“المواجهة بدأت”.. ما علاقة استهداف أربيل بتحالف بارزاني والصدر والكاظمي؟

“المواجهة بدأت” بين الفصائل المسلحة واقليم كردستان، عقب تجدد استهداف مطار اربيل، بحسب خبير سياسي،…

المواجهة بدأت” بين الفصائل المسلحة واقليم كردستان، عقب تجدد استهداف مطار اربيل، بحسب خبير سياسي، عزا سبب الاستهداف الى قلق الفصائل من التحالف المرتقب بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والتيار الصدري ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، خاصة وانه جاء بعد ساعات من انتهاء زيارة رئيس الاقليم الى بغداد.

وشهدت اربيل في ساعة متأخرة من ليلة امس الأربعاء، هجوما بطائرة مسيرة “مفخخة” استهدف مركزا لقوات التحالف الدولي في مطار اربيل، بحسب بيان وزارة الداخلية في اقليم كردستان، وذلك بالتزامن مع هجوم اخر على قاعدة تركية في نينوى، اودى بحياة جندي تركي واصابة طفلة، نتيجة سقوط صاروخ في القاعدة وصاروخين في المناطق السكينة القريبة منها.

وحول هجوم أربيل، يؤكد رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الهجوم هو استمرار للخلاف بين الفصائل المسلحة وبين الاقليم، وهو جزء من عملية الرد على التصريحات الاخيرة للقنصل الامريكي في اربيل“.

ويضيف الشمري “الأمر الثاني، هو محاولة لتهديد الوجود الامريكي، اذا ما قررت واشنطن التواجد في اربيل، فيما يتمثل الامر الثالث بزيارة رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني الى بغداد، خصوصا وانه بحث التحالفات الانتخابية”، موضحا أن “مسألة التحالف بين الديمقراطي الكردستاني والتيار الصدري ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، مقلقة جدا للفصائل المسلحة“.

ويلفت الى ان “الامر الرابع، هو قضية اعتقاد الفصائل وايران، بوجود مركز استخباري في مطار اربيل، تدار منه عمليات ضد ايران، وذلك حسب اعتقادهم”، مؤكدا ان “المواجهة بدأت بين الفصائل واربيل“.

ويشير الى ان “هذا الهجوم سيحرج بارزاني كثيرا، لكونه التقى في بغداد جهات سياسية قريبة من الفصائل المسلحة، وهذا الامر سيضعه بحرج كبير كون هذه الجهات تمثل الواجهة السياسية لهذه الفصائل، لكن من جانب آخر فانها غير مسيطرة عليها“.

وكان القنصل الامريكي في اربيل روب والر، كشف في حديث متلفز، تابعته “العالم الجديد”، ان “تقرير الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفاد بأن إيران والحشد الشعبي العراقي يشكلان تهديدا للعراق، وعلى الحكومة العراقية توفير شعور الأمان لدى الممثليات وحماية السفارات“.

وكان رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني وصل الى بغداد يوم 10 نيسان ابريل الجاري، والتقى خلالها زيارته الرئاسات الثلاث فضلا عن قادة القوى السياسية من مختلف المكونات، وبحث ملفات متعددة معهم، وبحسب النائب سركوت شمس الدين الذي كشفت لـ”العالم الجديد” ان “زيارة بارزاني تأتي لبحث صدام مرتقب بين الحشد الشعبي والقوات التركية في سنجار“.

وعقب الهجوم اليوم، كتب القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري تغريدة في موقع تويتر قال فيها”، إن “الميليشيات نفسها التي استهدفت المطار (مطار أربيل الدولي) قبل شهرين، هي من فعلت ذلك اليوم مرة أخرى، وهذه الأفعال تصعيد واضح وخطير”، مؤكدا أن “هجوم الليلة، هو هجوم إرهابي آخر بطائرة بدون طيار على مطار أربيل، لتقويض أمن كردستان العراق“.

وفي ذات الوقت الذي تعرض فيه مطار اربيل الى الهجوم، استهدفت معسكر “زليكان” التركي في بعشيقة بمحافظة نينوى، وبحسب بيان وزارة الدفاع التركية فان فانه “تم استهداف قاعدة بعشيقة شمالي العراق بثلاثة صواريخ أحدها سقط في منطقة القاعدة وأدى إلى استشهاد جندي وإصابة طفل جراء سقوط صاروخين في المناطق السكنية المحيطة“.

وعلى خلفية هذا الهجوم، أجرى رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني اتصالا هاتفياً مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، وبحث معه الهجمات التي استهدفت أربيل وبعشيقة، ووفق بيان لمكتب بارزاني فان “الطرفين أدانا بشدة الهجمات الإرهابية التي وقعت الليلة، واتفقا على البقاء على اتصال وثيق مع مواصلة التحقيق بشأن هذه الهجمات الإرهابية“.

من جانبه، اعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللاء يحيى رسول في بيان صحفي عن توجيه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بفتح تحقيق فوري في الاعتداءات التي حدثت في اربيل ومناطق أخرى، وبحسب البيان فان الكاظمي اكد ان “هذا النوع من الاعمال الارهابية التي تجري في شهر رمضان المبارك هدفها زعزعة الامن”.

الى ذلك، نشر بارزاني سلسلة تغريدات في حسابه الشخصي بموقع تويتر حول هجوم اربيل، وقال فيها “أندد بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي وقع الليلة على مطار أربيل الدولي والمعسكر التركي في بعشيقة، وأدين الجماعة الإرهابية التي تقف خلفه، إن هذه الهجمات الأخيرة ما هي إلا محاولة سافرة لتقويض أمننا الداخلي وتعاوننا مع التحالف الدولي“.

وأضاف ايضا “يجب على أي جماعات مسلحة لا تعمل ضمن قوات الأمن العراقية الرسمية، الانسحاب فوراً من حدود إقليم كردستان، وسأجري في الأيام المقبلة محادثات مع شركاء عراقيين ودوليين لبحث السبل الكفيلة لتحقيق ذلك“.

وكشف رئيس حكومة الاقليم قائلا “لقد تحدثتُ الليلة مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لإعادة التأكيد على هدفنا المشترك المتمثل في محاسبة هذه الجماعات الخارجة على القانون، وأؤكد لشعب إقليم كردستان أن أعضاء الجماعة الإرهابية المسؤولة عن هذا الهجوم سيُحاسبون على أعمالهم“.

وشهدت أربيل ليلة 15 شباط فبراير الماضي، سقوط 8 صواريخ، 5 منها سقطت قرب المطار والقنصليتين الامريكية والصينية، فيما سقط 3 منها في مناطق تجارية وسكنية، وادت الهجمات الى مقتل شخص، واصابة 8 بينهم 5 يعملون في المطار، بحسب بيان وزراة داخلية اقليم كردستان.

وفي 30 أيلول 2020 أطلقت ستة صواريخ صوب مطار أربيل الدولي، لكنها لم تُصب أهدافها ولم تُلحق أي أضرار، حيث اُطلقت الصواريخ من على متن عجلة نوع بيك أب، في حدود برطلة بين قرى شيخ أمير وترجلة، وهي مناطق تقع ضمن حدود اللواء 30 للحشد الشعبي.

إقرأ أيضا