مع ارتفاع الإصابات بكورونا.. مستشفيات العراق على شفى حفرة من “الانهيار” 

كشف أطباء في مستشفيات متفرقة داخل البلاد، عن قرب “انهيار” الواقع الصحي مع ارتفاع أعداد…

كشف أطباء في مستشفيات متفرقة داخل البلاد، عن قرب “انهيار” الواقع الصحي مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا لمستويات قياسية، والذي تمثل بنقص الأطباء والكوادر الصحية وعاملي الخدمة، فضلا عن استخدام كافة ردهات المستشفيات لعزل المصابين بما فيها ردهات الأطفال حديثي الولادة، إضافة الى انقطاع التيار الكهربائي عن تلك الردهات، ما تسبب بخروج العدي من المرضى على “مسؤولياتهم”.

 

ويقول الطبيب الاخصائي في مستشفى الكرامة بالعاصمة بغداد، سجاد علي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “النقص في الكوادر، وصل الى عمال الخدمة أيضا وليس الممرضين فقط، وذلك بعد إعادة فتح ردهات العزل ونقل أغلبهم اليها”.

ويضيف علي، أن “هذا النقص ليس بالجديد، ولكن خلال أزمة كورونا الحالية، فان أغلب الأطباء والممرضين إضافة الى موظفين اخرين تم نقلهم لمعرض بغداد الدولي الذي يضم قسما للحجر الصحي وهو ما خلف نقصا كبيرا في كوادرنا”.

ويتابع أن “أكثر من 30 عاملا لدينا ترك العمل بعد أن قررت المستشفى نقلهم الى مراكز الحجر، حيث يعتبرون أن رواتبهم البالغة 150 الف دينار (نحو 100 دولار) شهريا، قليلة مقارنة بموقع عملهم”.

وبشأن ما يجري في مستشفى الكرامة خلال هذه الايام، يبين علي، أن “ردهة الاستراحة للخارجين من العمليات لم يتبق فيها سوى ممرضين اثنين فقط، بعد أن كانوا ثمانية، وذلك لنقلهم الى مراكز الحجر وتوزيعهم هناك”، مردفا “كما تم تخصيص ردهة الخدج للأطفال حديثي الولادة ايضا كقسم للحجر”.

وسجل العراق يوم الاربعاء الماضي، ولاول مرة منذ بدء تفشي جائحة كورونا اكثر من 9 الاف اصابة خلال 24 ساعة، وذلك بعد اعلان وزارة الصحة في أواخر حزيران الماضي، عن دخول البلد في الموجة الوبائية الثالثة، والتي عدتها “الاشد والاخطر”.

وكانت الدكتورة ربى فلاح حسن عضو الفريق الطبي الاعلامي لوزارة الصحة، أكدت لـ”العالم الجديد”، امتلاك المستشفيات القدرة الاستيعابية لاستقبال حالات الاصابة حتى في حال ارتفاعها، ولكنها استدركت بأن لكل منظومة صحية قدرة محددة وبعدها يمكن أن يؤثر على نظامها الصحي بالكامل.

وبالتزامن مع الاعلان عن دخول العراق الموجة الوبائية الثالثة وارتفاع الاصابات لمستويات قياسية، أصدرت الجهات المعنية قرارا بتقليل ساعات حظر التجوال لتبدأ من الساعة 12 ليلا حتى الفجر، بعد ان كانت من الساعة 11 مساء.

 

يذكر أن العراق بدأ التطعيم بلقاح كورونا في شهر اذار مارس الماضي، بعد وصول 50 الف جرعة من اللقاح الصيني “سينوفارم”، في ظل توقيع اتفاقيات لشراء ملايين الجرعات من اللقاحات الأخرى، التي وصلت في وقت سابق، لكن أعداد الملقحين لم يتخطوا المليون شخص من أصل 40 مليون نسمة يمثلون نفوس البلد، حتى الآن.

الى ذلك، تبين الطبيبة الاخصائية في إحدى مستشفيات محافظة الديوانية زينب عدنان، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مستشفيات المحافظة تعاني من وضع مزرٍ بسبب نقص الكوادر والخدمات تزامنا مع ازدياد الاصابات بفيروس كورونا”.

وتشير عدنان، الى أن “أبسط مثال على سوء الأوضاع هو انطفاء الكهرباء على مدى ثلاثة أيام متتالية خلال هذه الفترة، وهو ما دفع بعض المرضى للخروج من المستشفيات على مسؤولياتهم، كونهم يرقدون في هذا الصيف اللاهب، وكل غرفة داخل المستشفى لا تحتوي سوى مروحة تعمل على الشحن فقط”.

يذكر أن مناطق الوسط والجنوب شهدت موجة حر غير مسبوقة هذا العام بلغت ما يقرب من 50 درجة مئوية، في وقت شهدت المنظومة الكهربائية انهيارا في تجهيز الطاقة بسبب سقوط العديد من الأبراج الناقلة.

وتبين أن “ردهات العزل أخذت مساحة كبيرة داخل المستشفى بلغت 50 بالمئة تقريبا”، لافتة الى أن “مستشفى الحسين تعتبر الرئيسية لغرض حجر المصابين بفيروس كورونا، وكانت تستقبل قبل أشهر مريضا أو اثنين فقط، ولكن الاصابات الان باتت كثيرة جدا، حيث أن ردهات الأمراض الانتقالية امتلأت وكذلك ردهات العزل أيضا، ما ولّد ضغطا كبيرا، حتى أن المستشفى لم تعد تستوعب الأعداد الإضافية”. 

ويعاني الواقع الصحي في العراق من مشاكل عديدة، بداية من تقادم المستشفيات وعدم تأهيلها، إضافة الى الاهمال في الجوانب الخدمية والسلامة وعدم توفر الأدوية، وكانت آخر فاجعة في العراق، هي الحريق الذي اندلع في مستشفى ابن الخطيب الخاص بمرضى كورونا وسط العاصمة بغداد، بسبب انفجار قنينة أوكسجين، وهو الأمر الذي تضاربت الأسباب الرسمية حوله.

الى ذلك، يشير الطبيب الاخصائي في مستشفى الصدر العامة بالعاصمة بغداد، زهير العبادي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “نقص الكوادر هو ما نعاني منه في أوقات انتشار فيروس كورونا، وهو ما حاولت وزارة الصحة تلافيه باعتماد مسألة تنسيب الأطباء بين المستشفيات”. 

ويضيف العبادي، أن “هذا الموضوع ليس بالجديد، حيث أن الكوادر الطبية مقارنة مع أعداد السكان قليلة جدا، بل حتى الدولة عندما تبني هياكل مستشفيات جديدة، فان السؤال يكون هو حول من سيغطي هذه المستشفيات من الكوادر”.

ويردف “لدينا نقص اختصاصات كثيرة وهو يعود الى سوء التوزيع، حيث تشهد بعض المستشفيات تكدسا للكوادر الطبية، فيما تعاني بعضها من نقص كبير، وهذا يعود أيضا الى استخدام الوسطات للانتقال بين المستشفيات”. 

وكانت وزارة الصحة أعلنت أواخر حزيران يونيو الماضي، عن عقدها اجتماعا مع ممثلي شركة فايزر بحضور مدير عام دائرة الصحة العامة رياض عبد الامير الحلفي ومعاون المدير العام لدائرة الصحة العامة والمعنيين من قسم التحصين، لمناقشة سبل التعاون مع الشركة لزيادة كميات اللقاح في عموم العراق ابتداءً من الشهر الحالي.

إقرأ أيضا