“ربيع الحوارات”.. قطار المفاوضات الأمريكي الايراني هل يسير عبر العراق ؟

حواران دوليان بفارق 24 ساعة فقط، ينطلق الأول بين الولايات المتحدة وايران (بوساطة أوروبية)، فيما…

حواران دوليان بفارق 24 ساعة فقط، ينطلق الأول بين الولايات المتحدة وايران (بوساطة أوروبية)، فيما يتبعه بيوم فقط حوار آخر بين العراق والولايات المتحدة بصورة مباشرة، وتاتي هذه الخطوات في ظل تشابك ملفات المنطقة، ومنها الوجود العسكري الامريكي في العراق والملف النووي الايراني، وانعكاسات الملفين على واقع البلدين (العراق وايران) والمنطقة، فضلا عن تأثير ارتداداتها على الغرب.

ويقول الصحفي العراقي المعتمد لدى الاتحاد الاوروبي حسين الوائلي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الحوار الامريكي الايراني غير المباشر، ربما سيكون بادرة جدية، ويخرج بنتائج ايجابية، وهذا ما سينعكس بالايجاب على العراق“.

ويستدرك الوائلي “لكن في ذات الوقت لا توجد هناك أية علاقة مباشرة بين الحوار الامريكي الايراني، والحوار العراقي الامريكي“.

وتشهد المنطقة توترا كبيرا طيلة السنوات الماضية، عقب انسحاب الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الايراني، الذي تم توقيعه في عهد الرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما، ما خلق جوا من التهدئة.

ويوضح أن “الحوار مع ايران، أساسه هو الاتفاق الصيني الايراني المخيف للغرب وامريكا، وهو ما دفع واشنطن الى الحوار بطريقة غير مباشرة عبر الاستعانة بالوساطة الاوروبية”، مضيفا ان “الحوار، هو ضمن سلسلة حوارات مجدولة، بواقع حوار كل 3 اشهر“.

ويلفت الى ان “الغرب وامريكا، يعتقدان انه لن يفصل ايران عن انتاج قنبلة نووية غير سنة واحدة، في حال استمر التخصيب بهذه الوتيرة”، مبينا “في حال جمعنا الاتفاق الصيني الايراني والتسارع في التخصيب، ستكون هناك مشكلة حقيقية لمفهوم الاتفاق النووي، الذي ربما سيتلاشى ويبقى على الورق فقط، لذلك تم الدفع باتجاخ الحوار غير المباشر“.

وأعلن الاتحاد الاوروبي عن موافقة قوى عالمية وإيران على عقد لقاءٍ في فيينا، من أجل التباحث بشأن اتفاق طهران النووي، وذلك عقب اجتماع عبر تقنية الفيديو يحضره ممثلون عن الدول التي لا تزال تحتفظ بتوقيعها على الاتفاق المبرم عام 2015.

وبحسب البيان الاوروبي، فأن ممثلين عن القوى العالمية وإيران سيلتقون في العاصمة النمساوية لوضع معالم واضحة لإجراءات رفع العقوبات في ضوء البرنامج النووي الإيراني، فضلاً عن عقد اجتماعات للجان من الخبراء المختصين.

الحوار التالي

وفي خضم هذه الملفات الاقليمية بالنسبة للعراق، ينطلق في 7 نيسان ابريل الحالي، أي بعد يوم واحد من الحوار الامريكي الايراني غير المباشر، الحوار الاستراتيجي العراقي الامريكي، الذي انطلقت أولى جولاته في حزيران يونيو من العام الماضي.

ومن المشتركات بين الحوارين، هو الوجود الامريكي في العراق، الذي تنادي ايران وتضغط باتجاه انهائه، وذلك بعد اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في 3 كانون الثاني يناير 2020 قرب مطار بغداد الدولي.

الضغط الايراني في العراق، يتمثل عبر القوى الحليفة لها، سواء السياسية او المسلحة، وهو ما تمثل بشن هجمات منتظمة ومستمرة ضد المصالح الامريكية بكافة مدن العراق، وحول هذا الحوار يقول النائب عن ائتلاف دولة القانون عبدالهادي السعداوي في حديث لـ”العالم الجديد” إن “الحكومة العراقية تتحرك على ضوء اتفاقية الاطار الاستراتيجي مع امريكا، وهذا الاتفاق يضم شقين، الأول هو امني والاخر اقتصادي“.

ويبين السعداوي “فيما يتعلق بالجانب الامني، فان خروج القوات الأمريكية بالكامل هو مستبعد، بل سيكون هناك خروج جزئي، وهو ما تعهدت به الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ان واشنطن لا تريد الخروج من العراق كما حصل في 2011، انما تحاول ايجاد منافذ للبقاء عبر القواعد العسكرية، وهذا مخالف للاتفاقية الاستراتيجية، وفرض على الحكومة العراقية من قبل التحالف الدولي“.

ويلفت الى ان “الحكومة الحالية لا تمتلك الرؤية الكاملة لاخراج هذه القوات، بل حتى ان الانتخابات المبكرة التي حددها العراق بدعم واشنطن، فلا توجد مصداقية بشأنها، فالكتل السياسية تتحدث في العلن بشيء، وفي الخفاء شيء آخر، والحقيقة انه لا يمكن ان تجرى انتخابات هذا العام“.

وحول اختلاف رؤية الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن، عن رؤية ترامب فيما يخص الحوار الستراتيجي، يبين ان “الولايات المتحدة الأمريكية سياستها ثابتة ولا تختلف كثيرا، بل هي واحدة وتعتمد على المؤسسات وليس الاشخاص”، مشيرا الى ان “امريكا لا تبحث الجانب الثقافي بقدر الجوانب الاقتصادية والامنية، كما لا توجد توأمة بين الجامعات العراقية والأمريكية كما هو الحال في باقي الجامعات الايطالية والفرنسية“.

يذكر انه في 11 حزيران يونيو 2020، عُقدت عبر تقنية الاتصال المرئي جولة مناقشات في إطار الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، ونوقش خلالها علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين بموجب اتفاق “الإطار الاستراتيجي” المبرم عام 2008.

اشتملت المناقشات في وقتها، على شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب والاقتصاد وقضايا سياسية وقضايا أخرى لتأكيد استمرار علاقات البلدين وفق المبادئ المتفق عليها في اتفاق “الإطار الاستراتيجي”، وإلزام الحكومة العراقية بحماية قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، والمنشآت العسكرية التي تستضيفها.

كما تم الاتفاق خلال هذه الجولة، على مواصلة واشنطن تخفيض أعداد قواتها المتواجدة في العراق بعد إنجاز المرحلة الأولى من الحرب على تنظيم داعش، وضرورة بقاء تلك القوات في إطار مرحلة جديدة تركز على التدريب وتقديم الاستشارات للقوات العراقية.

الى ذلك، يوضح المحلل السياسي احمد الشريفي في حديث لـ”العالم الجديد” أن “بحث مسألة اخراج القوات الامريكية خلال الحوار الستراتيجي مستبعدة، فنحن الان نتحدث عن استبدال الوجود الامريكي بحلف الناتو“.

ويشير الشريفي الى ان “الوجود الأمريكي يتركز في قاعدتين أساسيتين، هما عين الأسد في الأنبار، والحرير في إقليم كردستان، وهي مسألة مهمة في الحوار العراقي الأمريكي”، مستطردا “التحالف الثلاثي بين العراق ومصر والاردن سيؤسس لقوة اقليمية دولية جديدة، والتي يمكن ان تجعل العراق عقدة استراتيجية مهمة او تمنحه حضورا قويا، وهذا يعتمد على كفاءة المحاور العراقي“.

وفيما يخص الجانب الثقافي، يلفت الى انه “سيصار على أساسه تفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي، لان احد جوانبها هو الجانب الثقافي، وهو لا يقتصر على الجامعات والمعاهد، بل يشمل أيضاً منظمات المجتمع المدني“.

وفي 18 آب اغسطس 2020، وصل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي على رأس وفد حكومي كبير الى العاصمة الامريكية واشنطن، في زيارة هدفت الى احياء الجولة الثانية من الحوار الستراتيجي، وفيها أجرى الكاظمي لقاءات مع الرئيس الامريكي واعضاء في الكونغرس وسياسيين، فضلا عن ابرام عدة اتفاقيات مع الشركات الامريكية في مجالات مختلفة.

وعقب عودة الكاظمي من زيارته الى واشنطن، اتجه مباشرة الى العاصمة الاردنية عما، وعقد قمة ثلاثية مع العاهل الاردني عبد الله بن الحسين والرئيس المصري بعد الفتاح السيسي، وناقش معهما مشروع “الشام الجديد” الذي اعدته الادارة الامريكية.

إقرأ أيضا