السعودية تقرب الكاظمي.. فهل تقلل أضرار العراق السياسية والاقتصادية؟

منذ شباط فبراير الماضي، شهدت العلاقات العراقية السعودية تحولا كبيرا، تجسد في زيارات متبادلة كثيفة…

منذ شباط فبراير الماضي، شهدت العلاقات العراقية السعودية تحولا كبيرا، تجسد في زيارات متبادلة كثيفة على المستوى الوزاري والامني، ما مهد للزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى الرياض.

ويقول الناشط السياسي علي الفيلي في حديث لـ”العالم الجديد” إن “العراق بحاجة لاعادة علاقاته مع الجميع، كون ظرفه صعبا جدا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويمكن ان يقلل الاضرار عبر علاقاته مع هذه الدول“.

وفيما يعرب عن أسفه لـ”تحول العراق الى ساحة لتصفية الحسابات مؤخرا، وعليه فان هذه التحركات تصب في مصلحته”، يؤكد أن “ظروف الغاء زيارة الكاظمي للسعودية، منتصف العام الماضي، فان المواقف غير ثابتة بالسياسة، وإنما المصالح فقط، وفي تلك الفترة كانت الأجواء غير مهيأة أو أن هناك تقاطعات في بعض المصالح، ولكنها اليوم تغيرت وباتت الاوضاع والبيت الخليجي أفضل من السابق، خاصة بعد عودة العلاقات السعودية القطرية“.

ويوم أمس، أجرى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، اجتماعا افتراضيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأكدا فيه على أهمية توسيع آفاق التعاون الثنائي وتعزيزها في المجالات المختلفة، لاسيما السياسية والأمنية والتجارية والاستثمارية والسياحية، وتكثيف التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية.

وتلقى الكاظمي دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض، وبحسب مصادر مطلعة، فان من المفترض ان تجري الزيارة يوم الاربعاء المقبل، وخلالها سيلتقي الكاظمي بولي العهد محمد بن سلمان.

ويأتي التحرك السعودي، بالتزامن مع قمة ثلاثية ستعقد في بغداد، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني عبد الله الثاني، وهي امتداد للقمة الثلاثية التي عقدت في عمان العام الماضي.

وحول القمة الثلاثية بين العراق والاردن ومصر، يشير الى أن “هذا الحلف ليس بجديد، ففي زمن النظام السابق كان هناك مجلس التعاون العربي بين العراق واليمن ومصر والاردن، وشكل على غرار مجلس التعاون الخليجي، والسعودية الان تريد الدخول في هذا التحالف بدلاً عن اليمن، وبالمحصلة فان الجميع يبحث عن المصالح، ولكن يجب عدم المضي بعلاقات على حساب الطرف الآخر“.

ويؤكد أن “المصالح الايرانية في العراق ستتضرر من هذه المصالح العربية، كون العراق سوقا كبيرا للبضاعة الايرانية، ولا ننسى تركيا وتاثرها من هذا الحلف الجديد”، متابعا ان “العراق هو بيضة القبان في هذه العلاقات، لكن شريطة ان يستعيد عافيته على الصعيد الداخلي، حيث اننا نرى التدافع والتناحر بين المكونات، وداخل هذه المكونات ايضا لتصدر المشهد، وهذا اصبح واقع حال نعيشه اليوم، وحتى ان التشظي وصل إلى البيوت الشيعية والسنية والكردية، كلا على انفراد“.

ويلفت الى ان “السعودية دائما ما تعمل على ابعاد العراق عن الجانب الايراني، في حين ان قطر تختلف في اجندتها عن السعودية، فهي تحاول لعب دور اكبر من حجمها في المنطقة، وهي تستطيع من خلال استثماراتها ان تتصدر المشهد العراقي مستقبلا“.

وفي 20 تموز يوليو 2020، كان من المقرر أن يزور الكاظمي السعودية في مستهل جولاته الخارجية بعد تسنمه منصبه، لكن قبيل الزيارة بساعات اعلن عن تأجيلها من قبل الجانب السعودي، وحسب المعلن ان الزيارة تأجلت بسبب دخول العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الى المستشفى، لكن ترجيحات جرت بوقتها، لكون الزيارة تزامنت مع وجود وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في بغداد، ما حول الكاظمي الى “حامل رسائل” بين طهران والرياض

وشهدت العلاقات العراقية السعودية، توترات كثيرة، وخاصة بعد طرح الرياض لمشروع استثمار البادية في العراق، وهو ما جوبه بالرفض من قبل الفصائل المسلحة المرتبطة بايران، والتي هددت علنا برفع السلاح في حال استثمار السعودية للبادية الممتدة من الانبار الى اقصى جنوب غربي البلد.

لكن، في 21 شباط فبراير الماضي، وصل وزير الداخلية عثمان الغانمي الى الرياض على رأس وفد رفيع المستوى يضم قادة أمنيين في الوزارة، والتحق به في اليوم التالي، وزير الخارجية فؤاد حسين، وبحسب تقرير لـ”العالم الجديد” في وقتها، فان زيارة الوزيرين هي لتحضير زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى السعودية.

وفي 2 اذار مارس الحالي، وصل رئيس الأركان السعودي فياض الرويلي الى العاصمة بغداد، وبحث مع رئاسة الاركان العراقية، بحسب مصدر مطلع التعاون في المجال العسكري والاستخبارات والعمليات، فضلا عن اتفاق الطرفين على تبادل المعلومات بشأن امن البلدين، فضلا عن التطرق لملف تدريب وتسليح الجيش العراقي من قبل السعودية، وإمكانية ان تقدم السعودية اسلحة للجيش العراقي كهدية.

الى ذلك، يقول المحلل السياسي محمد المولى في حديث لـ”العالم الجديد” إن “هناك مشروعا يراد له أن يرى النور منذ سنوات والعمل يجري عليه الان، وهو ان يكون العراق منفتحا على العمق العربي، لأسباب سياسية“.

ويضيف المولى ان “مصر والاردن تعاني اصلا من ازمات اقتصادية، وليس لديها جودة في المشاريع الاقتصادية والخدمية وغيرها، كما هو الحال في السعودية”، مطالبا الحكومة بـ”التوجه الى الدول العظمى والمتقدمة“.

ويشير الى أن “التحرك العربي الحالي هو لمنافسة ايران وتركيا، كون العراق رقما صعبا جدا في هذه المعادلة“.

وكان نبأ الطائرات المسيرة، آخر حلقات التوتر بين العراق والسعودية، في منتصف شباط فبراير الماضي، حيث كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، بأن طائرات مسيرة مفخخة أطلقت من جنوبي العراق خرقت قبل نحو شهر الدفاعات الجوية السعودية وهاجمت قصر اليمامة، مقر الديوان الملكي في الرياض، وبحسب ما نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “طائرات مسيرة ثابتة الجناحين مفخخة بالمتفجرات وتم إطلاقها من العراق اصطدمت في 23 كانون الثاني يناير بالمجمع الملكي الرئيسي في العاصمة السعودية.

إقرأ أيضا