إٍسقاط “المسيرات”.. هل يشكل تحولا في المواجهة بين الفصائل والقوات الحكومية؟

في تطور جديد، بدأت الأجهزة الأمنية باسقاط الطائرات المسيرة في العاصمة بغداد، وذلك بالتزامن مع…

في تطور جديد، بدأت الأجهزة الأمنية باسقاط الطائرات المسيرة في العاصمة بغداد، وذلك بالتزامن مع اعلان الفصائل المسلحة عن البدء باستخدامها في الهجمات ضد مواقع التواجد الاجنبي في العراق، وفيما عده محللون تحولا في عنصر المواجهة بين قوات حكومية وأخرى مسلحة غير رسمية، نفى نائب عن كتلة بدر التي يتزعمها هادي العامري، وجود “نوايا” لصدام بين الفصائل والقوات الامنية، معللا ذلك بامتلاك “الاجواء” من قبل جهات غير عراقية، في حين وصف مراقبون الحدث بأنه “رد فعل” شكلي، وليس “تصديا” حقيقيا.

ويقول النائب محمد البياتي في كتلة بدر، التي يتزعمها هادي العامري، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، انه “لا نستطيع اتهام جهة بالمسؤولية عن الطائرات المسيرة، لان الاجواء ليست بيد العراق، لذا فلا نملك مركزا يسيطر على تحرك الطائرات المدنية والعسكرية والمسيرة”.

ويضيف البياتي “لغاية الان لا يوجد اي توجه او قرار بخصوص اصطدام الحشد الشعبي مع اجهزة الدولة، وهذا بالنسبة لنا محرم شرعيا ولا نقبل حدوث ذلك اطلاقا”، مبينا ان “هذه التوترات تؤثر على سير الانتخابات بكل تاكيد، ولذلك نوصي الاطراف كافة في الفصائل وغيرها بضبط النفس وعدم الانجرار الى اي فتنة داخلية”. 

ويوم امس الاول، اعلنت خلية الاعلام الامني اسقاط طائرتين مسيريتين في العاصمة بغداد، تحملان موادا متفجرة، الاولى أسقطت في منطقة خالية قرب معسكر الرشيد جنوبي العاصمة، فيما أسقطت الثانية في منطقة الكرطان جنوبي العاصمة ايضا.

ويأتي هذا التطور، عقب استخدام فصائل مسلحة للطائرات المسيرة في هجماتها على مواقع التواجد الاجنبي في العراق، حيث استخدمت لغاية الان 4 مرات، أحدثها في 9 حزيران يونيو الحالي، حيث استهدفت طائرات مسيرة قاعدة فيكتوريا التابعة للتحالف الدولي في مطار بغداد الدولي، وبحسب خلية الاعلام الامني فان “ثلاثة طائرات مسيرة استهدفت القاعدة، فيما تم اسقاط طائرة واحدة منهن”، وذلك عقب ساعات من زيارة قائد فيلق القدس الايراني اسماعيل قاآني الى بغداد.  

وبدأت فصائل مسلحة تطلق على نفسها “مقاومة اسلامية” منذ نيسان أبريل الماضي، باستخدام الطائرات المسيرة المفخخة، بالتزامن مع استخدامها لصواريخ الكاتيوشا والعبوات الناسفة، ما أثار قلق واشنطن من هذا التحول، بحسب ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية. 

وكان الهجوم الاول الذي استخدمت فيه هذه الطائرات، ليلة 14 نيسان أبريل الماضي، حيث استهدف حضيرة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) في مطار أربيل، فيما جاء الثاني في 8 ايار مايو الماضي، حيث استهدف قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، وبعده بثلاثة ايام استهدفت قاعدة حرير في اربيل بطائرة مسيرة ايضا، وفي 9 حزيران يونيو الحالي، استهدفت قاعدة فيكتوريا بمطار بغداد الدولي بطائرة مسيرة.

وحول هذا الامر، يبين المحلل السياسي اياد العنبر في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “اسقاط القوات الامنية للطائرات المسيرة المفخخة التابعة لفصائل المقاومة، هو بالتأكيد تحول نوعي، حيث ان الفصائل في الفترة الحالية تحاول ان تعلن عن مواقف جديدة وتطورات وتقنيات، وانها تستخدم آليات جديدة ووسائل تكنولوجيا متقدمة، لارسال إشارة على أن المعركة مستمرة”.

ويضيف العنبر، أن “ذلك أيضا محاولة للتأكيد على انها ستكون اكثر دقة واكثر تهديدا وخطرا في الايام المقبلة وتبقى هذه المعارك مستمرة، لكن هذا الموضوع غير محسوم مع عدم قدرة الحكومة على ضبط هكذا مواضيع، لا في الجهد الاستخباري ولا في النشاط السياسي للحد من مثل هذه العمليات”.

ويتابع، ان “الموضوع لا يتعلق بالانتخابات، وأن بيان الخلية الامنية أشبه بالروتين، لاظهار ردود أفعال اكثر مما هي محاولة لارسال رسائل بالتصدي والمواجهة”.

وكان مسؤول المكتب السياسي لحركة عصائب اهل الحق، سالم العبادي أكد لـ”العالم الجديد”، في 12 حزيران يونيو الحالي، أن “أسباب التحول النوعي في المقاومة العراقية المتمثل باستخدام الطائرات المسيرة المفخخة، هو إيمان فصائل المقاومة بقضيتهم الحقة والاعتقاد المبدئي الراسخ بوجوب الدفاع عن أرض العراق وسمائه وتخليصه من براثن المحتلين، أي كانت جنسيتهم تحقيقا للسيادة الكاملة، وهذا يستدعي الاستعداد اللازم لذلك وتطوير الإمكانات المتاحة للمواجهة وتحقيق النصر”. 

الى ذلك، يرى الخبير الامني اعياد الطوفان في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الحكومة لا تستطيع مواجهة الفصائل، وبيانها اليتيم لم يذكر هؤلاء بانهم ارهابيون او حتى الفعل الذي قاموا به بانه ارهابي”.

ويردف “هناك تطور نوعي جديد في اسلوب قتال الفصائل، وهذا يدل على امكانياتها المادية والتقنية وسيطرتها على الكثير من المناطق، بحيث تستطيع اطلاقها دون ان يكون هناك اي تبليغ عنها”، متوقعا “التطور من مرحلة سلاح الكاتيوشا الى مرحلة صواريخ اخرى اكثر دقة ومدى، وان المرحلة المقبلة ستشهد تطورا اكثر من الذي يحصل الان من الصواريخ والطائرات المسيرة”.

وفي 21 ايار مايو الماضي، كشفت وكالة رويترز، ان الفصائل العراقية الكبيرة الموالية لإيران اضطرت إلى التراجع بعد أن أدى رد فعل شعبي عنيف إلى مظاهرات حاشدة ضخمة ضد النفوذ الإيراني في أواخر عام 2019، وقد تعرضت لانقسامات هنا بعد وفاة سليماني واعتبرتها إيران أكثر صعوبة في السيطرة عليها، ما دفع طهران الى الاعتماد على مجموعات أصغر يجلب أيضا مزايا تكتيكية، وهي أقل عرضة للاختراق ويمكن أن تكون أكثر فعالية في نشر أحدث التقنيات التي طورتها إيران لضرب خصومها، مثل الطائرات المسلحة بدون طيار، كما جاء في تقرير الوكالة.

وتضمن التقرير ايضا ان مسؤولا أمنيا عراقيا أكد أن “الفصائل الجديدة مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الايراني. إنهم يأخذون أوامرهم منهم وليس من أي جهة عراقية”.

إقرأ أيضا