هجمات يومية.. كيف نشط داعش في ديالى مجددا؟

عزا قادة أمنيون في محافظة ديالى، الهجمات المستمرة لتنظيم داعش على القوات الأمنية، الى أسباب…

عزا قادة أمنيون في محافظة ديالى، الهجمات المستمرة لتنظيم داعش على القوات الأمنية، الى أسباب مختلفة، أبرزها “الخلافات السياسية”، إضافة الى أن مستوى عمليات التطهير للمناطق الحدودية في المحافظة “ليس بالمستوى المطلوب”، فيما كشف أحد القادة عن تعرض بعض المناطق الى 3 هجمات يوميا.

ويقول الناطق باسم محور الحشد في ديالى، ورئيس اللجنة الأمنية السابق صادق الحسيني في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ديالى فيها ثلاثة محاور موزعة بين الجيش العراقي والحشد الشعبي، إضافة الى قوى الأمن الداخلي“.

ويضيف الحسيني، أن “الهجمات الأخيرة حصلت في قاطعي الجيش والشرطة، ونحن بدورنا قمنا بعدة تدابير ومنها حفر خندق في منطقة نفط خانة ووضع كمائن وكاميرات مراقبة في ريف خانقين والمقدادية”، موضحا أن “ما حدث حقيقة هو أن عصابات داعش بدأت تضرب نقاطا تابعة للجيش والشرطة، وهو تكتيك جديد، حيث انها تركز على المحاور التي تتواجد فيها هذه القطعات، وبالتالي فهذا الامر يحتاج إلى مراجعة جدية“. 

ويلفت الى أن “داعش يعتمد على غارات منفردة، والقضاء عليه يتطلب توليف الجميع من جيش وشرطة وحشد في جميع نقاط المحافظة الامنية، وايضا يحتاج الاعتماد على الكمائن وسياسة الرد بالمثل، حيث يأتون متسللين، وبالتالي يمكن اصطيادهم وضربهم في عقر دارهم“. 

ويشير الى أن “هناك ضغطا كبيرا لقواتنا الامنية على عصابات داعش في ريف حمرين ومناطق شمال المقدادية، وبالتالي فانهم اتجهوا لمناطق بعيدة عن أنظار القوات الامنية”، مبينا ان “من الممكن أن يأتي ارهابي وينفذ عمليات بمنطقة معينة دون ان تكون له حواضن وملاذات“.

وشهدت منطقة الجيزاني في ديالى، هجوما لداعش تمثل بتفجير عبوتين ناسفتين يوم 22 نيسان أبريل الماضي، ما أدى لمقتل 4 مدنيين وعسكريين، وفي اليوم التالي وخلال إجراء القوات الامنية عملية بحث فيها، انفجرت عبوة ناسفة اخرى ادت الى مقتل خبير متفجرات.

وعقب التفجير، أعلن أفراد من قبيلة بني تميم في محافظة ديالى، الحرب ضد عصابات تنظيم داعش في مناطقهم بسبب تكرار الاعتداءات الإرهابية، وذكروا في تسجيل فيديو “نعلن الحرب والنفير العام ضد عصابات داعش الإرهابي في قرية الجيزاني شمال شرقي قضاء بعقوبة، بسبب تكرار الاعتداءات الإرهابية على أهالي القرية من خلال زرع العبوات الناسفة“.

الى ذلك، يكشف مسؤول امني رفيع المستوى في المحافظة، رفض الكشف عن اسمه، ان “مناطق البو عبارة والبو خيسة والبو صيدا، بات دخولها صعبا من قبل المواطنين، فهي تشهد يوميا 3 تعرضات من قبل داعش على القوات الامنية“.

ويضيف في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “عمليات التطهير مستمرة في هذه المناطق، بالاضافة الى منطقة نفط خانة المرتبطة بسلسلة جبال حمرين، والتي تشهد تعرضات مستمرة من قبل عصابات داعش”، مبينا أن “هذه العمليات والتعرضات جميعها في مدن حدودية في محافظة ديالى وليس بمركز المدينة“.

ويتابع أن “عمليات التطهير ليس بالمستوى المطلوب، خاصة وأن أي مدينة يتم تطهريها تترك وبعد فترة تعود فيها العصابات الإرهابية من جديد، وهو السبب الرئيس في عدم خلوها من الخلايا النائمة، ولكن ما يحصل الان يتم وضع نقاط امنية في كل منطقة يتم تطهيرها“. 

وكانت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية، اصدرت بيانا في 30 نيسان ابريل الماضي، اعلنت فيه اقالة مدير استخبارات ديالى، وتضمن “بناءً على التداعيات الأمنية الأخيرة في محافظة ديالى، وآخرها الخروقات الأمنية في تفجير العبوات الناسفة بمناطق العبارة وابي صيدا، التي راح ضحيتها شهداء من الأجهزة الأمنية والمواطنين، وما يمكن أن تحدثه هذه الخروقات من تأثير على السلم المجتمعي وما شخصته الأجهزة المعنية بوجود اخفاق واضح في الجهد الاستخباري بديالى وعدم قدرة مدير استخبارات المحافظة على القيام بواجبه وفق المطلوب وضعفه في إدارة الازمة هناك، فقد صدرت الأوامر بإعفاء مدير الاستخبارات في ديالى، ومتابعة العمل من قبل وكيل الاستخبارات شخصياً“.

من جانبه، يبين آمر اللواء الاول في الحشد الشعبي بمحافظة ديالى علي المياحي، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “ظهور عصابات داعش دائما ما يكون في بعض المناطق المتنازع عليها خاصة في خانقين“.

ويؤكد المياحي، أن “تضاريس المحافظة وفقدان عنصر الطيران يجعل من القضاء على هذه العصابات أمرا صعبا”، مبينا أن “يوم أمس الأول شهدت منطقة نفط خانة تعرضا من داعش، فهؤلاء لا علاج لهم إلا من خلال الطيران، كونهم يأتون ليلا ويقطعون مسافات بعيدة مشيا على الأقدام“.

وينوه الى أن “هذه العصابات تعمل وفق نظام القنص من خلال الأسلحة المطورة التي يمتلكونها، والتي تعمل على حرارة الجسم وفي كل المعارك أعطينا خسائر كبيرة، كون العدو متفوقا علينا عسكريا”، موضحا أن “صراعات إقليمية وسياسية هي من تقف وراء هذا التطور بالنسبة للسلاح والخطط للعدو الإرهابي، إضافة إلى خلافات سياسية داخل المحافظة هي أيضا من مسببات وجود هذا التنظيم“.

وبعد هذا الخرق، وصل كل من وزير الداخلية ومستشار الأمن الوطني ونائب قائد العمليات المشتركة وقائد القوات البرية وقائد قوات الرد السريع وكبار الضباط والقادة الى محافظة ديالى، بناء على توجيه من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وفي 1 آيار مايو الحالي، أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن اتخاذ عدة قرارات بشأن الوضع الامني في ديالى، منها “إعادة خطة الانفتاح للقطعات العسكرية المتمثلة بقوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، والجهد الهندسي الكبير الذي تقوم به هذه القطعات، وكذلك قيادة عمليات ديالى من خلال فتح عدد من الطرق في مناطق متروكة بجانب نهر خريسان“.

وأوضحت في بيانها انذاك، أن “هذه المناطق مهمة جداً لتبادل الرؤية وكذلك لتمكين وقطع طرق الامداد والتسلل للإرهابيين بالضفة الأخرى لنهر خريسان”، مؤكدة أن “انتشاراً وانفتاحاً جديداً وعملاً كبيراً قامت به القوات الأمنية، ما أدى الى إحاطة المناطق التي يعتقد بأنها مناطق قلقة ومن الممكن أن تؤثر على الأمن بالنسبة لمنطقة أبي صيدا“.

إقرأ أيضا