“العالم الجديد” تسلط الضوء على جاهزية البصرة لـ”خليجي 25″ والفرص الاقتصادية المصاحبة

مع اقتراب العراق من حلم استضافة بطولة كأس الخليج بكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه،…

مع اقتراب العراق من حلم استضافة بطولة كأس الخليج بكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، بعد تنازل قطر عن حق الاستضافة لصالح ملف البصرة، تستعد المدينة لاستضافة هذا الحدث الرياضي المهم، من خلال إصرارها على اكمال البنى التحتية من منشآت وفنادق، كونها لا زالت تنتظر يد الحكومة لاكمال المتبقي والبالغ 20 الى 25 بالمائة، وفيما تحدثت قيادة عمليات البصرة عن استعداد قيادته لمشاركة 35 الف عنصر امن من كافة الصنوف بهدف تأمين البطولة، أعرب خبراء عن تفاؤلهم بقدرتها على تحريك العجلة الاقتصادية في البصرة بشكل كبير.

ويقول المدير العام لمديرية الشباب والرياضة في محافظة البصرة صادق الكناني في حديث لـ”العالم الجديد” إن “البصرة تحتاج الى بعض البنى التحتية الاضافية، وتحتاج الى مساندة كافة الدوائر، ومن الامور الاساسية التي نحتاجها، هي تأثيث فنادق المدينة الرياضية وبعض المستلزمات الاخرى”.

ويضيف الكناني “لدينا حاليا 8 فنادق جاهزة، وتحتاج فقط الى التأثيث، بالاضافة الى فندق شط العرب داخل القصورة الرئاسية، الذي بلغت نسبة انجازه 80 بالمائة، وفي حال توفر الاموال سيكون جاهزا في موعد البطولة”، متابعا “أما ما يخص الملاعب، فلدينا ملعب رئيسي واخر ثانوني، وهي كافية لاقامة مباريات البطولة، فضلا عن 4 ملاعب تدريب، وسينضم لها ملعب نادي الميناء، الذي وصل الى مرحلة 70 بالمائة من الانشاء”.

ويؤكد أن “نسبة الجهوزية الآن هي 75 بالمائة، وما تبقى نسبة قليلة يمكن ان نكملها حتى موعد البطولة، التي من المقرر ان تعقد في نهاية العام الحالي او مطلع العام المقبل”.

وبشأن حركة وفود المنتخبات الخليجية في البصرة، يوضح الكناني أنه “لن تتم تقييد حركة الوفود، وسيكونون أحرارا في التنقل، كما ستجرى لهم جولات في المناطق الاثرية والاسواق وشط العرب، وهذا ما جرى مع الوفود السابقة، حيث استضافت البصرة بطولات الصداقة، فضلا عن مباراة العراق والكويت الاخيرة”.

ويوم امس الأول الاثنين، أعلن الاتحاد القطري لكرة القدم تنازله رسميا عن استضافة كأس الخليج، كدولة بديلة لإتاحة الفرصة للاتحاد العراقي لاستضافة خليجي 25 العام المقبل .

وأرسل الاتحاد القطري خطابا إلى الاتحاد الخليجى لكرة القدم بهذا الشأن بناء على رغبته في منح الفرصة للاتحاد العراقى لاستضافة النسخة المقبلة من البطولة، خاصة وأن قطر نظمت النسخة الماضية رقم 24 قبل نهاية عام 2019، وكانت هذه النسخة مقررا إقامتها في العراق.

وكان العراق قد استضاف عام 1979، بطولة الخليج في نسختها الخامسة، وحصل في وقتها على اللقب.

35 ألف عنصر

وحول الوضع الامني للمحافظة، الذي تسبب في الشهر الماضي، بسحب البطولة من البصرة، يكشف قائد عمليات البصرة اللواء اكرم مدنف في حديث لـ”العالم الجديد” أن المباراة التي جرت بين العراق والكويت، طبق فيها جزء من الخطة الامنية الموضوعة لاستضافة خليجي 25″.

ويؤكد مدنف “نحن في اتم الاستعداد لتنظيم البطولة من الناحية الامنية، ولدينا خطة معدة لها، بمشاركة 35 الف مقاتل، من الجيش والشرطة وشرطة الحدود والقوات البحرية”.

وحول طبيعة حركة وفود المنتخبات في المدينة، يبين قائد العمليات في المحافظة الجنوبية المطلة على الخليج أن “هذا الامر مرهون بقرارات خلية الازمة الحكومية، كما ان دخول الجمهور للمحافظة مرهون بتلك القرارات ايضا”.

انتعاش اقتصادي

ومن المفترض ان تشهد البصرة، دخول جماهير محلية وخليجية خلال البطولة التي تستمر قرابة اسبوعين، وحول الحركة الاقتصادية التي ستشدها المحافظة يوضح الباحث الاقتصادي احمد صدام في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “اقامة هكذا فعاليا على المستوى الاقليمي، له أثر اقتصادي كبير، في تحريك السياحة الداخلية والخارجية، فالبصرة ستستقبل الكثير من السائحين الداخليين، وهذا بحد ذاته يمثل دخلا كبيرا لكثير من الأعمال والانشطة وسيارات الاجرة والمطاعم والفنادق”.

ويلفت الى ان “تفعيل هذه الحركة السياحية، يخلق فرص عمل، وان كانت مؤقتة، على صعيد الباعة المتجولين وشركات النقل وغيرها، ويكون لهذا الامر أثر اقتصادي كبير”.

ويشير الى أن “الكثير من الدول، تقيم هذه الانشطة الاقليمية، بهدف إنعاش الحركة الاقتصادية، ولتحريك الصناعات الحرفية والتراثية، فالسائح يحتاج لشراء الهدايا التي لا يجدها في الاسواق الاعتيادية غلى سبيل المثال، وبالتالي فان هذه الفعاليات تنشط الحرف اليدوية والتراثية، وتحرك عجلة الاقتصاد والسياحة في البصرة”.

وحول المردود المتوقع للمحافظة من البطولة، يوضح الباحث والمحلل الاقتصادي انه “بحسبة بسيطة، وعقب انتهاء البطولة يمكن ان تقدر كمية الاموال الداخلية للمحافظة، فالسائح يحتاج الى سيارة اجرة ومطعم وفندق، ويمكن تقدير عدد الداخلين مع تقدير ما تم صرفه لكل فرد”.

ويوم امس الاول، وعقب تنازل قطر عن تنظيم البطولة لصالح العراق، أصدر وزير الشباب والرياضة عدنان درجال بيانا قال فيه، إن “الأشقاء في دولة قطر محط فخر وتقدير لجماهير وشعب العراق، ويسجلون السبق كما هو معهود عنهم بكل همة وإقدام وعمل مشرف يَعزُ العرب في مختلف الميادين”.

وأضاف في بيانه “نثمن مواقفهم الداعمة لاستضافة البصرة خليجي 25، الذي يؤكد عمق ووثاقة العلاقات الأخويّة التي تربط بين بلدينا وشعبينا، وواثقون أن مواقف الأشقاء في دول الخليج ستكون كموقف دولة قطر، لدعم حق العراق في استضافة البطولة”.

إقرأ أيضا