الصابئة المندائيون يحتفلون اليوم بـ”التعميد الذهبي”

يبدأ بارتداء “الرستة” وهي الملابس البيضاء، والنزول في الماء الجاري، ثم إتمام الطقوس الاخرى، هكذا…

يبدأ بارتداء “الرستة” وهي الملابس البيضاء، والنزول في الماء الجاري، ثم إتمام الطقوس الاخرى، هكذا يحتفل، اليوم الثلاثاء، الصابئة المندائيون بعيد “التعميد الذهبي”، أو كما يسمى باللغة الآرامية “دهفا إديمانا”.

ويعد التعميد من أهم ركائز الديانة المندائية، ويشتمل هذا الطقس على نزول الشخص للماء الجاري، برفقة رجل دين، وقراءة ايات من كتابهم المقدس “الكنزا ربا”، ويتم ذلك بملابس بيضاء خاصة تسمى “الرستة”، وهذا الزي الخاص بالتعميد، يرتديه النساء والرجال والاطفال.

 

ويحتفل اليوم أبناء الطائفة بعيد التعميد الذهبي، الذي يرمز الى الولادة الروحية للنبي يحيى بن زكريا، وفي هذا اليوم، تتجه اغلب العوائل المندائية الى التعميد رجالا ونساء واطفالا، مع توزيع الوجبات الغذائية (كثواب) وإهدائها الى أرواح الموتى، خاصة وان التعميد فرض في الديانة المندائية، على كل انسان منذ ولادته.

وتعد الصابئة من الديانات التوحيدية القديمة، ونبيها يحيى بن زكريا، ولغة أتباعها هي الآرامية، والتي تعود للقرن العاشر قبل الميلاد، وهي ذات اللغة المستخدمة في كتابهم المقدس “الكنزا ربا”.

ويعتبر التعميد في الديانة، تطهيرا لـ”الجسد والروح” من كافة الخطايا والذنوب، وعلى كل صابئي ان يتعمد بعد ولادته بسنوات قليلة، وايضا عند الزواج وبعد ان يرزق باطفال، ومن شروط التعميد ان يقام في نهر او بحيرة، أي داخل ماء جار وليس ساكنا، وهذا ما دفع ابناء الديانة الى التمركز منذ الأزل قرب أنهار والأهوار في جنوب العراق، وذلك لارتباط طقوسهم بالماء، سواء التعميد او الصلاة او الزواج.

وللصابئة 4 أعياد رئيسية ومناسبات عدة أخرى، الاول هو عيد الخليقة (البرونايا) وفيه خلق الخالق عوالم النور العليا، ويستمر لمدة 5 أيام، والثاني هو عيد التعميد الذهبي، في ذكرى الولادة الروحية لنبيهم يحيى بن زكريا، بالاضافة الى العيد الكبير الذي يصادف في شهر تموز ويتسمر 7 ايام، وهو بداية الخلق، وفيه بدأت الدقائق والساعات والايام، والاخير عيد الازدهار، وهو العيد الصغير، ففيه قام الحي العظيم خلق الازهار والاثمار والطيور والحيوانات، وبالاضافة الى هذا خلق ادم وحواء، وهذا العيد يعتبر بداية نشوء الخلق.

وواجه ابناء الطائفة المنداية في العراق بعد 2003، الكثير من التحديات التي هددت بقاءهم كأحد ابرز الأقليات الدينية في بلاد الرافدين، ابرزها القتل والسلب، لكونهم يعملون في صياغة الذهب، ما عرضهم الى السرقة والاختطاف بشكل مباشر ومستمر، وهذا الأمر أدى الى هجرة جماعية باتجاه الغرب.

وفي تسعينيات القرن الماضي، تمت ترجمة الكتاب المقدس للديانة من قبل رجال دين، وتحت إشراف الشاعر العراقي الراحل عبد الرزاق عبد الواحد، الذي أشرف على لغة الكتاب العربية بعد ترجمته.

وخلال الأعوام الـ18 الماضية، تمكن أبناء الطائفة من تثبيت وجودهم في دول مثل السويد والمانيا واستراليا وامريكا، وهناك بنوا معابدهم “المندي” وحصلوا على رخصة رسمية لممارسة طقوسهم وتلبية كافة احتياجاتهم من قبل تلك الدول.

ولا توجد احصائية رسمية لأعدادهم حاليا في العراق، لكن مدنهم الاصلية (ميسان وذي قار والبصرة) أضحت لا تضم سوى عشرات العائلات فقط بعد ان كانت تعد بالآلاف، فيما تشهد العاصمة بغداد تناقصا في الاعداد بشكل مستمر نتيجة الهجرة.

إقرأ أيضا