انتخابات واستعراضات.. هل ينتصر “السلاح” على مراكز “الاقتراع”؟

مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات المبكرة، يشهد البلد ارتفاعا ملحوظا في المظاهر المسلحة المرتبطة باحداث…

مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات المبكرة، يشهد البلد ارتفاعا ملحوظا في المظاهر المسلحة المرتبطة باحداث سياسية واجتماعية مختلفة، الأمر الذي طرح تساؤلات عدة حول مدى تأثيره على عملية الانتخابات، وهنا اختلفت رؤى اعضاء مجلس النواب، فبعضهم يؤكد أن “السلاح المنفلت” سيكون لاعبا اساسيا بتغيير نتائجها، وهذا ما عارضه آخر عبر القول إن العراق خاض العديد من الانتخابات في ظل هذا السلاح ولم تتأثر، “ولا يمكن الربط بين الأمرين”، أما مفوضية الانتخابات فمن جانبها ألقت بالمسؤولية على عاتق الاجهزة الامنية واكدت ان دورها يقتصر على الامور الفنية.

وتقول النائب عن ائتلاف الوطنية انتصار الجبوري، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “اهم ما اشترطته الكتل السياسية ضمن برنامج رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الانتخابي، هو إجراء الانتخابات المبكرة وتوفير البيئة والامور اللوجستية المناسبة لعملية الاقتراع”.

وتضيف الجبوري “لقد اشترطنا عودة النازحين وحصر السلاح بيد الدولة وصرف التعويضات للنازحين حتى يعودوا إلى منازلهم من اجل المشاركة بعملية الاقتراع”، متابعة “المدن الجنوبية وباقي مدن العراق، جميعها تحتاج إلى تهيئة الظروف لاجراء الانتخابات”.

وتؤكد أن “الإهمال السياسي والسلاح الذي ليس بيد الدولة، له دور في تغيير تاريخ إجراء الانتخابات او تغيير نتائجها”.

وشهدت العاصمة بغداد، الاسبوع الماضي استعراضا مسلحا لجماعة خارج اطار الدولة تدعى “ربع الله”، وقد تبرأت منها هيئة الحشد الشعبي في بيان رسمي، بعد ان جابت اهم شوارع العاصمة بعجلات دفع رباعي واسلحة متوسطة وثقيلة، وبحسب المعلن فان هدفها حث البرلمان على تمرير الموازنة مع تغيير سعر صرف الدينار فيها.

ويأتي هذا الاستعراض، ضمن سلسلة استعراضات مماثلة شهدتها العاصمة منذ منتصف 2020، نفذت بناء على احداث سياسية وامنية مختلفة، منها خلاف بين رئيس الحكومة وبين كتائب حزب الله، الذي نشب على خلفية اعتقال مجموعة من المنتمين للكتائب بتهمة اطلاق صواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء، ثم تبعها استعراض آخر لحركة عصائب اهل الحق، وجاء نتيجة لاعتقال احد قادتها ايضا، لكن سرايا السلام التابعة للتيار الصدري، كان استعراضها الشهر الماضي في العاصمة، بهدف “تأمين المراقد المقدسة”، بعد ان اعلنت عن وجود تهديد لها لاثارة الفتنة.

وحول هذا الامر، يقول النائب عن حركة عصائب أهل الحق فاضل الفتلاوي، في حديث لـ”العالم الجديد” إن “الكل يريد انتخابات نزيهة وتهيئة الأجواء المناسبة لاجرائها، خاصة بعد ان اكمل البرلمان قانون الانتخابات والمحكمة الاتحادية”.

ويلفت الى أن “الجميع متفق على هذا الأمر للتقدم نحو الأفضل، ونحن من المؤيدين لأن تكون الانتخابات تحت رقابة الحكومة، ونتمنى أن لا يحدث اي تأثير على هذه الانتخابات”، مبينا أن “المدن الجنوبية مؤمنة والحل الافضل للنزاع والخلاف في جنوب العراق هو الانتخابات المبكرة لاختيار من يمثله بالحكومة بصورة صحيحة، والكل مستعد لخوض عملية الاقتراع”.

ويشدد على “ضرورة ان تكون هناك سطوة للدولة وكل الاسلحة يجب ان تكون تحت سيطرتها وضمن المؤسسات الحكومية”.

وبموازاة السلاح المنتشر لدى بعض الجماعات والاستعراضات التي تجوب مدن البلد، فان عمليات الاغتيال ارتفعت وتيرتها بشكل غير مسبوق منذ مطلع 2020 ولغاية الان، وطالت ناشطين وسياسيين وباحثين وضباطا بمختلف الاجهزة الامنية، ما خلق حالة من الذعر، دون ان تكون لدى الدولة اي حلول جذرية.

الى ذلك، يوضح النائب عن تحالف سائرون رياض محمد في حديث لـ”العالم الجديد” أن “العراق خاض 5 انتخابات بعد 2003، مع وجود نفس السلاح الذي يسمى بالمنلفت، وهذا خطأ بل هو سلاح خارج اطار الدولة”.

ويبين ان “هذا السلاح على انواع، الاول منها تابع للعشائر واخر بيد جماعات مسلحة غير معروفة وسلاح بيد تنظيمات إرهابية واجرامية، اضافة إلى وجود سلاح تحت سيطرة الاحزاب، إلا انه لا يوجد له أي تاثير في نتائج الانتخابات، ولا يوجد ربط بينه وبين هذا الامر”.

ويشير الى ان “مدن العراق باكملها تتمتع بالامن الذي يؤهلها لخوض الانتخابات، حيث تنتشر فيها مراكز الاقتراع وتحديث بطاقات الانتخابات والامور تسير بشكل جيد”.

وبالتوجه لمفوضية الانتخابات، فتقول المتحدثة باسمها جمانة الغلاي لـ”العالم الجديد”، إن “اللجنة الامنية العليا للانتخابات تنسق عملها مع مفوضية الانتخابات، عبر تأمين مراكز التسجيل في المحافظات ومرافقة الفرق الجوالة وتأمين مكاتب المفوضية في كل المدن”.

وتبين الغلاي “نحن في المفوضية، ننجز ما علينا من مهمة فنية انتخابية، اما الامور الاخرى فهي من اختصاص الجهات الامنية”، مستدركة “لدينا تعاون وتنسيق امني كبير مع وزارة الداخلية، لكن عملنا يقتصر على الامور الفنية وتهيئة اجراء الانتخابات، وتبقى حفظ سلامة الناخب وسلامة العملية الانتخابية بيد الاجهزة الامنية”.

وشهد يوم الاقتراع في انتخابات عام 2014، مقتل سبعة أشخاص وإصابة 25 بجروح في سلسلة هجمات استهدفت مراكز اقتراع في مناطق متفرقة من العراق، شملت: تفجيرين انتحاريين، وعشرين قذيفة هاون، وخمس عبوات ناسفة، و11 قنبلة صوتية.

إقرأ أيضا