أطلق رسائل للسعودية والامارات.. قاآني في بغداد منذ أسبوع فما علاقته بالحوار العراقي الأمريكي؟

كشفت مصادر سياسية، عن تواجد قائد فيلق القدس الايراني إسماعيل قاآني في العراق منذ أسبوع،…

كشفت مصادر سياسية، عن تواجد قائد فيلق القدس الايراني إسماعيل قاآني في العراق منذ أسبوع، وليس عشية الحوار العراقي الامريكي، وفيما قلل محلل سياسي، من “سطوة” طهران على القرار العراقي وتدخلها بالحوار مع امريكا، بسبب انحسار نفوذ الحرس الثوري كما هو الحال في الحكومة السابقة، يشير محلل آخر الى أن قاآني “أطلق رسائل” لدول المنطقة وخصوصا السعودية والامارات اللتين زارهما رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

 

ويقول رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الأوضاع تغيرت، فقائد فيلق القدس الايراني اسماعيل قاآني ما عاد يحكم كما في السابق، إذ أن المعادلة السابقة القائمة على تحكمه في حكومة عادل عبد المهدي قد انتهت، فحلفاء ايران الان لا يملكون زمام الأمور، بالمستوى الذي يمكنهم من فرض رؤيتهم”.

 

ويضيف الشمري، أن “الحوار العراقي الامريكي ليس بالجديد، بل هو الجلسة الثالثة، وأن ربط زيارة قاآني لبغداد بالحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد، أمر بعيد، لأن زيارة قاآني ربما تكون مرتبطة بالجماعات المسلحة”، مستدركا ان “الحكومة مقيدة سياسيا، لكن في النهاية غير خاضعة، وهي تقاوم الارادة السياسية التي تسعى لاستمرار العراق كدولة تابعة”.

 

وبشأن أهمية العراق كورقة في ملف الحوار مع الغرب، يؤكد أنه “لم يعد يشكل أولوية لايران في تواصلها مع الولايات المتحدة، كونها بدأت اللعب على مستويات أكبر بمعزل عن العراق، خصوصا بعد بروز اللاعب الأوروبي كوسيط معتمد لدى الطرفين”.

 

وأعلنت قناة العالم الايرانية، أمس الثلاثاء، عن انتهاء زيارة قاآني الى بغداد، قائلة انه “التقى خلالها كبار المسؤولين ورؤساء الاحزاب السياسية”، في خبر مفاجئ، سبق انطلاق الجولة الثالثة للحوار العراقي الامريكي، بـ24 ساعة.

 

وبشأن توقيت هذه الزيارة يكشف مصدر لـ”العالم الجديد” أن “قاآني وصل بغداد منذ أسبوع، ولم يكشف عن الزيارة، وأما تسريب الخبر، عشية الحوار العراقي الأمريكي فكان لأهداف ايرانية”.

 

ويبين المصدر، أن “تسريب الخبر تم عن طريق طهران، وليس عبر اطراف عراقية، كونها المسؤولة عن كشف الزيارة من عدمها”.

 

من جانبه، يرى المحلل السياسي احمد الربيعي، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “زيارة قاآني للعراق طبيعية ووفق برنامج التعاون مع الجانب الايراني، وانها تخص ملفات قد تكون سياسية واقتصادية، وربما قد يكون لديه رؤية تجاه العلاقات العراقية الايرانية السعودية والخليج، بمعنى انه قد تكون هناك رؤية حملها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للجانب السعودي باتجاه التقارب والاستقرار الذي يعود على الجميع بالخير، وأعتقد أن هذه إحدى اولويات مجيئه”.

 

ويستطرد “لا اعتقد ان هذه الزيارة لها علاقة كبيرة بموضوع الحوار الاستراتيجي الأمريكي العراقي، لانه لا يحسم بلقاء او اثنين”، مبينا ان “زيارة قاآني قد تكون ناقشت ملف الوجود الامريكي في العراق، وذلك لان واشنطن أعلنت أن وجودها هو لمراقبة ايران”.

 

ويلفت الى أنه “لا احد يملي بطريقة مباشرة على الحكومة العراقية، بل قد يكون هناك نصح واعطاء رؤى مشتركة باتجاه أن يكون الحوار ذاهبا لمصلحة المنطقة باكملها، وبالتالي فان العراق يحاول ان يكون محور لقاء بين الاطراف المتنازعة بدلا من محور الصراع الذي سيضره كثيرا”.

 

ويؤكد أن “زيارة قااني لا تؤثر على الحوار الاستراتيجي، وهي زيارة لإعطاء نصائح ورؤية ايرانية، خاصة وان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب أدخل ايران لمربع الاهتمام الامريكي، وبالتالي فمن حقهم ان يطمئنوا على سياستهم”.

 

ومن المفترض ان تنطلق اليوم الأربعاء، الجولة الثالثة من الحوار العراقي الامريكي، بعد ان انطلقت الجولة الاولى منه في 11 حزيران يونيو 2020، وعُقدت عبر تقنية الاتصال المرئي جولة مناقشات في إطار الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، ونوقش خلالها علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين بموجب اتفاق “الإطار الاستراتيجي” المبرم عام 2008.

 

واشتملت المناقشات في وقتها، على شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب والاقتصاد وقضايا سياسية وقضايا أخرى لتأكيد استمرار علاقات البلدين وفق المبادئ المتفق عليها في اتفاق “الإطار الاستراتيجي”، وإلزام الحكومة العراقية بحماية قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، والمنشآت العسكرية التي تستضيفها، الى مواصلة واشنطن تخفيض أعداد قواتها المتواجدة في العراق بعد إنجاز المرحلة الأولى من الحرب على تنظيم داعش، وضرورة بقاء تلك القوات في إطار مرحلة جديدة تركز على التدريب وتقديم الاستشارات للقوات العراقية.

 

وفي 18 آب اغسطس 2020، وصل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي على رأس وفد حكومي كبير الى العاصمة الامريكية واشنطن، في زيارة هدفت الى احياء الجولة الثانية من الحوار الستراتيجي، وفيها أجرى الكاظمي لقاءات مع الرئيس الامريكي واعضاء في الكونغرس وسياسيين، فضلا عن ابرام عدة اتفاقيات مع الشركات الامريكية في مجالات مختلفة.

 

وعقب عودة الكاظمي من زيارته الى واشنطن، اتجه مباشرة الى العاصمة الاردنية عما، وعقد قمة ثلاثية مع العاهل الاردني عبد الله بن الحسين والرئيس المصري بعد الفتاح السيسي، وناقش معهما مشروع “الشام الجديد” الذي اعدته الادارة الامريكية.

إقرأ أيضا