أهوال “الهول”: ضغوط دولية لإغلاق أخطر مخيم لعوائل داعش.. وقلق من تهريبها لأوروبا

“الهول”، مخيم سوري للنازحين، يعد الأخطر على العراق، كما يرى خبراء وسياسيون، بسبب إيوائه لآلاف…

“الهول”، مخيم سوري للنازحين، يعد الأخطر على العراق، كما يرى خبراء وسياسيون، بسبب إيوائه لآلاف من عوائل تنظيم داعش، ومن مختلف الجنسيات، فيما تتضافر الجهود الدولية لإغلاقه ونقل ساكنيه الى مخيم بمحافظة نينوى، لا سيما بعد خشية وصولهم الى أوروبا عبر عمليات تهريب منظمة.

 

ويقول الخبير الامني معتز محي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مخيم الهول في سوريا يضم أكثر من 37 ألف عائلة عراقية، بالإضافة إلى أكثر من 70 الفا بين اطفال ونساء من جنسيات أخرى عربية وأوروبية الذين شاركوا مع داعش خلال احتلاله للمحافظات العراقية وسوريا”.

 

ويضيف محيي، أن “الاتحاد الأوروبي يطالب العراق دائما باحتواء هؤلاء، لعدم الاتفاق مع سوريا من ناحية سياسية وأمنية”، مبينا أن “التباحث يجري حول نقل هذه العوائل إلى سهل نينوى وايجاد اماكن خاصة بهم، لأن هؤلاء دائما ما يتسللون إلى مناطق قريبة من الحدود العراقية التركية”.

 

وكان مستشار الأمن الوطني قاسم الاعرجي، بحث يوم امس الأربعاء مع السفير الامريكي ماثيو تولر، ملف مخيم الهول الحدودي وخطره على المنطقة، كونه يضم أعدادا كبيرة من الأحداث، ما قد يشكل خطرا كبيرا على المنطقة.

 

ويعد لقاء الاعرجي بالسفير الامريكي، هو الثاني من نوعه بشأن مخيم الهول خلال شهر ونصف، إذ سبق وان التقيا في 18 آذار مارس الماضي، وشدد الاعرجي وقتها على حاجة العراق إلى حل عملي ونهائي لموضوع المخيم، كونه يضم جنسيات متعددة وجميعهم من الإرهابيين، وأن استمرار مخيم الهول على ماهو عليه يشكل قنبلة موقوتة، لوجود 20 ألف طفل عراقي، معربا عن قلقه من أن يصبحوا جميعا دواعش جددا قد يشكلون خطرا على العراق والمنطقة، بحسب بيان لمكتب الأعرجي.

 

ويبين محي أن “لقاء الأعرجي تولر لم يكن الوحيد بشأن مخيم الهول، بل التقى وزيرة الدفاع الفرنسية قبل سنتين، وكذلك وزيرة الدفاع الايطالية وأكثر من وزير خارجية أجنبي، وذلك للاتفاق على تهيئة أماكن مناسبة لهم، كون هذا المخيم مسيطرا عليه من قبل مسلحي قوات سوريا الديمقراطية، وهم غير مهيئين أو منضبطين لحماية هذا المكان، فضلا عن عدم قبول الأهالي بهم”.

 

ويلفت الى أن “عملية نقلهم باتت مسألة وقت، حيث تم إنهاء هذا الموضوع بعد نقاشات ومباحثات عديدة، لكثرة العوائل العراقية المتواجدة في المخيم، وخصوصا مع بروز تحديات كبيرة، من بينها إضراب اكثر من 1000 امرأة عن الطعام، بالاضافة الى أنه شهد حوادث قتل واعتداء بين بعض النسوة والحرس، فضلا عن ضغط من قبل الاتحاد الأوروبي بعد وصول بعضهم الى أوروبا عبر تركيا، من خلال تهريبهم مقابل مبالغ طائلة يدفهونها لحراس المخيم”.

 

ويستطرد أن “امريكا تريد التخلص من هذا المعسكر، كونه قريبا من معسكراتهم المتواجدة في سوريا، وهي تتخوف من دخول أو هروب هذه المجاميع إلى قرى عراقية أو تركية قريبة منه، ولذلك لجأت إلى التخلص منهم، اضافة إلى أن علاقة الامريكان وثيقة بالعراق، لذلك نراهم يفتحون ابواب التفاهم مع مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي او غيره”.

 

ويعود تاريخ انشاء مخيم الهول، الى تسعينيات القرن الماضي، حيث أسس من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية، ونزح اليه ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي وفلسطيني، هاجر الكثيرون منهم إلى مختلف أرجاء العالم بمساعدة الأمم المتحدة، خاصة بعد احداث عام 1991 عندما استباح النظام العراقي السابق دولة الكويت، وقادت ضده الولايات المتحدة حربا عبر تحالف دولي.

 

وبعد اعلان النصر على داعش في العام 2017، بدأت حركة النزوح مجددا نحو المخيم، حيث فرت أغلب العوائل المرتبطة بالتنظيم اليه، وبين فترة واخرى تعود بعضها وتخضع للاجراءات الامنية من قبل العراق.   

 

وخلال الشهر الماضي، تم الكشف، وبحسب بعض وسائل الاعلام، عن اجراء مسؤولين عراقيين زيارة غير معلنة لمخيم الهول السوري، للاطلاع على أعداد العراقيين داخله، خصوصاً وأن هناك مطلوبين ستتم اعادتهم لمحاكمتهم، فيما سيتم نقل أسر عناصر داعش مخيمات، من المفترض أن تقام في المناطق الصحراوية بالانبار ونينوى.   

 

وفي 15 نيسان أبريل الحالي، أي بعد الزيارة “السرية” للمسؤولين العراقيين، كشفت إدارة مخيم الهول عن موافقة الحكومة العراقية على إعادة 500 عائلة لاجئة من المخيم، وبحسب مدير مكتب خروج العراقيين في المخيم منير محمد، الذي أدلى بتصريحات صحفية تابعتها “العالم الجديد” فانه “بناء على التنسيق بين الإدارة الذاتية والحكومة العراقية، تمت الموافقة على إجلاء 500 عائلة سيتم إخراجهم على دفعات”.

 

من جانبه، أكد عضو لجنة الهجرة والمهجرين النيابية فاضل الفتلاوي في حديث لـ”العالم الجديد”، بان “مخيم الهول معروف، وفيه الكثير من الدواعش وهناك معلومات كافية لدى الجانب العراقي عن الخطر الكبير الي يشكله على العراق والمنطقة بشكل عام، فان التجمع الرئيس لداعش هو هذا المخيم، لذلك نرى الجهود متواصلة لتجفيفه”.

 

ويوضح الفتلاوي، أن “هذا الموضوع أمني بحت، فهو هو يشكل تهديدا للامن الوطني، وان التعاون من اجل الخلاص منه ضرورة للجميع، إضافة الى أنه موضوع يتطلب رؤية دولية مشتركة”، مبينا أن “الوضع ليس بالسهل، فهو مرتبط بالنواحي الامنية، إضافة الى وجود ضغوطات دولية على العراق وبعض الدول الاقليمية والدولية تستخدم هذا المخيم ورقة ضغط والتلويح باعادة داعش مرة أخرى، لذا يجب ان يكون هناك اتفاق دولي لايجاد حلول والتخلص من شرور هذا المخيم”.

 

ويشير الى ان “لقاء الاعرجي بالسفير الأمريكي يمكن القول عنه، بان الولايات المتحدة الأمريكية لديها رؤية ومعلومات كبيرة عن هذا المخيم”، موضحا ان “العراق بعد انتصاره على داعش، استحصل على معلومات كافية حول هذا الامر، لذا فان اللقاء يأتي من باب التعاون المعلوماتي”.

 

يذكر ان مديرة المخيم سلاف محمد، ووفق ما نقلت عنها (بي بي سي البريطانية)، فان ما يقارب 200 عائلة من اللاجئين، ومعظمهم من النساء والأطفال، عادوا إلى العراق بالتنسيق مع الحكومة العراقية، منذ ايلول سبتمبر 2018، وبينت انه تم نقل اللاجئين من المرضى في سيارات إسعاف وكوادر طبية بالتنسيق مع حكومة العراق.

إقرأ أيضا