بعد فاجعة الناصرية.. الحكومة بين الإطاحة وهاجس الانتخابات وناشط يكشف معلومات جديدة

أكثر من 90 شخصا تفحموا، ولم يتبق من بعضهم سوى العظام، في حريق مركز عزل…

أكثر من 90 شخصا تفحموا، ولم يتبق من بعضهم سوى العظام، في حريق مركز عزل المصابين بفيروس كورونا، ما شكل صدمة لمدينة الناصرية والعالم على حد سواء، في حين رأى نواب ضرورة “الاطاحة” بالحكومة “المقصرة”، لكن نوابا آخرين أكدوا خطأ هذا الخيار لأنه سيعرقل الوصول الى الانتخابات، كونها الهدف الأساسي من وجودها. وبموازاة ذلك كشف ناشطون داخل المدينة عن إغلاق باب الطوارئ في المركز قبل ساعات من الحريق، على غير العادة، واصفين ما يجري بأنه “صراع سياسي“.

ويقول النائب كاطع الركابي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “هذه الفاجعة يفترض وبحسب القياسات الدولية والعالمية ان تطيح بحكومة مصطفى الكاظمي“.

ويضيف الركابي “لكن لا يوجد في هذا الوقت مقياس أخلاقي نتعامل به، بحيث تتم التضحية بين فترة وأخرى باكثر من 40 شخصا، والان فاجعة الناصرية تجاوزت أعداد ضحاياها الـ90 قتيلا إضافة الى المفقودين والجرحى”، مبينا “تم جمع عدد كبير من التواقيع خلال جلسة مجلس النواب يوم امس (الثلاثاء) لاستجواب الكاظمي“. 

ليلة امس الاول، التهمت النيران مركز العزل للمصابين بفيروس كورونا في مستشفى الحسين التعليمي بمدينة الناصرية، لتؤدي الى فاجعة كبرى، حيث أتت النيران على من في المركز، وهو عبارة عن كرفان مصنوع من “السندويش بنل” وهي مادة اسفنجية مضغوطة وجاهزة.

لغاية يوم امس، وبحسب وكالة الانباء الرسمية، فان 92 شخصا فقدوا حياتهم جراء الحريق، فضلا عن اصابة 50 آخرين، ووفقا لقوائم تسربت من دائرة صحة المثنى، إذ أن الاشخاص لقوا حتفهم جراء الاختناق والحروق التفحمية، كما ورد في القوائم.

وأظهرت العديد من الصور والفيديوهات، تفحم عشرات الاشخاص، وبعضهم لم يبق منه سوى العظام وتحولت الجثة الى رماد، ما حال دون التعرف على العديد من الجثث وبقيت مجهولة لغاية الان.

يشار الى ان مستشفى ابن الخطيب في بغداد، شهدت في نيسان أبريل الماضي، حريقا كبيرا أدى في حينها الى وفاة 82 شخصا واصابة 110، في حادثة أدت الى اقالة وزير الصحة حسن التميمي، دون تكليف اي بديل عنه لغاية الان.

وخلال الساعات الماضية، طالبت العديد من القوى السياسية والشعبية، بإقالة الحكومة، لانها فشلت في تأمين حياة المواطنين وتوفير المستلزمات الاساسية في المؤسسات الصحية.

الى ذلك، يبين النائب علي الحميداوي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الحادثة البشعة التي حصلت في مستشفى الحسين التعليمي في ذي قار لها اسبابها واهمها غياب الدولة“.

ويلفت الحميداوي، الى ان “الهم الحقيقي بالنسة لنا هو الوصول إلى 10 تشرين الأول، لإجراء الانتخابات المبكرة التي جاءت من اجلها الحكومة”، مضيفا أن “استجواب الكاظمي او اقالة حكومته غير صحيح، وإن تم اتخاذها فهي خطوة تهدف الى تأجيل إجراء الانتخابات في موعدها المحدد“.

وبحسب ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي، فان الكرفان الذي تعرض للاحتراق، افتتح قبل شهر من الان، برعاية حزب سياسي متنفذ، حيث أخذ على عاتقه نقل كرفان ووضع أساسه، وتركيب قطعه بالكامل.

ومما أطلعت عليه “العالم الجديد” فان الكرفان كان بلا نوافذ، ويضم بابين فقط، الأول هو الرئيس للدخول والخروج والآخر للطوارئ، ويقع في نهايته.

من جانبه، يلفت الناشط والمتظاهر من ذي قار، كرار الصريفي في حديث لـ”العالم الجديد”، الى أن “دوائر صحة ذي قار في المحافظة كلما تقوم بتغيير مدير يتدخل تحالف سياسي او النائب عنه لارجاعه“.

ويردف الصريفي، أن “اللجان التحقيقية لا تعطي النتائج المرجوة، وهي ضحك على العقول حيث منذ سنوات، وخلال الاحتجاج عام 2019 الى اليوم، لا توجد نتائج لأي تحقيق، بل هم يريدون تهدئة الشارع المحتج لا اكثر”، مضيفا “سننظم وقفة احتجاجية لاقالة مدير الصحة وترشيح مدير صحة مستقل لم يتسلم اي منصب سابق، وهناك آليات واجتماع مصغر للمحتجين الكبار اصحاب العقل الذين لا يدعون للفوضى وسيتم الاعلان عن مخرجات الاجتماع وبعدها ننطلق ونتوجه للاحتجاج“.

ويلفت الى أن “هذا الحريق مفتعل، حيث تم إغلاق باب مركز العزل قبل الحريق بساعات وبسلاسل واقفال كبيرة”، متسائلا “لماذا يتم الابقاء على باب واحد فقط، خرج منه أول عشرة مرضى كانوا قربه فقط، اما الباقون فبقوا داخل المركز وماتوا”، منوها “خصوصا وأننا نعمل في فرق تطوعية داخل المستشفى، وكنا نلاحظ أن هذا الباب لم يغلق طوال الفترة الماضية“.

ومن أهوال فاجعة الناصرية الاخيرة، وفاة أكثر من فرد ضمن عائلة واحدة، حيث الغالب كانوا مرافقين لابائهم أو أمهاتهم أو زوجاتهم، ومن أبرز الحالات، وفاة 6 اشخاص من عائلة واحدة تم تشييعهم في مشهد مؤثر انتشر بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة الى محاولة شقيقين دخلا المركز لانقاذ والدهم، لكنهم توفوا جميعها بعد فشلهم بالخروج منه.  

الى ذلك، يؤكد الناشط المدني من محافظة ذي قار، مرتضى الموسوي، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “ما يحصل في ذي قار وبغداد، وغيرها من المحافظات هي محاصصة واتفاق سياسي من اجل الحصول على المناصب“. 

ويبين الموسوي “بالإضافة إلى ما ذكر فهي ايضا معركة سياسية وارواح الناس والشباب في الاسواق والمستشفيات وغيرها هي الثمن”، مضيفا أن “اللجان منذ سنتين وهي على هذا الحال كعادتها لم تحقق أي شيء، ولم تكشف من هو المسبب في ظل كل هذه الكوارث“. 

وكانت مستشفى الحسين وهي أكبر مستشفيات مدينة الناصرية، قد شهدت في حزيران يونيو 2020 نقصا حادا في مادة الأوكسجين تسببت بوفاة 18 شخصا.

إقرأ أيضا