“العالم الجديد” تتحرى أسباب هجمات داعش في كركوك وطبيعة انتشار القوات الأمنية

بعد تصاعد وتيرة الهجمات التي يشنها تنظيم داعش ضد القوات الامنية في أطراف كركوك خلال…

بعد تصاعد وتيرة الهجمات التي يشنها تنظيم داعش ضد القوات الامنية في أطراف كركوك خلال الايام الماضية، تكشف “العالم الجديد” عن أسباب عدم القضاء على خلايا التنظيم والفشل في صد هجماته الدموية، بالاضافة الى أعداد وتشكيلات كافة الصنوف الأمنية وطبيعة انتشارها في المناطق التي تتعرض لتلك الهجمات.

ويقول مصدر وهو ضابط رفيع المستوى بمحافظة كركوك، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مدينة كركوك آمنة ولا تشهد اية خروق امنية، لكن المشكلة الاكبر هي في محيطها، وهذه المناطق تنتشر فيها قوات امنية باعداد كبيرة وقطعات متنوعة”.

ويوضح المصدر، أن “القطعات المنتشرة هي كل من الفرقتين الخامسة والثالثة من الشرطة الاتحادية وكذلك لواءين من الفرقة الالية، بالاضافة الى الفرقة الثامنة ولواء 45 والفوج الرابع من اللواء 34، من الجيش العراقي، فضلا عن اللواء 16 من هيئة الحشد الشعبي، وهو حشد تركماني، وكذلك اللواء ٥٦ حشد شعبي كركوك”.

ويكشف ان “اغلب هذه القطعات تعاني من سيطرة بعض القادة الفاسدين، ومهمتهم جمع الأتاوت من مواطني القرى، وقيادة عمليات تهريب للمواشي والنفط وغيرها من الامور، ما أدى الى ارباك وترك مواقع المسؤولية، اضافة الى وجود مقاتلين فضائيين (وهميين)، وهو الامر الاخر الذي ساهم بضعف هذه القطعات”.

وفجر يوم امس، شهدت قرية البشير (أغلبية تركمانية شيعية)، تعرضا على نقطة للواء 16 من الحشد التركماني، ما ادى الى مقتل اثنين، وبعد أقل من ساعة دارت معركة بين الفوج الرابع في اللواء 34 وبين تنظيم داعش، في وادي الشاي ووادي محاسن باتجاه قرية طامور، وأدت الى مقتل ضابط.

ويتابع المصدر، أن “الاستخبارات في كركوك، تعاني من ضعف كبير، في وقت يمتلك عناصر داعش قدرة استخبارية كبيرة، مكنتهم من رصد ضعف اداء القوات الامنية، وهي ثغرة بالنسبة لشن الهجمات”، مضيفا ان “القطعات في كركوك، تعاني ايضا من ضعف التخصيصات التي تذهب اموالها للفاسدين، وتقع مسؤولية صيانة العجلات وغيرها من الامور على عاتق الآمرين، لذلك تنتج بالنهاية سلسلة طويلة من الفساد”.

ويلفت الضابط الرفيع، الى أن “أحد النواب أسس لواء خاصا به يتمركز في داقوق، ويسيطر من خلاله على اغلب مناطق القضاء، وخاصة في مجال المقاولات”.

ويشير الى ان “هذا النائب عن المكون السني، يتحكم بنقاط الجيش، ويحركها لحماية مشاريعه وآلياته، ما يؤدي الى تركها النقاط الامنية المحددة لها، وذلك نتيجة لنفوذه الكبير الذي مكنه من استغلال نقاط الجيش لصالحه”.

ويؤكد المصدر ان “مناطق داقوق ووادي الشاي، تشهد اعلى تمركز للقوات، اذ تضم لواء 20 من الفرقة الخامسة، ولواء 45 من الجيش، ولواء 16 من الحشد بالاضافة الى اللواء الذي شكله هذا النائب، ومع كل هذه القوات المنتشرة، فان هذه المناطق تعتبر الاخطر ولم يتم القضاء على داعش فيها، بسبب سوء الادارة وترك مواقع المسؤولية في الارض”.

وفي 1 ايار مايو الحالي، شن تنظيم داعش هجوما على نقطة تابعة للبيشمركة في اطراف كركوك، ما ادى الى مقتل 6 منتسبين فيها، وهو الامر الذي دفع الامين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور الى شن هجوم على القوات الاتحادية، مؤكدا ان داعش يبدأ الهجمات من المناطق التي تخضع لسيطرة القوات الاتحادية.

وبحسب الضابط الرفيع، فان “نقاط انتشار البيشمركة حدودية، وليست قريبة على مناطق انتشار القوات الاتحادية”، لافتا الى أن “اخر عملية استباقية جرت في وادي الشاي، والذي يعد معقل تنظيم داعش قبل 3 اشهر، في حين يفترض ان تجري مثل هذه العمليات شهريا على أقل تقدير”.

ولم تشهد مناطق وادي الشاي وداقوق، أي هدوء منذ سنوات عدة، وبقيت مركزا يشن منها تنظيم داعش اغلب هجماته ضد القوات الامنية، رغم تنفيذ الكثير من العمليات الامنية في هذه المناطق، التي غالبا ما تنتهي بمقتل عناصر من داعش وضبط اعتدة وسلاح.

إقرأ أيضا