نائب كردي يكشف لـ”العالم الجديد” عن سر تواجد بارزاني في بغداد أمس

جاءت زيارة رئيس إقليم كردستان الى بغداد، على غير عادتها هذه المرة، إذ لا علاقة…

جاءت زيارة رئيس إقليم كردستان الى بغداد، على غير عادتها هذه المرة، إذ لا علاقة لها هذه المرة بحصة الإقليم من الموازنة العامة أو إقرار التفاهم النفطي مع الحكومة الاتحادية، بل ترتبط هذه المرة بهدف سياسي كشف عنه نائب كردي في مجلس النواب العراقي، تمثل بالتنبيه الى خطر “الصدام المحتمل” بين القوى المسلحة الفاعلة في قضاء سنجار غربي محافظة نينوى.

ويقول النائب عن تحالف أمل كردستان سركوت شمس الدين في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني الى بغداد ولقائه شخصيات سياسية، مرتبط بازمة سنجار“.

وتعيش سنجار غربي نينوى، ازمات متعددة ومعقدة، تمثلت بفرض حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، نفوذه فيها عقب تحريرها من سيطرة داعش، حيث ارتكب فيها أقسى إبادة بحق أبناء المكون الايزيدي، فضلا عن دخول فصائل من الحشد الشعبي لها بالاضافة الى وجود فصائل من المكون الايزيدي، وبعضها مرتبط بهيئة الحشد الشعبي.

ويضيف شمس الدين، أن “التطور الأمني في سنجار بين قوات الحشد الشعبي المتواجدة فيه وبين الجانب التركي مهم جدا، وهو الموضوع الاساسي للزيارة، بعد الشعور بخطر الصدام المسلح المحتمل بين الايزيديين والحشد الشعبي بفصائله من جهة، والجيش التركي من جهة اخرى”، مستدركا أن “فصائل الحشد الشعبي تحركت في الأسبوعين الماضيين نحو سنجار، وذلك بالتزامن مع مناورات تركية كثيفة هناك“.

وكانت بغداد وأربيل، وقعتا في 9 تشرين الأول أكتوبر 2020، اتفاقا سمي بـ”التاريخي”، يقضي بحفظ الأمن في قضاء سنجار من قبل قوات الأمن الاتحادية، بالتنسيق مع قوات البيشمركة المرتبطة بإقليم كردستان، وإخراج كل الفصائل المسلحة وإنهاء وجود عناصر العمال الكردستاني “PKK”.

وفي 21 تشرين الثاني نوفمبر 2020، أعلنت بغداد بدء تطبيق “الاتفاق التاريخي”، وذلك عبر انتشار القوات الاتحادية في مواقعها داخل القضاء.

وكانت “العالم الجديد” قد كشفت في 6 نيسان ابريل الحالي، عن قرب انطلاق عملية عسكرية مشتركة بين بغداد وأنقرة، لملاحقة حزب العمال الكردستاني في سنجار.

وتأتي هذه التطورات والعملية العسكرية التركية التي انطلقت في 10 شباط فبراير الماضي، عقب زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى تركيا في 17 كانون الاول ديسمبر الماضي، وبحسب تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، فان الكاظمي أبلغ أردوغان خلال لقائهما في أنقرة بعجزه عن تنفيذ اتفاق بغداد- أربيل للسيطرة على سنجار وطرد عناصر حزب العمال الكردستاني منها، ومنح الضوء الأخضر لأردوغان بالدخول الى سنجار، تحت مظلة تحالف الناتو، تحسبا لردود أفعال سلبية من قبل الفصائل المسلحة، في حال دخول تركيا بمفردها لسنجار، وذلك بحسب مصادر دبلوماسية كانت حاضرة للقاء الذي جرى في أنقرة، وتخللته مأدبة فاخرة على أنغام الطرب العراقي التراثي

وفي سنجار، يشرف عناصر حزب العمال الكردستاني، على فصيل إيزيدي مسلح ينتسب للحشد الشعبي، ويرتبط بعلاقات مع الحرس الثوري الايراني، حيث أن من أهداف هذا الاتفاق هو تحجيم دور حزب العمال والفصائل المسلحة الموالية لإيران، وذلك بحسب مصدر كشف لـ”العالم الجديد”، الاهداف الخفية للاتفاق.

من جانبه، يشير آمر تشكيلات الحشد الشعبي في سنجار محمود الأعرجي، في حديث لـ”العالم الجديد”، حول الصدام المتوقع بأن “كل شيء وارد فيما يخص المصادمات بين الحشد والقوات التركية في سنجار“.

ويبين الأعرجي، أن “دخول تركيا إلى سنجار مغامرة كبيرة تقابلها مقاومة من القوات المتواجدة هناك باعتبارها تمس السيادة العراقية”، مضيفا أن “الاحتمالات واردة، وهذا الامر قد يكون جويا عبر إنزال تركي، لأن الاندفاع البري التركي سيصطدم ايضا بالجيش العراقي ومع قوات الحشد المتواجدة هناك، وفي شمال القضاء بمنطقة ربيعة ايضا“.

ويلفت الى أن “التكهنات والتخوفات موجودة، ونحن لا ننفي هذا، خاصة وأن تركيا أعلنت عن مطامعها وخططها بشان سنجار سابقا”، متابعا أن “القضية صعبة وأي إنزال جوي تركي في سنجار لن ينجح“.

وفي 22 من الشهر ذاته، صرح أردوغان عقب صلاة الجمعة، أن “تركيا قد تتدخل بنفسها من أجل إخراج إرهابيي منظمة PKK من قضاء سنجار شمالي العراق”، وحول زيارة وزير دفاعه الى بغداد، علق أردوغان بالقول، إن “وزير الدفاع أكّد عقب الزيارة على استعداد تركيا لتقديم الدعم لطرد الإرهابيين من سنجار في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك منها“.

واستدرك عقب الاسئلة حول ما إذا كان كلامه إشارة لتنفيذ عملية مشتركة، أن “العمليات لا يمكن تنفيذها بالإعلان عنها”، مؤكدا “لدي عبارة أقولها دائما: قد نأتي على حين غرة ذات ليلة، هذه هي خلاصة الأمر“.

إقرأ أيضا