7 أعوام على سقوط الموصل.. هل تتكرر المأساة؟

لم يكن الموصليون يعلمون بأن صبيحة العاشر من حزيران يونيو 2014، سوف يكون يوما مفصليا…

لم يكن الموصليون يعلمون بأن صبيحة العاشر من حزيران يونيو 2014، سوف يكون يوما مفصليا في تاريخ مدينتهم وسيغير وجهها ووجه العراق.

بدأت الأحداث في الخامس من حزيران حيث كان عناصر تنظيم داعش قد بدأوا بالسيطرة على بعض القرى والمناطق في الموصل، وكانت وكالات الأنباء تلاحق المعلومات وتحاول ان تدرك حجم ما يجري في المدينة، لكن أياما معدودة فقط، كانت كافية لحدوث النكبة التي شهدت انسحاب القوات الامنية منها، وتركت لعناصر داعش الذي سيطر عليها بالكامل، وبدأت “رحلة الرعب” بعد ذلك، وصولا الى حدود العاصمة بغداد.

اتهامات طالت قادة سياسيين وعسكريين وأحاديث عن “مؤامرة” وأخرى عن “انهيار عسكري”، وروايات عديدة ظهرت، بعد أكبر حدث شهده البلد، لكن الحقائق بقيت مجهولة، رغم ان لجنة التحقيق بسقوط الموصل، قدمت اسماء للقضاء العراقي، لكن لم تثبت مقصرية أي منهم، واستمر السياسيون والعسكريون الذين وردت أسماؤهم في التقرير بمناصبهم وعملهم، بل تم ترفيعهم أيضا، بعد ان لم يتم اثبات ادانتهم من قبل القضاء.  

حرب التحرير، استمرت طيلة 3 سنوات لانهاء وجود داعش في نينوى وصلاح الدين والانبار، حتى اعلن عن النصر على التنظيم في 10 كانون الاول ديسمبر 2017، بعد ان قدم العراق الاف الضحايا من القوات الامنية، فضلا عن الاف الضحايا المدنيين الذين سقطوا على يد التنظيم، الذي مارس شتى انواع الابادة وانشأ عشرات المقابر الجماعية لمن عارضوا وجوده.

اليوم، وبعد مضي 7 سنوات على سقوط المدينة، التي سعى داعش لهدم معظم آثارها، بدءا من المتاحف ووصولا الى مئذنة جامع النوري الكبير وفجر الجسور والكنائس فيها، يستمر التنظيم بتنفيذ عمليات ارهابية في عدد من مناطق البلد، وتستمر العمليات الامنية لمطاردة خلاياه في المناطق الصحراوية والزراعية المنتشرة باطراف المدن، وابرزها كركوك ونينوى وديالى والانبار.

وحول إمكانية تجدد ما جرى عام 2014 من قبل تنظيم داعش، يبين المحلل السياسي احمد الربيعي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “إعادة سيناريو 2014 واعادة سيطرة عصابات داعش الارهابية أمر مستبعد، لان قدرات مكافحة الارهاب عند العراقيين تطورت كثيرا واصبح لدى اجهزتنا الامنية خبرة بصد التنظيم الارهابي، وخبرات متطورة في حفظ الاستقرار، لذا من غير الممكن ان نشهد اجتياح جديد لعصابات داعش لمناطق عراقية”.

ويضيف الربيعي “قدرات التنظيم ضعفت كثيرا أيضا عن تلك الايام، اضافة الى ان الوضع الاقليمي اختلف الان، حيث بات يدرك تماما خطر تنظيم داعش، وكل هذه العوامل تسهم في عدم اعادة عصابات داعش الى ما كانت عليه”، موضحا أن “داعش فقد أرض التمكين وهو الان يقوم بعمليات تعرضية وخروق لإثبات وجوده، ليتمكن من مخاطبة الجهور بانه موجود واطلاق عمليات دعائية لتجنيد عناصر جديدة”.

ويتابع “داعش لم يفقد التمويل تماما، لكنه ضعف كثيرا، بحيث حتى عملياته الان لا تكون ذات تأثير كبير كما في السابق، وهو يؤشر على ضعف وفقدان القدرة على تجنيد الانتحاريين وصعوبة تجهيز السيارات المفخخة التي يكون تأثيرها أكبر”، مشيرا الى أن “التنظيم ضعف كثيرا وسيزداد هذا الضعف نتيجة للضربات التي توجهها قواتنا له وسيشهد يوما ما نهاية تامة له”.

طيلة السنوات الماضية، نفذ تنظيم داعش مئات العمليات الارهابية، لكنه في منذ مطلع العام الحالي جدد عملياته في العاصمة بغداد وأطرافها مثل قضاء الطارمية، فضلا عن تنفيذه العديد من العمليات في ديالى وصلاح الدين، فيما أقدم في كركوك على تنفيذ عمليات شبه يومية.

وحول هذا الأمر أيضا، يؤكد الخبير الامني أعياد الطوفان في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “تنظيم داعش الارهابي فقد القدرة تماما على امكانية اعادة احتلاله لقرى او مدن او محافظات”.

ويوضح “مع العلم أن هذه المحافظات التي سيطر عليها التنظيم الارهابي انسحبت منها القوات الامنية دون اي سابق انذار وقدمت اليه بسهولة كبيرة، ما شكل فرصة سانحة لاستغلال البنى التحتية وافراغ ما موجود بالمصارف والبنوك والاستفادة من مقدرات هذه المحافظات لتمويله بالمعارك اللاحقة”.

وينوه الى أن “كل ما يستطيع القيام به التنظيم الارهابي الان هو نصب عبوات ناسفة ولاصقة ما بين الطرق المتباعدة، اضافة الى عمليات الرمي غير المباشر بالهاونات واللجوء الى عمليات القنص للناس الذين يأتون للمساعدة، هذه هي الاستراتيجية الحالية لمجرمي داعش علما ان اكبر خلية عندهم لا تتجاوز من 3 الى 5 عناصر فقط”. 

وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وخلال زيارته الموصل العام الماضي، أكد الفساد وسوء الإدارة كانا سببا في حصول الكوارث السابقة، وشدد على انه “لن نسمح بتكرار ما حصل، ونقوم بعمليات عسكرية لدعم الأمن والاستقرار وملاحقة خلايا الإرهاب، إننا نواجه تحديات كبيرة، وقادرون على تجاوزها”.

إقرأ أيضا