الطريق البالغ طوله 30 كلم، وهو عبارة عن اتجاه واحد وبمساحة ضيقة، فكانت الاليات تعبده وتوسعه قدر الامكان، وعند السؤال تبين انها كوادر بلدية الناصرية، التي أخذت على عاتقها ترميم الطريق الرابط بين مركز المحافظة وبين المدينة الأثرية.

قبل الوصول الى مدخل المدينة، كانت الزقورة هي المعلم الابرز، التي تعد أول هرم في التاريخ واول معبد، وهي أقدم من الاهرامات المصرية، ويعود تاريخها الى 2100 عام قبل الميلاد، وبنيت في عهد سلالة أور الثالثة.

في بوابة المدينة الاثرية، وقبل الدخول قطعنا تذاكر بقيمة 2000 دينار (نحو دولار و40 سنتا) للشخص الواحد، وواجته لوحة تعريفية بالزقورة وتاريخها والسلالة التي بنتها والسكان الذي عاشوا في هذه المنطقة، وعند الدخول كان هناك مرآب صغير يتسع لخمس او ست سيارات فقط، مع افتقار المنطقة لأي مقهى او مطعم صغير او كشك لبيع المشروبات، وكانت القوات الامنية تنتشر فيها بشكل كبير، إضافة الى وجود نحو 3 عائلات كانت تجري زيارة اعتيادية، في لحظة دخولنا للمنطقة. 

كوادر مختلفة وعديدة كانت تعمل في المنطقة وقرب الزقورة، ومنها كوادر دائرة بلدية الكهرباء، التي أكملت الإضاءة، عبر نصب أعمدة أرضية بارزة بمقدار مترين وموجهة نحو الزقورة، كما هناك كوادر أخرى تعمل على بناء مسقفات خشبية قرب الزقورة.

الصعود على مدرجات الزقورة كان مسموحا، وأجرينا جولة فيها، قبل ان نتوجه الى منزل النبي ابراهيم، حيث تضم المنطقة الاثرية بالاضافة لهذين المعلمين المقبرة الملكية، ويفصل بين كل معلم منها طريق فولاذي للمشاة.

منزل النبي ابراهيم، كان الوجهة الثانية بعد الزقورة، وصلنا اليه مشيا على الاقدام لعدة دقائق، وكانت هناك لوحة تمنع الدخول اليه نظرا لاجراء اعمال صيانة، لكن بعد التحدث مع عناصر الامن وإبلاغهم باننا مؤسسة صحفية، من قبل الدليل السياحي المرافق لنا، سمح لنا بالدخول.

وبحسب الدليل السياحي، فأن هذه المنطقة الاثرية جرت فيها اخر اعمال ترميم عام 1961، ونظرا لشروط اليونسكو لادراجها على لائحة التراث العالمي، فان تعبيد الطرق ممنوع فيها، كما منعت اليونسكو بناء أي مشيدات داخلها.

وأكد الدليل، وهو شخص من اهالي الناصرية أن، المدينة كانت فيها بعض الطرق المعبدة، وبعد تدخل اليونسكو تم إزالتها، والابقاء فقط على الطرق الأصلية الترابية.

في منزل النبي ابراهيم، وهو عبارة عن غرف دون أي مسقفات، ويقترب شكله من المتاهة، توجد سلالم للصعود الى الطبقة العليا، ومن نهاية السلالم، يسير الشخص على جدران المنزل، وهي بعرض يسمح للشخص بالمسير عليها.

 

عند الوقوف اعلى جدران المنزل، شاهدنا اعمال الصيانة الجارية فيه، ومنها وضع الخيمة الرئيسية التي ستكون موقع البابا فرنسيس، بالاضافة الى كرفان واعمال خشبية اخرى، ستكون موقعا للضيوف.

التصوير داخل المنزل كان ممنوعا لاسباب امنية ونظرا لوجود اعمال صيانة، وعقب خروجنا منعت القوات الامنية نهائيا دخول اي شخص للمنزل، لحمايته من العبث وتأمينه.

وعند العودة الى الناصرية مركز المحافظة، تحدثنا مع ناشطين ومتظاهرين، الذين اكدوا انهم شكلوا فرقا تطوعية، أخذت على عاتقها القيام بحملات تنظيف لطرق المدينة ووضع اللافتات الترحيبية بزيارة البابا.

النجف

بعد انتهاء زيارة أور، توجنا بالسيارة الى محافظة النجف، التي وصلناها ظهرا، وكانت الاستعدادات واضحة جدا، متمثلة بانتشار الاعلام العراقية واعلام الفاتيكان في المدينة، وخاصة في طريق المطار.

في المحافظة، التقينا برجل الدين زيد بحر العلوم، وهو احد المسؤولين عن مؤسسة الإمام الخوئي، الذي أكد ان زيارة البابا فرنسيس، هي تتويج لسلسلة من اللقاءات السابقة بين علماء الحوزة في النجف وبين علماء الفاتيكان، وأول لقاء جرى عام 2015، وتم فيه بحث القيم السماوية بين جميع الاديان.

واكد بحر العلوم ان، لقاء اخر جرى في عام 2017، ومن ثم لقاء تبعه عام 2018، حيث وصل وفد من رجال الدين الكبار الدومينيكان الى النجف، وضم جنسيات مختلفة من ايطاليا ولبنان وبينهم عراقيون.

ووصف لقاء البابا بالسيستاني، بـ”التاريخي” وحسب قوله “سيجمع هرمين، خاصة وانه تجاوز الحدود الجغرافية، فللسيستاني مقلدون كثر في انحاء العالم، وخاصة في ايران فان مقلديه اكثر من مقلدي علي خامنئي (المرشد الايراني الاعلى)، والبابا ايضا له أتباع في كل انحاء العالم”.

العودة

بعد العودة الى العاصمة بغداد، ختمنا الرحلة بزيارة كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة وسط العاصمة، ورصدنا الاستعدادات الجارية فيها من رسم اللوحات واللافتات الترحيبية، ونشر الاعلام، حيث ستكون زيارة البابا لهذه الكنيسة، في مطلع جدول أعماله داخل العراق، وبعدها يبدأ جولته للمدن الاخرى.

وفي كنيسة سيدة النجاة، المزينة جدرانها بلوحات وصور البابا فرنسيس، تحدثت الأخت ام علاء عن اجواء الكنيسة وهي تستعد لاحياء القداس الذي سيقيمه البابا، قائلة “فرحة لا توصف زيارة البابا فرنسيس الى العراق، والكل بانتظاره والتبرك بقدومه”.

وكشفت في حديثها “نحن لن نشارك في القداس ولا ندخل القاعة، سيبقى الكثير من الأخوات في الباحة الخارجية للكنيسة، وسنشاهد دخول وخروج البابا فقط والتبرك بمقدمه”.

وتعمل ام علاء، منذ 30 عاما في غسل وتنظيف مغارة تمثال مريم العذراء في الكنيسة، كما انها مسؤولة عن تدريس وتعليم 50 فتاة بمختلف الاعمار داخلها.

وخلال التجوال في بغداد باليوم الاخير الذي يسبق زيارة البابا، كانت الطرق تتشح باعلام الفاتيكان والاعلام العراقية، لاسيما مناطق وسط العاصمة ومداخل المنطقة الخضراء والجسور الرئيسة فيها.

وبالاضافة الى سيدة النجاة، سيتجه البابا فرنسيس الى كنيسة مار يوسف في منطقة المنصور غربي العاصمة، لاحياء قداس فيها، وهي الاخرى استعدت لاستقباله عبر تزيين الجدران ورفع اعلام العراق والفاتيكان.

ومن المقرر ان يصل البابا فرنسيس يوم غد الجمعة الى العاصمة بغداد، ويجرى له استقبال رسمي في مطار بغداد الدولي من قبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، ومن ثم ينتقل الى القصر الرئاسي حيث يستقبله رئيس الجمهورية برهم صالح.

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image

إقرأ أيضا