قصف عين الأسد.. “رد متأخر” على “القائم”؟

عادت صواريخ الكاتيوشيا لتستهدف القواعد الأمريكية في العراق مجددا، بعد أسبوع صمت منذ آخر استهداف…

عادت صواريخ الكاتيوشيا لتستهدف القواعد الأمريكية في العراق مجددا، بعد أسبوع صمت منذ آخر استهداف أمريكي لفصيل مسلح في الحدود العراقية السورية، ما انقسم حوله الخبراء، بين اعتباره “ردا” على الاستهداف الأمريكي أو أنه جزء “طبيعي” من الصراع المرتبط بمساعي تلك الفصائل لإخراج القوات الامريكية من البلاد.

ويقول المحلل السياسي صلاح الموسوي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “القصف الامريكي للفصائل المسلحة في منطقة القائم الحدودية (مع سوريا) مستمر وهذه ليست المرة الأولى“.

وكانت قاعدة عين الاسد لمحافظة الانبار غربي العراق، التي تتمركز فيها القوات الامريكية، تعرضت الى سقوط 3 صواريخ كاتيوشا دون ان تتسبب بخسائر تذكر، حسب بيان خلية الاعلام الامني، التي اكدت ايضا انه تم ضبط عجلة نوع “كيا حمل” متروكة بقضاء هيت تحمل القاعدة التي تم إطلاق الصواريخ منها.

ويضيف الموسوي أن “قصف تلك المواقع في نهاية العام 2019 والتي قامت الفصائل على ضوئها بمحاصرة السفارة الأمريكية وحاولت اقتحامها ومن ثم انتهت باغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني“.

ويلفت الى أن “هناك تصريحات ظهرت من قبل الأمريكان يوضحون فيها أن القصف الاخير للقائم كان ردا على الهجمات التي تتعرض لها قواعدهم داخل البلاد والتي كان اخرها قصف لإحدى القواعد في اربيل بواسطة الطائرات المسيرة“.

وحول توقيت قصف قاعدة عين الأسد التي تتواجد فيها القوات الامريكية، وما اذا كان ردا متأخرا على قصف القائم، يوضح الموسوي، أن “هناك اختلافات بين الفصائل حول طريقة الرد، فبعضهم كان مؤيدا لها، والبعض الآخر رافضا، وهذا قد يكون سبب الرد المتأخر“.

ويشير الى أن “هناك اخبارا تفيد بوجود نوع من التباين في وجهات النظر بين الفصائل، حيث ان هناك جهات غير راضية على طريقة الرد بالرغم من أن جميع الجهات أدانت قصف القائم بما فيها الحكومة، ولكن ذلك لا يعني أن كل الجهات توافق على الرد بقصف القواعد الامريكية“.

وفجر يوم 28 حزيران يونيو الماضي، نفذت واشنطن 3 ضربات جوية، اثنان منها في العمق السوري وأخرى في العمق العراقي، وجميعها عند الشريط الحدودي بين البلدين، ما أدى لتدمير موقع لكتائب حزب الله سيد الشهداء، وقتل 4 منتسبين، بحسب بيان أصدرته وزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون”، التي أكدت أنها جاءت بأمر من الرئيس جو بايدن، للحد من مخاطر التصعيد ولإرسال رسالة ردع واضحة لايران.

وجاءت هذه الضربة، بعد سقوط 3 طائرات مسيرة مفخخة قرب الموقع الجديد للقنصلية الامريكية في اربيل فجر يوم 26 حزيران يونيو الحالي، ما أثار ردود فعل منددة واسعة في حينها، خاصة وأنه ضمن الاسلوب الجديد للفصائل المسلحة، المتمثل باستخدام الطائرات المسيرة، الذي بدأ منذ نيسان أبريل الماضي، ما أثار قلق واشنطن، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

يشار الى ان اغلب القوى السياسية، والجهات الرسمية، اعلنت عن استنكارها وادانتها للقصف الامريكي داخل الحدود العراقية، فيما لجأت الفصائل المسلحة الى إصدار بيانات “توعد” برد “قاسٍ” مع لجوء منصاتها في وسائل التواصل الاجتماعي الى التحشيد والتهديد بشن هجمات ضد القوات الامريكية بـ”طريقة مسبوقة”، وعمدت الى نشر صور اقتحام سور السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء بكانون الأول ديسمبر 2019، التي جرت قبل حادثة المطار بأيام.

من جانبه، يبين الخبير الأمني حسين الكناني في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “عملية استهداف القواعد الامريكية مستمرة ولا تعتبر ردا، خصوصا بعد أن أصرت الادارة الامريكية على عدم احترام قرار البرلمان، فيما يخص إخراج القوات الاجنبية من العراق، وكذلك الاستهدافات الاخيرة التي قامت بها القوات الاميركية“.

يذكر أن نوابا في البرلمان العراقي صوتوا عقب اغتيال واشنطن لسليماني والمهندس، على قرار بإخراج القوات الأمريكية من العراق، الأمر الذي اعتبره خبراء في القانون قرارا تنفيذيا ليس من صلاحية البرلمان كونه سلطة تشريعية وليست تنفيذية.

ويبين الكناني، أن “الادارة الامريكية لا يوجد لديها برنامج واضح بشأن انسحابها من العراق كما انها لم تهيكل قواتها، وبالتالي لا يبقى خيار سوى الرد كما أن الامور ذاهبة باتجاه المزيد من العمليات العسكرية التي تستهدف القواعد الاميركية“.

ويؤكد أن “عامل الوقت مفتوح بالنسبة لفصائل المقاومة او الجهات التي تقوم بعمليات الاستهداف، وبالتالي هي من تحدد المكان والزمان“.

ويعد استهداف منطقة القائم الحدودية، الضربة الثانية التي تنفذ منذ تسنم جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، إذ جرى في 15 شباط فبراير الماضي، استهداف قاعدة حرير الامريكية في محافظة اربيل باقليم كردستان بنحو 14 صاروخا، أدت الى مقتل متعاقد مع القوات الامريكية، فيما تبعت الحدث فترة صمت من قبل واشنطن امتدت لنحو 10 ايام، حيث استهدفت في 26 شباط فبراير الماضي، موقعا لكتائب حزب الله، داخل العمق السوري، وان القصف جاء ردا على استهداف القاعدة في اربيل، ومن ثم جرت فترة صمت من قبل هيئة الحشد الشعبي، تركت المجال مفتوحا امام التكهنات حتى اعلنت بعد ايام ان القصف استهدف قوات تابعة للهيئة.

إقرأ أيضا