اغتيال الوزني.. يعصف بـ”قوى تشرين” واتهامات لـ”الفصائل” بترسيخ وجودها

جاء اغتيال الناشط ايهاب الوزني صادما للقوى السياسية المنبثقة من حراك تشرين 2019، والتي أعلنت…

جاء اغتيال الناشط ايهاب الوزني صادما للقوى السياسية المنبثقة من حراك تشرين 2019، والتي أعلنت فور وقوع الحادث مقاطعتها الانتخابات التشريعية المقررة في 10 تشرين الاول اكتوبر المقبل، عبر بيانات اعتبرت “منفعلة” و”غير موحدة”، فيما تم توجيه الاتهام لـ”فصائل مسلحة” بالوقوف وراء حوادث الاغتيال التي تشهدها البلاد، بهدف ترسيخ نفوذها السياسي والأمني، وهو نفاه مقربون من تلك الفصائل، عازين الأمر الى “خلافات بين الناشطين أنفسهم“.

ويقول الناشط  سلام غالب، وهو مقرب من حركة البيت الوطني إحدى الحركات التي انبثقت بعد تظاهرات تشرين الاول أكتوبر 2019، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الانتخابات المقبلة هي مصيرية لجميع الكتل، واغلبها متخوفة من نتائجها“.

ويضيف غالب “لذلك تحاول الكتل التي تملك أذرعة مسلحة إرباك الوضع الأمني، تارة باستعراض مسلح، وتارة بقتل بعض الناشطين التابعين لحراك تشرين وذلك لتبعث رسالة الى الناخب بأن الوضع الامني غير امن للجميع في حال اقدم على التغيير او انتخاب غيرهم“.

ويبين أن “اغتيال ايهاب الوزني، هو مصداق لنواياهم، واظنها ليست اخر عملية اغتيال، وفي الايام المقبلة سوف تتصاعد وتيرة العنف“.

وفجر يوم امس الاحد، اغتيل رئيس الحراك المدني في محافظة كربلاء ايهاب الوزني، عبر اطلاق النار برأسه امام منزله، حيث كان يروم صف سيارته.

وجاءت عملية الاغتيال، بعد هدوء نسبي شهدته المحافظات الوسطى والجنوبية، عقب عمليات اغتيال كثيرة شهدتها قبل أشهر عدة، كما تزامنت هذه العملية مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة المقرر في 10 تشرين الاول اكتوبر المقبل، والاعلان عن عزم الحركات المنبثقة من تظاهرات تشرين الترشح فيها، بشكل منفرد او الدخول في تحالفات مع بعض القوى السياسية الاخرى.

وبعد ساعات من اغتيال الوزني، احتشد جمع من المتظاهرين في ساحة التظاهر بوسط كربلاء، وأعادوا نصب خيام الاعتصام التي أزيلت قبل اشهر، فيما تجددت التظاهرات مساء امس، امام القنصلية الايرانية في كربلاء وجرى احراق لاطارات العجلات امام سورها  الخارجي

الى ذلك، يرى المحلل السياسي أحمد الشريفي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “أهم مرتكزات النظام الديمقراطي هو التداول السلمي للسلطة، على اعتبار ان مبدأ التداول السلمي هو الكفيل بتصحيح المسار السياسي وتعزيز ادارة الدولة بدماء سياسية جديدة، وهذه تؤدي إلى ان يكون هناك ارتقاء بالاداء السياسي على اعتبار ان التجارب تنتج خبرة واهل الخبرة حينما يتصدون يكونون هم الاجدر بالادارة“.

ويبين الشريفي، أن “ما يحصل بالعراق، هناك استئثار بالسلطة ولا يوجد تداول لها، والبعض يقول ان الوجوه تتغير، وهذا صحيح لكن الأداء باق وهو ما يدلل على ان هناك مناورة من قبل الاحزاب في استبدال الوجوه مع بقاء سياساتها في ادارة الدولة، لذلك نبقى في دائرة الفساد وسوء الادارة ولا نستطيع ان نحقق عنصر المشاركة والتوزيع، بما يعني توزيع الثروة العادلة بين ابناء الشعب ولا المشاركة واعطاء فرصة لمن يرغب بالعمل السياسي وجعل التنافس مبنيا وقائما على أسس المصالح العامة، وهذا امر غير متحقق“. 

ويتابع “لذلك نحن بلد ديمقراطي على المستوى النظري، وعمليا فقد تحولنا من دكتاتورية الفرد إلى دكتاتورية الاحزاب وهي لن تغادر الا امام أمرين ثورة شعبية كبيرة او تدخل دولي“.

وقررت حركة البيت الوطني، في بيان بعد اغتيال الوزني، مقاطعة النظام السياسي بالكامل، ودعت كل القوى السياسية المنبثقة من تشرين للالتحاق بها وإعلان القطيعة التامة مع هذه العملية السياسية التي أثبتت المواقف والدماء أنها عصية على الإصلاح، مؤكدة العمل على إعادة الضغط الجماهيري بالوسائل القانونية والمشروعة كافة، وانتهاج آليات جديدة وأدوات خاصة بما يتناسب مع بحر الدم المسفوك منذ بداية الاحتجاج وإلى الآن.

وفي ذات الوقت، أصدرت حركة امتداد التي يتزعمها علاء الركابي، بيانا ناقما على الحكومة و”تهاونها السافر والممنهج تمنح القتلة شرعية استمرار قتل الثوار المطالبين بوطن”، مشيرة الى أن “هؤلاء القتلة الذين لم تردعهم عن جريمتهم النكراء قدسية أرض كربلاء ولا قدسية شهر رمضان”، فيما حذرت من “انفجار مجتمعي ثوري“.

 

من جانبه، يرى الناشط ابراهيم ناصر في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “اغتيال الوزني، هو حلقة في سلسلة اغتيالات سابقة تعرض لها الناشطون خلال تظاهرات تشرين، وهذه رسائل مباشرة وغير مباشرة تبعث بها المليشيات بانها هي من تتحكم بالمشهد السياسي والامني، وهي من تتحكم بالمشهد الانتخابي المقبل ايضا، وهذا ما تريد ان تقوله بصراحة“. 

ويشير الى أن “الكيانات التي تتبنى مطالب تشرين أصدرت أكثر من بيان، ومنها امتداد والبيت الوطني، ويعاب عليها للاسف انها انفعالية وفردية دون تنسيق، حيث ان منها من اعلن مقاطعته للانتخابات بشكل رسمي وهو البيت الوطني، اضافة الى بيانات القوى المدنية المرتبطة بكيانات أخرى، فكانت بياناتها منفعلة وغير مفهومة“.

ويتابع “على الكيانات المتبنية لمطالب تشرين ان تعقد اجتماعا موحدا وتصدر بيانا يوضح موقفها من المرحلة المقبلة والحالية بالذات، حيث ان موضوع السيطرة على السلاح المنفلت اصبح خارج سيطرة السلطة في بغداد التي تمتلك التسويف والتعطيل، ولم نحصل منهم شيء واضح لغاية الآن“.

ومن أبرز السياسيين والمرشحين للانتخابات الحالية الذي أعلن انسحابه عقب اغتيال الوزني، هو فائق الشيخ علي، حيث كتب في تغريدة بوقع تويتر “بعد اغتيال الشهيد إيهاب الوزني أعلن انسحابي من الانتخابات النيابية، وأدعو القوى المدنية وثوار تشرين إلى الانسحاب أيضاً والتهيؤ لإكمال الثورة في الشهور القادمة ضد إيران وميليشياتها القذرة.. لا خيار أمامنا غير الإطاحة بنظام القتلة المجرمين“.

ومن جهة أخرى، يبين السياسي المقرب من الفصائل المسلحة هاشم الكندي، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “حركة الاغتيالات ليست بالجديدة ووظفت لأجندات خارجية، وهي التي سرقت التظاهرات“.

ويلفت الى أن “هذه الاجندات هي من تقتل بعض النشطاء وتوجه الاتهامات إلى من تريد استهدافه، وهذا أصبح واضحا للجميع، وما يسمون بجماعة تشرين اتضح بانه لا تأثير ولا حضور لهم، ولهذا فهم ابتعدوا عن الانتخابات والجهات التي تحركهم أرادت أن تنتفع من الاغتيالات وتحقيق بعض المصالح“.

ويتابع “عندما يغتال واحد من الناشطين، فإما ننتظر التحقيقات أو تطرح كل الفرضيات، فلماذا تكون الاتهامات جاهزة، وما علاقة القنصلية الايرانية بكربلاء بالاغتيال؟”، مبينا أن “هذه رسائل أمريكية للضغط، على اعتبار انها في مفاوضات وحرب مفتوحة مع ايران“.

ويشير الى ان “هناك خلافات بين الناشطين انفسهم بعد كشف الأموال التي كانت تعطى لهم، وبالتالي قد يكون الاغتيال لاسكات بعض الافواه التي تمتلك معلومات“.

وكانت السفارة الامريكية، قد دانت يوم امس اغتيال الوزني، واكدت في بيان لها “تدين الولايات المتحدة، باشد العبارات مقتل ايهاب الوزني وتعبر عن عميق تعاطُفِها مع اسرة الفقيد، بينما نواصل الوقوف إلى صَفِ أولئك الذين يسعون إلى تحقيق مستقبل سلمي ومزدهر للعراق“.

كما دانت القنصلية الايرانية في كربلاء، اغتيال الوزني، واكدت في بيان لها “القنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في كربلاء المقدسة تدين العمل الإرهابي الذي وقع الليلة الماضية في هذه المدينة المقدسة… أن مثل هذه الأعمال تندرج في إطار زعزعة الأمن والاستقرار في جمهورية العراق الشقيقة والصديقة“.

إقرأ أيضا