4 نكبات ضربت الناصرية في عامين وخلفت مئات الضحايا.. تعرف اليها (انفوغراف)

نكبة تلو أخرى تعيشها مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، حتى أضحت “أيقونة” للألم في…

نكبة تلو أخرى تعيشها مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، حتى أضحت “أيقونة” للألم في العراق، بعد 4 فواجع سقط فيها مئات الضحايا منذ نحو عامين، فباتت سرادق العزاء جزءا من واقعها المنهك والرث، رغم أنها كانت ولا زالت تعوم فوق بحر من الخيرات.

تحصي “العالم الجديد” النكبات التي عاشتها الناصرية منذ أواخر 2019 ولغاية الآن (تموز يوليو 2021)، سواء الصحية أو الأمنية، لاسيما وأن المحافظة شكلت أبرز نقطة في انتفاضة تشرين بعد العاصمة بغداد.    

مجزرة الزيتون

البداية من “مجزرة جسر الزيتون”، حيث عاشت الناصرية أقسى ليلتين بتاريخ 28– 30 تشرين الثاني نوفمبر 2019، إذ سقط خلالها 32 قتيلا و220 جريحا، وذلك في ذروة “انتفاضة تشرين”، حيث كان المتظاهرون يسيطرون على جسر الزيتون وسط الناصرية، بالاضافة الى الجسور والدوائر الاخرى.  

الحكاية تعود الى تكليف رئيس الحكومة السابق عادل عبدالمهدي، الفريق الركن جميل الشمري بترؤس خلية الأزمة في ذي قار، والذي تم اتهامه بتنفيذ المذبحة وفتح النار على المتظاهرين المعتصمين فوق الجسر، بهدف استعادة سيطرة القوات الامنية عليه.

 

مجزرة جسر الزيتون لم تفارق ذاكرة أهالي الناصرية، وبقيت جرحا لغاية اليوم، رغم سحب يد الشمري بعد الحادثة مباشرة من قبل رئيس الوزراء، الذي اتجه الى تشكيل قيادة عسكرية للمحافظة بعد سيطرة المتظاهرين على اغلب مفاصلها وحرق مقار الاحزاب فيها بالكامل.

وشهدت الناصرية أعنف موجات القمع خلال تظاهرات تشرين، وشهدت سيطرة المتظاهرين على الطرق والجسور وتمكنهم من شل حركة الدوائر وطرد الاحزاب منها، حيث سجلت بحسب احصائية نشرتها “العالم الجديد” في الذكرى الاولى لتظاهرات تشرين، أكبر عدد من حرق مقار الاحزاب، متجاوزة كافة المحافظات الاخرى التي شهدت ذات الافعال.

Image

نقص الأوكسجين

نكبة أخرى مرت بها المحافظة، وهذه المرة تعود الى أزمة الأوكسجين التي ضربت مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية، في شهر حزيران يونيو 2020، بعد تعطل معامل الاوكسجين الخاصة بها وعدم تفعليها لـ”اسباب مجهولة”، دفعت المواطنين الى الاعتماد على شراء الاوكسجين من السوق السوداء، والذي تنتجه معامل اهلية.

وكانت “العالم الجديد” في تقرير لها آنذاك، عن معامل الاوكسجين في ذي قار، قد كشفت عن امتلاك دائرة صحة المحافظة معملين اثنين خاصين بصناعة الأوكسجين السائل، الأول تابع لمستشفى الحسين التعليمي وهو معطل منذ سنوات لأسباب مجهولة، والثاني تابع لمستشفى بنت الهدى للولادة، وأن المعملين قادران على سد الحاجة المحلية من الأوكسجين دون الحاجة الى الشراء، بحسب مصادر طبية.

أزمة الاوكسجين أدت الى وفاة 18 مصابا بفيروس كورونا، كما وشهدت المستشفى في حينها انفلاتا امنيا كبيرا نتيجة لنقص الاوكسجين ودخول ذوي المصابين بحالة ذعر، استدعت ارسال فوجين عسكريين من بغداد للسيطرة على الاوضاع في المستشفى.

Image

ساحة الحبوبي

خلال استعداد المتظاهرين في الناصرية، لاحياء الذكرى الاولى لمجزرة جسر الزيتون، وبالتحديد ليلة 27 تشرين الثاني أكتوبر 2020، وعند تجمعهم في مركز التظاهر والاعتصام ساحة الحبوبي وسط الناصرية، شهدوا ليلة دامية أخرىن تضاف لسجل الليالي الدامية التي شهدتها المدينة.

إذ شهدت ساحة الحبوبي في تلك الليلة، مداهمة من قبل قوات تابعة لجهة متنفذة في الدولة، أقدمت على حرق خيام المعتصمين والدخول بمواجهة معهم، كانت بدايتها بالحجارة وثم تطورت الى اطلاق الرصاص الحي، ما ادى الى وفاة 9 متظاهرين واصابة 71 آخرين.

إن محاولة فض اعتصام ساحة الحبوبي، دفعت في حينها رئيس الحكومة الى اقالة المحافظ ناظم الوائلي وتكليف مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي بإدارة المحافظة عبر خلية أزمة، انتهت هي الاخرى بعد مرور شهرين الى فض ساحة الاعتصام وفتحها بعد سلسلة مواجهات ومفاوضات مع المتظاهرين.

Image

فاجعة مستشفى الحسين 

ليلة امس الاول الاثنين (12 تموز يوليو) أمست الناصرية على فاجعة كبرى، وهي الرابعة خلال منذ عام ونصف، تمثلت باحتراق مركز عزل مصابي فيروس كورونا في مستشفى الحسين التعليمي، ما ادى الى وفاة 92 شخصا واكثر من 50 مصابا.

هذا الحريق كان الأشد بين نكبات الناصرية، حيث تفحمت جثث المرضى الراقدين في مركز العزل، وبحسب الصور والفيديوات التي انتشرت عقب الحادثة، فأن بعض الجثث تحولت الى رماد وما بقي منها العظام فقط.

مركز العزل، افتتح قبل شهر من الان، وهو عبارة عن بناء جاهز “سندويش بنل” ودون ان يحتوي على نوافذ، وكان أشبه بالكرفان، فضلا عن ان باب الطوارئ من الجهة الاخرى فيه كانت مغلقة بالكامل، وبدأ الحريق بحسب شهود العيان من الباب الرئيسية للمركز، ما حاصر المرضى بداخله بعد ان لم يجدوا منفذا للخروج.  

عائلات كاملة ذهبت ضحية في هذا الحريق، حيث سقط فيه الأب مع الابناء او الأم مع ابنائها، خاصة وان هناك 6 اشخاص من عائلة واحدة فقدوا حياتهم جراء الحريق، نظرا لوجودهم في المركز بهدف العلاج من اصابتهم بكورونا.

Image

إقرأ أيضا