بعد بدء المباحثات العراقية الامريكية العسكرية.. هل ستتوقف صواريخ “المقاومة”؟

مع بدء اجتماعات اللجان المشتركة بين بغداد وواشنطن لتطبيق مخرجات الحوار الاستراتيجي، أكد محلل سياسي…

مع بدء اجتماعات اللجان المشتركة بين بغداد وواشنطن لتطبيق مخرجات الحوار الاستراتيجي، أكد محلل سياسي أن خروج القوات الأمريكية “ليس من مصلحة البلد”، متسائلا عن مدى قدرة الاحزاب المطالبة بهذا الأمر على سد الثغرات، فيما بين محلل آخر مقرب من الفصائل المسلحة ان واشنطن “تسوف” سحب قواتها، كاشفا عن أن وقف ضربات “المقاومة” مرهون باعلان امريكي صريح يتضمن مواعيد محددة لسحب قواتها.

ويقول الخبير الاستراتيجي احمد الشريفي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الانسحاب الامريكي حاليا ليس في مصلحة العراق لأسباب عديدة، منها ان العراق يعاني من ضعف في القدرات القتالية على المستوى الامني والعسكري“.

ويضيف الشريفي، أن “معنى الابتعاد عن الولايات المتحدة، هو فقدان القبول الدولي، وهذا يتعلق بطبيعة اللجان التي تحاور واشنطن، فلو كانت مهنية فانها ستتعامل تلقائيا مع هذا الأمر الحساس، أما اذا كان تشكيل اللجان بتأثير حزبي فقطعا ان هذه الاحزاب ستضغط باتجاه اخراج القوات الامريكية”، متسائلا “اذا خرج الأمريكان فان ذلك يعني خروج التحالف الدولي، وبالتالي ستكون هناك ثغرات في داخل العراق، فهل يكون لدى الاحزاب القدرة على سد هذه الثغرات ام لا؟“.

ويلفت “نحن لا نريد ان ينسحب الامريكان، فيعود داعش مرة أخرى، وبالنتيجة يكون جواب الأحزاب: نحن عاجزون عن المواجهة”، مؤكدا “نحن في الحقيقة بحاجة الى ان نحسم هذا الأمر، فاما أن نكون مع الدولة او اللادولة، فاذا كنا مع الدولة فيجب علينا أن ندرك حقيقة اننا من حيث التقييد وبموحب القانون الدولي نحن حلفاء للولايات المتحدة، في تحالف خارج اتفاقية امنية“.

وبعد ساعات من الاجتماع، جرى استهداف قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار بطائرتين مسيرتين، اضافة الى قصف مركز الدعم الدبلوماسي في بغداد، التابع للتحالف الدولي بصاروخ كاتيوشا.

وكانت قيادة العمليات المشتركة، اعلنت يوم امس السبت، عن اجراء اجتماع مشترك بين القيادتين العراقية والأمريكية، حول خطة إعادة نشر قوات التحالف خارج العراق، وان الجانبين اتفقا على خطة عمل لتطبيق مخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، وأن تنجز الخطة خلال جلسة المحادثات المقبلة التي ستعقد في بغداد أو واشنطن، في شهر تموز يوليو أو آب اغسطس المقبلين، وأنها ستتضمن آليات وتوقيتات محددة للاستكمال إعادة نشر القوات القتالية للتحالف الدولي خارج العراق.

ويأتي هذا الاجتماع، عقب الجلسة الثالثة من الحوار الاستراتيجي العراقي الامريكي التي جرت في نيسان أبريل الماضي، وفيها اعلنت واشنطن عن موافقتها على سحب قواتها القتالية من العراق، ورهنت الامر باجتماعات فنية اخرى، لتحديد الىليات والتوقيتات.

وجاء الاعلان الامريكي، في ظل استمرار الفصائل المسلحة باستهداف المصالح الامريكية في العراق، سواء عبر صواريخ الكاتيوشا او العبوات الناسفة التي تستهدف الارتال، فضلا عن إنهاء الهدنة التي اعلنتها الفصائل، بناء على تأخر سحب واشنطن لقواتها من العراق، ما أدى الى تكثيف الاستهدافات في الآونة الأخيرة.

من جانبه، يبين المحلل السياسي المقرب من فصائل المقاومة هاشم الكندي، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “قرار الانسحاب الامريكي يحتاج الى جدية والى مصداقية من قبل واشنطن، لكنها تحاول تسويف هذه القرارات حتى في جلسات الجوار الاستراتيجي لم تظهر جدية من قبل الامريكان، وكان هناك تناقض في تصريحات وزارة الدفاع الامريكية مع وزارة خارجيتهم“.

ويلفت الكندي “لو اراد الامريكان الانسحاب لاعلنوا ذلك بصراحة وأعلنوا ايضا جداول الانسحاب، لكن التسويف والاعلانات غير الواضحة، يريد منها الامريكان البقاء، فانهم يظهرون نية الانسحاب ولكنها غير محددة، ليتجنوا ضربات المقاومة الاسلامية او انهم يحاولون ويتصورون ان هكذا اعلانات ستمنع المقاومة من استهداف قواعدهم“.

ويتابع “بالتالي فان الهدنة التي اعطتها المقاومة هي مشروطة، حيث لا يتم الاعتداء على العراقيين ولا التسويف من قبل الامريكان، وهم خرقوا هذين الامرين حيث مر اكثر من عام ونصف على تصويت البرلمان، اضافة الى ان القوات الموجودة بالعراق يحب ان تكون تحت انظار الحكومة العراقية وسيادة البلاد“.

ويؤكد أن “قرار إنهاء الهدنة اتخذته المقاومة العراقية بشكل واضح، وهو جزء من الاشتراطات التي لم تطبق، حيث لا يمكن ان يبقى الموعد مفتوحا وبدون اعلان واضح لموقفهم من قرار البرلمان العراقي”، مبينا ان “المقاومة عادت وهي من تختار نوع وموعد استهداف القوات الامريكية، وستكون الضربات مركزة على الاحتلال، اضافة الى ان الامريكان باتوا يخشون من الاسلحة المتطورة التي تمتلكها المقاومة والتطور في قدراتها، حيث اصبح لديها اسلحة لا يعلمها الامريكان ابسطها الطيارات المسيرة القاصفة التي ستفاجئهم“.

ويكشف أن “ما يوقف ضربات المقاومة هو اعلان امريكي واضح ومحدد بوقت، حيث انه من الممكن ان تجعل المقاومة ضرباتها بشكل منظم“.

وكان الأمين العام لحركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، اعلن في 1 حزيران يونيو الحالي، ان أي وجود أمريكي عسكري في العراق هو محل استهداف للمقاومة الإسلامية، وان عمليات المقاومة مستمرة وقد تشهد تصاعدا ضد التواجد العسكري الأمريكي في العراق خلال الأيام المقبلة.

ولم تتوقف الهجمات الصاروخية على مواقع القوات الاجنبية والدبلوماسية منذ سنوات، لكنها منذ مطلع 2020 وعقب حادثة المطار، ارتفعت وتيرة الهجمات في ظل تشكيل فصائل مقاومة “وهمية” واعلان الفصائل الاساسية المنتمية للحشد الشعبي براءتها من هذه الفصائل الجديدة، وقد نفذت هذه الفصائل 76 عملية استهداف طيلة العام الماضي، بحسب احصائية أعدتها “العالم الجديد“.

وخلال شهر ايار مايو الماضي، اصبحت عمليات القصف بصواريخ الكاتيوشا تنفذ بشكل أشبه باليومي، حيث استهدف مطار بغداد الدولي بصاروخ كاتيوشا، سقط في محيطه، حيث تقع قاعدة فيكتوريا التابعة للتحالف الدولي، وهو الأمر الذي أدى الى تأخر هبوط الطائرات العراقية المدنية لأكثر من 40 دقيقة ما أثار الرعب لدى المسافرين، بحسب حديث بعضهم في وسائل التواصل الاجتماعي، ثم تلاها استهداف قاعدة بلد الجوية العراقية في صلاح الدين، أربعة صواريخ كاتيوشا، وبحسب بيان خلية الاعلام الامني فان اطلاق الصواريخ كان من منطقة الناي بقضاء الخالص في ديالى، ومن استهداف قاعدة عين الاسد في الانبار، بصاروخي كاتيوشا سقطا في ساحة فارغة دون اي اضرار بحسب خلية الاعلام الامني.

إقرأ أيضا