بعضها “هاجمته”.. هكذا تناولت الصحف الايرانية زيارة البابا للعراق ولقاءه بالسيستاني

لليوم الثاني على التوالي، تتصدر زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق الصحف الأولى في إيران، حيث…

لليوم الثاني على التوالي، تتصدر زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق الصحف الأولى في إيران، حيث قدمت حولها الكثير من التحليلات والقراءات، ففيما بينت بعضها أهمية الزيارة بالنسبة للمنطقة والعالم، وصفت الصحف الحكومية والمقربة من تيار المرشد علي خامنئي، تلك الزيارة، بانها نوع من “المؤامرة”، متهمة البابا بممارسة التبشير في العراق.

فقد رأت صحيفة “تعادل” الاقتصادية، أن هذه الزيارة سوف تكون عاملا في تحسين الوضع الاقتصادي للعراق، حيث توقعت أن تصبح منطقة “أور التاريخية في العراق محط أنظار السواح المسيحيين بعد أن وصفت بأنها مهد الأنبياء والأديان العالمية”.

أما صحيفة “جهان صنعت”، فقد نقلت عن المحلل السياسي، مهدي مطهرني، قوله ان “الزيارة تحمل رسائل عدة، منها قبول السيستاني لبابا الفاتيكان، فهو لا يقبل بسهولة الاجتماع بشخصيات دينية بما فيها تلك التي تمثل التشيع”، في إشارة إلى زيارة رئيس السلطة القضائية الايرانية ابراهيم رئيسي الأخيرة إلى العراق وامتناع السيستاني عن الاجتماع به.

فيما أشارت صحيفة “جمهوري إسلامي” بمقالها الافتتاحي لمدير تحريرها، مسيح مهاجري، إلى أهمية زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق، حيث أكدت أن الزيارة تضمنت اجتماع شخصيتين كبيرتين هما بابا الفاتيكان الذين يمثل جميع المسيحيين وليس الكاثوليك وحدهم، والسيستاني الذي يمثل المسلمين جميعا، وليس الشيعة فقط”.

كما عرضت الصحيفة بالمرشد علي خامنئي عندما أشارت إلى حجم نفوذ السيستاني في العراق، قائلة ان “الإنجاز هو أن لا تقوم بالإنفاق الكبير واصدار الرسائل تلو الرسائل لكن في نفس الوقت يأتيك الرجل الأول لدى النصارى للاجتماع بك”.

أما الصحف غير المرحبة بزيارة بابا الفاتيكان إلى العراق مثل “كيهان” فحاولت أن تضرب على وتر الخلاف بين الطرفين ورأت في صدور بيانين لكل من السيستاني وبابا الفاتيكان دليلا على وجود هذا الخلاف بين الشخصيتين. 

في حين، قالت صحيفة “فرهیختكان” التي يديرها مستشار المرشد للشؤون الخارجية، علي أكبر ولايتي، إن “زيارة بابا الفاتيكان تتضمن نوعا من المؤامرة”، مؤكدة أنها “تأتي في إطار المحاولات الرامية إلى ترسيخ إسرائيل بحجة نشر خطاب السلام”.

كما اتهمت الصحيفة البابا فرنسيس، قائلة إنه “جاء إلى العراق بهدف نشر النصرانية بين العراقيين وتوسيع نفوذهم في العراق”.

وكان البابا فرنسيس، التقى يوم امس السبت، بالمرجع الديني الاعلى علي السيستاني في منزله بمحافظة النجف، بأول لقاء بينهما والذي استمر لمدة 45 دقيقة، وذلك ضمن زيارة هي الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان إلى العراق.

وأفاد مكتب السيستاني، في بيان، بأنه خلال اللقاء مع بابا الفاتيكان “دار الحديث حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر ودور الإيمان بالله وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها”.

وأضاف البيان أن السيستاني “تحدث عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الاساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وخصوص ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة”.

وأشار السيستاني إلى “الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة، ولا سيما في القوى العظمى، على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة”

وأكد السيستاني على “أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي والتضامن الانساني في كل المجتمعات، مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان والاتجاهات الفكرية”. وأشار السيستاني إلى “مكانة العراق وتاريخه المجيد وبمحامد شعبه الكريم بمختلف انتماءاته”، وأبدى أمله بأن “يتجاوز محنته الراهنة في وقت غير بعيد”.

كما أكد السيستاني على “أهمية أن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية”، وأشار إلى “جانب من الدور الذي قامت به المرجعية الدينية في حمايتهم وسائر الذين نالهم الظلم والأذى في حوادث السنين الماضية، ولا سيما في المدة التي استولى فيها الإرهابيون على مساحات شاسعة في عدة محافظات عراقية، ومارسوا فيها أعمالاً إجرامية يندى لها الجبين”.

في الوقت نفسه، أفاد بيان صادر عن الفاتيكان بأن زيارة البابا فرنسيس للسيستاني استغرقت 45 دقيقة. وأكد بابا الفاتيكان خلال اللقاء على “أهمية التعاون والصداقة بين الطوائف الدينية حتى نتمكن، من خلال تنمية الاحترام المتبادل والحوار، من المساهمة في خير العراق والمنطقة للبشرية جمعاء”.

وذكر بيان الفاتيكان أن اللقاء “كان فرصة للبابا لتقديم الشكر إلى آية الله العظمى السيستاني لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف والصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة، دفاعا عن الأضعف والأكثر اضطهادا، مؤكدين قدسية الحياة البشرية وأهمية وحدة الشعب العراقي”.

إقرأ أيضا