مصادر: فصيل مسلح وراء الهجوم على مخفر قرب الحدود السعودية.. ما السبب؟

كذبت مصادر أمنية رفيعة، ما تردد عن قيام عناصر في تنظيم داعش بالهجوم على مخفر…

كذبت مصادر أمنية رفيعة، ما تردد عن قيام عناصر في تنظيم داعش بالهجوم على مخفر قرب الحدود العراقية السعودية، مؤكدة وقوف “فصيل مسلح” وراء ارتكاب الحادث، وفيما عزت أسباب ذلك، الى محاولة تعكير صفو العلاقات السعودية الايرانية لأن أي تقارب بينهما سيصيب مصالحه بالضرر، أكدت أن خبر الهجوم لم يصل الى القيادة العامة للقوات المسلحة إلا في الصباح، ما يؤشر وجود تواطؤ من قبل حرس الحدود.

 

وتقول المصادر في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “المخفر الذي تعرض الى الهجوم، يبعد عن منفذ عرعر الحدودي بين العراق والسعودية، نحو 15 الى 20 كلم، وأن عملية الهجوم عليه لم ينفذها تنظيم داعش، لكونه غير متواجد في تلك المنطقة من الأساس”.

 

وتضيف أن “فصيلا مسلحا يتمتع بنفوذ كبير في المنطقة، ولديه مصالح سياسية واقتصادية، استشعر بتضرر مصالحه نتيجة للتقارب الايراني السعودي الاخير، ما دفعه الى تنفيذ عملية الهجوم على هذا المخفر”، مفسرا قيامه بذلك الى “إيصال رسالة الى السعودية بأنه قادر على الوصول لأي نقطة، وأنه سيتمكن من استهداف المعبر الحدودي اذا ما اراد”.

 

وتتابع تلك المصادر، أن “الهدف الاخر من قيام ذلك الفصيل المسلح بالأمر، هو تعكير صفو التقارب السعودي الايراني، وذلك باستهداف المخفر الحدودي وإثارة الرأي العام حول استمرار الهجمات وقربها من الحدود، وذلك عبر اتهام داعش بالعملية وانه دخل عبر الحدود السعودية لمهاجة القوات الامنية، ما يعيد الحديث عن دعم السعودية لهذا التنظيم في وقت تجري فيه المفاوضات بين طهران والرياض على ارض العراق”.

 

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ألمح أمس الأول الثلاثاء، في حوار متلفز بثته قناة MBC السعودية، الى تحسن العلاقة مع ايران، في ظل حوارات يجريها البلدان دخل العراق من أجل التقارب ونزع التوتر بينهما.

 

وتشير المصادر الى ان “ضابطا كبيرا في قيادة حرس الحدود، أبلغ القيادة في بغداد بعدم وجود أي هجوم في المنطقة، رغم ان الهجوم حدث في الساعة 11 من ليلة الثلاثاء”، موضحة ان “الموقف الرسمي تأخر ووصل الى القيادة عند الساعة السابعة من صباح يوم أمس الاربعاء، ما يفسر وجود تعتيم أو تواطؤ”.

 

وكانت وسائل اعلام عراقية، نشرت ليلة الهجوم، خبرا مفاده عدم وجود أي هجوم في المنطقة الحدودية، نافية بذلك المعلومات التي تم تداولها حول الهجوم على المخفر.

 

وصبيحة يوم امس، أصدر وزير الداخلية أمرا، يقضي بالتحقيق مع كلّ من قائد وآمر حرس الحدود/ المنطقة الخامسة، وآمر الفوج الثالث في اللواء.

 

وحول الهجوم وطبيعته، يوضح الخبير الامني العميد الركن المتقاعد أعياد الطوفان في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الهجوم طال مخفرين اثنين وليس واحدا، وان هذه المخافر ليست بالمواصفات الرسمية للمخافر الحدودية، بل تشبه منزلا لعائلة صغيرة، فهي غير محصنة، ولا يوجد فيها دفاع ولا مرابط لفتح النار او خنادق للرمي ولا اماكن لوقوف العجلات”.

 

ويضيف الطوفان، أن “المخافر خالية من أية معايير أو ضوابط، وهذا كله بسبب الفساد، فهي لا تستطيع الدفاع عن نفسها، وأنا أجزم بان هناك نقصا في العتاد وأن هناك سلاح لم تتم إدامته، فضلا عن تسرب العديد من العناصر الامنية”.

 

وحول أمر وزير الداخلية بإحالة ضباط كبار الى التحقيق، يوضح الطوفان، ان “امر وزير الداخلية بإيقاف امر اللواء وامر الافواج وامر المنطقة الحدودية الخامسة، يعود لسبب أسر عدد من عناصرهم الامنية، لأنهم لو كانوا هاربين لصدرت الاوامر بحقهم وليس كما جرى، وهو التحقيق مع آمر المنطقة الحدودية باكملها”.

 

وحول الجهة المنفذة للهجوم، يطرح الطوفان تحليلا منسجما مع الرواية التي انتشرت اعلاميا بوقوف تنظيم داعش وراء الحدث، قائلا، إن “الهجوم نفذ من قبل داعش، لاسيما وان عملياته تمتاز بالاستطلاع، وهم يعرفون كم عدد الموجودين في كل مخفر”، مبينا ان “العناصر الامنية في المخفر أخذوا كأسرى مع سلاحهم وعجلاتهم من قبل داعش”.

 

ويأتي هذا الهجوم، في ظل فترة من الهدوء عاشتها المناطق الحدودية العراقية مع دول الجوار، وانخفاض مستوى العمليات الارهابية فيها، بالاضافة الى بوادر اعادة افتتاح منفذ عرعر الحدودي مع السعودية وتحويل منطقة النخيب الحدودية الى منطقة تبادل تجاري حرة، ويتزامن هذا مع انطلاق الحوار الايراني السعودي في بغداد، بحضور كبار قادة البلد الأمنيين، وهو الامر الذي طرحه وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف خلال زيارته الى بغداد قبل يومين، وبحسب مصادر سياسية فان “ظريف امتدح المفاوض السعودي الذي مثل الرياض في اجتماع بغداد المثير، وهو رئيس المخابرات السعودية خالد حميدان (ويقابله سعيد عرفاني نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني)”، مشيرة الى أن “ظريف أكد اتفاق الجميع على تصفير الازمات في المنطقة، وأنها رؤية أجمعت عليها القيادات الايرانية والخليجية”، وذلك خلال اجتماعه بقادة القوى السياسية. 

 

الى ذلك، يقول عضو لجنة الامن والدفاع النيابية كاطع الركابي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الخرق الذي حصل لم تمض عليه 24 ساعة، ومع الاسف نحن لسنا متعودين على ارسال وزارتي الدفاع والداخلية لتفاصيل ما يجري بهذه السرعة، إلا اذا طلبنا تشكيل لجنة تحقيق وليس لجنة تحقيقية، حول الحادث”.

 

ويوضح الركابي، قائلا “نحن في اللجنة لا يوجد لدينا أي اطلاع على الموضوع، لكن بالنسبة لهذه الخروق فلا يوجد اي من القادة يهتم بها، ولو كان هناك تحرك لما حدثت، إذ سابقا اكدنا في استضافات أغلب القادة الامنيين والوزراء على سد الثغرات في المناطق الحدودية سواء مع السعودية او سوريا او الاردن وايران”.

 

ويستدرك “لكن لا توجد متابعة حقيقية لهذا الموضوع”، مضيفا “سنناقش الأمر في أي اجتماع قرب اللجنة، لكون الاجتماعات متوقفة حاليا في البرلمان”.

 

وكان قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري، أعلن في العام الماضي أن القيادة أكملت جميع إجراءات تأمين الطريق باتجاه المعبر الحدودي مع السعودية، مؤكدا أن الطريق من عرعر إلى منطقة النخيب، وثم إلى محافظتي الأنبار وكربلاء، مؤمَّن بشكل كامل وبنسبة 100 في المائة.

 

 

 

إقرأ أيضا