“المسحرجي”.. طقس يقاوم الفيروس في رمضان

“المسحرجي” أو المسحراتي، مهنة شكلت إحدى إيقونات شهر رمضان في العراق، والتي يمارسها بعض الرجال…

المسحرجي” أو المسحراتي، مهنة شكلت إحدى إيقونات شهر رمضان في العراق، والتي يمارسها بعض الرجال مع حلول شهر الصوم لدى المسلمين، حيث تصدح أصوات مزاوليها بكلمة “سحور”، وهو يقرعون الطبول في الأزقة لايقاظ الناس قبل موعد الإمساك عن الطعام، إذ باتت هذه المهنة خاضعة لضوابط عديدة بسبب حظر التجوال المفروض على خلفية تفشي فيروس كورونا، الأمر الذي أفقدها شعبيتها ومنع تجمع الصبيان حولها.

يقول سلام الهاشمي، هو مسحرجي في بغداد، يقول في حديث لـ”العالم الجديد”، إنه “في العام الماضي، خرجنا خلال حظر التجوال الذي كان مفروضا ايضا، وقرعنا الطبول وقت السحور، حيث كان يرافقنا عدد كبير من المواطنين، وهو ما دفع شرطة بغداد إلى ارسال سيارة لمرافقتنا منعا لتجمع المواطنين بسبب فيروس كورونا“.

ويضيف الهاشمي، أن “شرطة بغداد قامت بتحديد عددنا بـ5 أشخاص فقط، نخرج معا”، منوها الى أن “العام الحالي سيشهد ايضا ذات الاجراءات في ظل حظر التجوال، اضافة الى ضرورة الإلتزام بالإجراءات الوقائية من الكمامات والكفوف والمعقمات“.

وتعد هذه المهنة تقليدا قديما في العراق، ظهر في العام 1300 ميلادي، وحصرت في وقتها بالمدن وبعدها انتقلت الى القرى، وتاريخيا يعود اصل “المسحراتي” الى عهد نبي الإسلام محمد بن عبدالله، ومارسها بلال بن رباح الذي كان يجوب شوارع وأزقة المدينة المنورة لإيقاظ الناس بصوته الرخيم، وتطورت هذه المهنة بعد ذلك في أساليبها وأدخلت الطبول والآلات الموسيقية في أداء المسحراتي، وذلك بحسب حديث صحفي سابق للباحث كاظم القاضي.

 

الى ذلك، يوضح الرائد يوسف الشمري في مديرية اعلام شرطة بغداد خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “المسحرجي، هو ارث عراقي قديم، لكن الوضع استثنائي منذ العام الماضي ولغاية الان“.

ويشير الشمري، الى ان “الطقوس المتعلقة بشهر رمضان، جميعها تمر بفترة استثنائية بسبب فيروس كورونا واجراءات حظر التجوال، لكن فيما يخص المسحرجي فاننا بانتظار التعليمات الرسمية للتعامل بهذا الامر، ولكن بصورة عامة فان تنقل بعضهم من منطقة إلى أخرى سيكون ممنوعا بالتأكيد، تزامنا مع الحظر المفروض“.

وتنتظر اغلب العوائل اليوم الاول من شهر رمضان، لرؤية المسحرجي أو “ابو طبيلة” كما يحلو لبعض المناطق الشعبية تسميته، حيث يعتبر احد رموز الشهر الكريم، ودائما ما تعمد العوائل وخاصة الاطفال، الى السهر حتى يشاهدونه وهو يقرع الطبل، وينادي “سحور… سحور… سحور…”.

إقرأ أيضا