“العالم الجديد” تكشف خط الهجرة الجديد من بغداد الى أوروبا

تنشط مافيات التهريب مجددا بين العراق وأوروبا في موسم هجرة جديد، هو الأول من نوعه…

تنشط مافيات التهريب مجددا بين العراق وأوروبا في موسم هجرة جديد، هو الأول من نوعه منذ 6 أعوام، حيث ظهرت بوادره مؤخرا، نتيجة خلافات سياسية بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، ما دفع الأخيرة الى فتح حدودها أمام المهاجرين، ليستغله المهربون سريعا لتجديد حلم الوصول الى القارة العجوز، على الرغم من كل القيود التي فرضها الاتحاد الاوروبي عقب الهجرة المليونية في العام 2015.

وتقصت “العالم الجديد” طريق الهجرة الجديد، كاشفة عن خط العبور من العراق الى المانيا وجوارها من بلدان اللجوء، بدءا برحلة جوية من العاصمة العراقية بغداد، أو إسطنبول التركية، وصولا الى مينسك عاصمة بيلاروسيا، ومنها الى ليتوانيا، ثم المانيا عبر بحر البلطيق.

البداية

توجهت الصحيفة في البداية الى عدد من مكاتب السياحة والسفر في بغداد، حيث تنشط منذ سنوات طويلة، السياحة مع بيلاروسيا والدراسة فيها، نظرا لمحدودية البلدان الأوروبية التي تمنح التأشيرة للعراقيين ولرخص مسببات الحياة فيها، قبل أن تتنامى قوافل الهجرة اليها مؤخرا.

وحول ذلك، يقول مصطفى باسم، مدير شركة النهرين للسياحة والسفر في العاصمة بغداد خلال حديثه لمراسل “العالم الجديد”، إن “شركات السفر تشهد حجوزات مستمرة الى بيلاروسيا لأغراض السياحة والدراسة وغيرها، لكن الإقبال زاد بعد أنباء شبه مؤكدة عن فتح حدودها أمام المهاجرين للوصول الى دول أوروبا المانحة للجوء، خاصة وأنها تمتاز بسمة دخول (تأشيرة) سريعة وبثمن بسيط وهو 60 دولارا“.

ويضيف باسم “بعد موضوع الهجرة ارتفع سعر الفيزا لأكثر من 100 دولار، حيث يتم السفر حاليا عن طريق المجموعات السياحية، حيث يبلغ سعر الفرد بين 600– 650 دولارا، شاملة الطيران والفيزا والفندق لنحو أسبوع“.

وبشأن طريق الهجرة من بيلاروسيا، يوضح باسم، بأن “العديد من العوائل أو الشباب يذهبون إلى هناك بعد الاتفاق مع مهربين يقومون بترحيلهم إلى لتوانيا ومن ثم الى المانيا أو غيرها عبر الباخرات”، مبينا أن “غالبية المسافرين من العوائل حاليا، وأغلبهم لا يعودون معنا، فهم فور وصولهم يغادرون بيلاروسيا“.

ولمتابعة الأمر، شاهد مراسل “العالم الجديد” في صالة مطار بغداد الدولي، ما يؤكد ارتفاعا كبيرا بأعداد المسافرين الى بيلاروسيا، حيث شكلوا طوابير طويلة أمام كاونترات الحجز الى العاصمة البيلاروسية ميسنك.

ولاحظ المراسل، أن أغلب المسافرين الى بيلاروسيا، لا يحملون حقائب سفر كبيرة، بل اكتفوا بحقائب صغيرة.

جذور القضية

تعود القضية الى أواخر شهر ايار مايو الماضي، عندما أقدمت بيلاروسيا على إجبار طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرلندية “رايان إير” على الهبوط في عاصمتها مينسك، بعد إبلاغ طاقمها بوجود قنبلة على متن الطائرة، لكن وبعد هبوطها تم اعتقال صحفي بيلاروسي معارض يدعى رومان بروتاسيفيتش، كان على متن الرحلة المتجهة من اليونان الى ليتوانيا.

هذا الأمر، أثار ردود أفعال أوروبية وصلت الى حد التهديد بفرض عقوبات على بيلاروسيا، حيث عقدت قمة تضم 27 دولة في العاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك في 25 ايار مايو الماضي، تقرر خلالها منع شركات الطيران في الاتحاد الأوروبي من استخدام المجال الجوي لبيلاروسيا، متعهدين بفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها.

 

وفي 26 ايار مايو، هدد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بـ”إغراق الاتحاد الاوروبي بالمهاجرين والمخدرات”، وذلك ردا على العقوبات، وبحسب تقارير وأخبار ترجمتها “العالم الجديد” من بينها ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية فان بيلاروسيا تخطط لاضعاف الضوابط الحدودية، وفسح المجال امام مهربي المخدرات والمهاجرين.

ويبدو أن بيلاروسيا لم تنتظر طويلا لتنفيذ تهديدها، إذ سرعان فتحت حدودها أمام المهاجرين، وخاصة العراقيين الذين يتقاطرون عليها أو يقيمون فيها منذ سنوات ما بعد 2003.

وعطفا على ما يجري، اتهم أجني بيلوتيتو، وزير داخلية ليتوانيا المطلة على بحر البلطيق، في الثاني من حزيران يوينو الحالي، ضباطا من بيلاروسيا الجارة بتسهيل مهمة المهاجرين للدخول الى أراضيها، وفقا لموقع “RTL” الاخباري الأوروبي.

وأكد بيلوتيتو في حديثه، أن “المهاجرين يصلون إلى بيلاروسيا على متن طائرات من اسطنبول وبغداد، بواقع أربع رحلات جوية أسبوعيا”، متابعا “دعونا نتخيل أن هناك حوالي 600 شخص على متن رحلة جوية إلى مينسك، وأن هؤلاء الأشخاص ينتقلون بعد ذلك إلى ليتوانيا بطريقة منظمة“.

وكشف الوزير الليتواني عن تكلفة إيصال المهاجر من بيلاروسيا الى دول اوروبا، قائلا “لدينا معلومات تفيد بأن هناك شبكات اجرامية منظمة بالتعاون مع الضباط البيلاروس، وتكلفة نقل الشخص الواحد من بيلاروسيا تبلغ 1500 يورو، فيما تبلغ تكلفة العائلة 35 ألف يورو“.

وبحسب ما نشره الموقع الاخباري الاوروبي، فان الضباط البيلاروس، يزعمون أنهم لا يرون المهاجرين، ويحاولون إخفاء آثار أقدامهم المتجهة الى ليتوانيا، حيث نقل عن رئيس دائرة الحدود الليتوانية روستاماس ليوباغيفاس، قوله إن لقطات لضباط بيلاروس عرضت وهم يزيلون آثار أقدامهم على الشريط الرملي على الحدود بعد دخول المهاجرين ليتوانيا.

في الأثناء، أكد وزير الداخلية الليتواني، أن بلاده أنفقت 38 مليون يورو على مدى عامين لتطوير أنظمة مراقبة الحدود مع بيلاروسيا، لكن نسبة ما تراقبه من الحدود هو 38 بالمائة فقط.

وشهد العام 2015 أكبر موجة هجرة نحو اوروبا، وذلك بعد فتح تركيا لحدودها مع اليونان، ما دفع الملايين من المسير الى القارة العجوز، بحثا عن بلد الاستقرار، وخاصة العراقيين والسوريين، الذين يقيمون في تركيا منذ سنوات طويلة بهدف الحصول على اللجوء عن طريق الامم المتحدة

وكانت المانيا، هي الدولة الاكثر استقبالا للمهاجرين عام 2015، خاصة وان مجموع المهاجرين بلغ اكثر من مليون شخص، توزعوا في بلدان اوروبا، في تدفق استمر لاكثر من 9 اشهر

وفي تركيا يقيم اكثر من 700 الف مواطن عراقي، بحسب تقديرات دائرة الهجرة المرتبطة بوزارة الداخلية التركية، ليعتبروا اكبر جالية فيها بعد السوريين، الذين يبلغ عددهم 3.6 مليون شخص.

Image

إقرأ أيضا