هل تسعى بريطانيا لتكريس نفوذها في العراق؟

يحل وزير خارجية بريطانيا، اليوم الثلاثاء، ضيفا على بغداد، التي غادرها للتو بعد 48 ساعة…

يحل وزير خارجية بريطانيا، اليوم الثلاثاء، ضيفا على بغداد، التي غادرها للتو بعد 48 ساعة على مغادرة وزير الخارجية الدنماركي الى بغداد، ما فسره خبراء سياسيون بسعي لندن الى تكريس نفوذها في العراق، كونها من الدول المعنية بالتغيير الذي حصل بعد 2003، فضلا عن اهتمام الأوروبيين جميعا بالثقل العسكري الذي يبحث عنه التحالف الدولي في العراق.

ويقول رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة وزير الخارجية البريطاني، هي جزء من عملية الدعم الدولي لجهود الحكومة العراقية في كل المستويات”.

 

ويضيف الشمري، أن “بريطانيا تريد ان تكون حاضرة على مستوى المشهد السياسي، اضافة الى ان الزيارة ترتبط بمهام القوات البريطانية على مستوى الأيام المقبلة، وهذا بحد ذاته جانب مهم جدا، خصوصا وان جلسات الحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد حفزت القوى الفاعلة ضمن مظلة التحالف الدولي لتنخرط في حوارات اعادة توصيف المهام وتكييف مهام قواتها بالداخل العرقي”.

ويبين أن “قضية دخول الشركات البريطانية ورفع مستوى التبادل التجاري في مجالات الطاقة والتعاون الاستخباري ايضا مهم بالنسبة للبريطانيين”.

ومن المفترض ان يصل اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الى العاصمة بغداد، وبحسب بيان وزارة الخارجية العراقية، فان راب سيلتقي رؤساء الجمهورية برهم صالح والحكومة مصطفى الكاظمي والبرلمان محمد الحلبوسي، بالإضافة إلى نظيره فؤاد حسين.

وفي وقت سابق، قال قائد القوات الجوية البريطانية، المارشال السير مايك ويجستون في تصريح اعلامي “سنقوم بعمليات لدعم حكومة العراق، ونحارب فلول داعش في العراق وسوريا، وسنستمر في نقل القتال الى ملاذهم، حيث لا مفر من ذلك، إذ أنهم يهددون شوارع المملكة المتحدة وحلفاءنا”.

ويوم أمس الاول، وصل وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوفود الى العاصمة بغداد، وأجرى لقاءات مع الرئاسات الثلاث، واكد في لقائه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي على ان بلده تشعر بالفخر باستلام قيادة بعثة الناتو في العراق، وتتطلع الى لعب دور لاستثمار ذلك لتعزيز آليات دعم القوات الامنية العراقية في مجالات التدريب والمشورة وبناء القدرات المؤسساتية.

وكانت قيادة العمليات المشتركة، اعلنت يوم السبت الماضي، عن اجراء اجتماع مشترك بين القيادتين العراقية والأمريكية، حول خطة إعادة نشر قوات التحالف خارج العراق، وان الجانبين اتفقا على خطة عمل لتطبيق مخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، وأن تنجز الخطة خلال جلسة المحادثات المقبلة التي ستعقد في بغداد أو واشنطن، في شهر تموز يوليو أو آب اغسطس المقبلين، وأنها ستتضمن آليات وتوقيتات محددة للاستكمال إعادة نشر القوات القتالية للتحالف الدولي خارج العراق.

 

ويأتي هذا الاجتماع، عقب الجلسة الثالثة من الحوار الاستراتيجي العراقي الامريكي التي جرت في نيسان أبريل الماضي، وفيها اعلنت واشنطن عن موافقتها على سحب قواتها القتالية من العراق، ورهنت الامر باجتماعات فنية اخرى، لتحديد الىليات والتوقيتات.  

من جانبه، يستبعد المحلل السياسي اياد العنبر في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “يكون هناك ربط بين هذه الزيارات وموضوع حلف الناتو، حيث اتضح تدريجيا اخل ايضا لا توجد رؤية عراقية واضحة”. 

ويلفت الى ان “هذه الزيارات قد تكون بروتوكولية وعادية تتكرر اكثر من مرة، ولكن فيما يخص هذه الملفات فان الحكومة ليس لديها رؤية لادارة مثل هكذا ملف قد يكون متعلقا ببقاء قوات مرتبطة بالناتو او استبدال القوات الامريكية”، متابعا أن “بريطانيا تعتبر معنية بالتغيير الذي حصل بالعراق ومعنية ايضا بالملفات النرتبطة بها، وتعتبر ان فشل التجربة او تعقيدها يحتاج إلى تدخل بريطاني، وفيما يخص الدنمارك فهي زيارة تتعلق مثلا باعادة تفعيل القنوات الدبلوماسية وهناك جالية وهنالك رؤية لاعادة العمل بالسفارة الدنماركية بالعراق، او قد تكون هناك محاولة للتعاون الاقتصادي او غيرها”.

ويؤكد أن “بريطانيا لا تتدخل بالانتخابات مباشرة، حيث ان تدخلها يكون بعد الانتخابات واعلان نتائجها وتشكيل الحكومة، وقد تكون هذه الزيارة لمناقشة ملفات سياسية واقتصادية وغيرها”.   

ومن المفترض أن تجري الانتخابات في 10 تشرين الاول اكتوبر المقبل، بحسب قرار مجلس الوزراء، الذي صدر بناء على مقترح من المفوضية التي اكدت انها غير قادرة على اجراء الانتخابات في الموعد الذي حدده المجلس، وهو حزيران يونيو المقبل.

ولم تتوقف الهجمات الصاروخية على مواقع القوات الاجنبية والدبلوماسية منذ سنوات، لكنها منذ مطلع 2020 وعقب حادثة المطار، ارتفعت وتيرة الهجمات في ظل تشكيل فصائل مقاومة “وهمية” واعلان الفصائل الاساسية المنتمية للحشد الشعبي براءتها من هذه الفصائل الجديدة، وقد نفذت هذه الفصائل 76 عملية استهداف طيلة العام الماضي، بحسب احصائية أعدتها “العالم الجديد”.

 وخلال شهر ايار مايو الماضي، اصبحت عمليات القصف بصواريخ الكاتيوشا تنفذ بشكل أشبه باليومي، حيث استهدف مطار بغداد الدولي بصاروخ كاتيوشا، سقط في محيطه، حيث تقع قاعدة فيكتوريا التابعة للتحالف الدولي، وهو الأمر الذي أدى الى تأخر هبوط الطائرات العراقية المدنية لأكثر من 40 دقيقة ما أثار الرعب لدى المسافرين، بحسب حديث بعضهم في وسائل التواصل الاجتماعي، ثم تلاها استهداف قاعدة بلد الجوية العراقية في صلاح الدين، أربعة صواريخ كاتيوشا، وبحسب بيان خلية الاعلام الامني فان اطلاق الصواريخ كان من منطقة الناي بقضاء الخالص في ديالى، ومن استهداف قاعدة عين الاسد في الانبار، بصاروخي كاتيوشا سقطا في ساحة فارغة دون اي اضرار بحسب خلية الاعلام الامني.

إقرأ أيضا