“مدينة البرتقال” قد تفقد هويتها.. والجفاف يلغي خطتها الصيفية

تشهد الزراعة في ديالى “نكبة” كبرى في ظل أزمة نقص المياه الحادة التي تضرب المحافظة…

تشهد الزراعة في ديالى “نكبة” كبرى في ظل أزمة نقص المياه الحادة التي تضرب المحافظة بسبب قطع ايران لروافدها، الأمر الذي دفع وزارة الزراعة الى إلغاء خطتها الصيفية، حيث ستغيب محاصيل الشلب والذرة الصفراء والقطن هذا العام، فيما تهدد الظاهرة المتفاقمة بقاء محاصيل اشتهرت بها المحافظة منذ مئات السنين، وأبرزها البرتقال والرمان، خصوصا بعدما بلغت نسبة إرواء بعض أراضيها الزراعية 20 بالمائة فقط.

ويقول مدير مديرية اعلام زراعة محافظة ديالى محمد جبار في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “نقص المياه تسبب بغياب الخطة الزراعية الصيفية لهذا العام، فمحاصيل الشلب والذرة الصفراء والقطن، من المحاصيل الصيفية لكن زراعتها ستغيب هذا العام، حيث ان وزارة الموارد المائية لم تصدر خطتها للمحافظة بسبب جفاف البحيرات التي كانت تعد مصدرا إروائيا رئيسا”.

ويوضح جبار، أن “البساتين في المناطق النائية شهدت جفافا حقيقيا، حتى من مياه الشرب داخل المنازل، باستثناء البساتين القريبة من مراكز المدن فهي لغاية الان لم تصل الى هذا الحال من الجفاف”.

ويشير الى أنه “في حال بقي وضع المياه بديالى على ما هو عليه، فان الخطة الشتوية لا يمكنها أن تتم أيضا، وسنعتمد على مياه الأمطار فقط”، مضيفا أن “خزانات دربنديخان فيها مخزون مائي جيد، لكن الوزارة لا تريد استخدامه الان والتفريط به بشكل مباشر إلا في الضرورة القصوى”.

يذكر أن إيران قطعت المياه المتدفقة إلى سد دربندخان بالكامل، مطلع ايار مايو الماضي، ما أدى لازمة كبيرة في حوض نهر ديالى الذي انخفضت مناسيبه بنسبة 75 بالمائة، وذلك بحسب تصريحات مسؤولين في المحافظة.

وكان المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب كشف لـ”العالم الجديد”، في 11 ايار مايو الماضي، ان نهر ديالى للأسف الشديد يشهد انخفاضا في المياه بسبب شحة المياه التي تردنا من ايران وانقطاع بعض الأنهر مثل سيروان، لكن لدينا إجراءات لتأمين مياه الشرب في مندلي وزرباطية كما نقلنا مياها من دجلة لتلك المناطق ايضا.

من جانبه، يبين مدير الموارد المائية في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى هاشم التميمي، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الوزير وجه باعطاء الأولوية لحفر الابار الاروائية لمشاريع الإسالة”.

ويردف التميمي، أن “قضاء المقدادية يعتبر المصدر الرئيسي لانتاج البرتقال في عموم البلاد، إذ أن لدينا ما لا يقل عن 15– 30 الف دونم من هذا المحصول، لكن نسبة الارواء فيها لا تتجاوز 20 بالمائة، وهذا شكل خطرا على واقع الزراعة في القضاء، فلجأ المزارع الى الاعتماد على حفر الابار بجهود ذاتية”. 

ويلفت الى أن “المناسيب منخفضة والاطلاقات المائية لا تتجاوز 30 مترا مكعبا، وتتوزع بصورة عامة على جميع أقضية المحافظة، لذا فان نسبة الإرواء ضعيفة جدا لدينا”، مؤكدا أن “المواطن بدأ يعتمد على الآبار في الإرواء، وهذا ما يشكل خطورة كبرى لأننا لم نصل الى شهر تموز (يوليو)، ولدينا انخفاض بالمناسيب وسوف نتضرر أكثر اذا لم يستجب الجانب الايراني للمفاوضات معه”.

ويشير الى أن “ديالى يمكن أن تخسر برتقالها ورمانها، إذا لم نشهد حلا سريعا، كونها تعتمد الان على مياه الابار فقط، وهذه المياه تنخفض سنة بعد أخرى، خصوصا واننا نتوقع انحباسا بالامطار هذه السنة”.  

يشار الى أن وزير الموارد المائية، مهدي رشيد الحمداني، أعلن مطلع العام الحالي، بأن ندرة هطول الأمطار أدت إلى انخفاض تدفق نهري دجلة والفرات إلى 50 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن تحويل إيران لروافد نهر دجلة قد أدى أيضاً إلى تراجع التدفق إلى سد دربندخان في البلاد إلى 0 بالمائة.

وفي 2 ايار مايو، أعلن الحمداني ايضا، أن إيران ما زالت تقطع بعض التدفقات ما تسبب بانخفاض غير مسبوق بالإيرادات المائية.

إقرأ أيضا