السفارة التركية في بغداد تصدر بيانا خاصا بمناسبة الذكرى السادسة للانقلاب الفاشل

بمناسبة الذكرى السادسة للانقلاب الفاشل في تركيا، خصت السفارة التركية في بغداد “العالم الجديد” ببيان للتعليق…

بمناسبة الذكرى السادسة للانقلاب الفاشل في تركيا، خصت السفارة التركية في بغداد “العالم الجديد” ببيان للتعليق على الحدث وأبعاده، وجاء تحت عنوان:

 

لماذا يجب علينا أن نكافح منظمة فتح الله غولن (فتو) الارهابية؟
 

يعرب المجتمع الدولي بكثرة عن ادانته للارهاب بجميع اشكاله ومظاهره وعن اصراره في محاربة الارهاب. وهذا موقف مناسب، لا سيما ان الارهاب لايزال يمثل تهديدا رئيسيا للأمن المشترك والازدهار والقيم وافاق المستقبل  المشرق للبشرية جمعاء.

 

شهدت ظاهرة الارهاب تحولا في السنوات الاخيرة. ففي هذه المرحلة توسعت اهداف ووسائل المنظمات الارهابية  واكتسبت عملياتها ابعاد جديدة، وتحاول المنظمات الارهابية التكيف مع التطورات الاجتماعية والاقتصادية والتكنلوجية والبئية الدولية التي تشهد تطورا سريعا، وان البعض من هذه الجماعات غير مرئية في الظاهر تختبئ خلف ادوات دعائية تم تصميمها بشكل خبيث.

 

وبسبب هذا الوضع يستوجب علينا مراجعة  استراتيجيتنا العالمية لمكافحة الارهاب، ومن اجل مكافحة الارهاب بشكل فعال هناك حاجة الى ارادة سياسية قوية يظهرها المجتمع الدولي بهذا الاتجاه والى وجهة نظر جديدة والى وعي ومفهوم شامل بخصوص جيل المنظمات الارهابية الجديد.

 

حان الوقت لكسر الصور النمطية من خلال مراجعة افتراضاتنا الراسخة في مواجهة تهديد الارهاب الجديد. ومكافحة تركيا  ضد المنظمة الارهابية الجديدة منظمة فتح الله الارهابية هو مثال بارز لهذا الامر.  

 

واجهت تركيا محاولة انقلاب وحشية من قبل منظمة فتو في 15 تموز 2016. حيث حاولت منظمة ﮜولن الارهابية وهي منظمة ارهابية سرية تسللت الى اجهزة الدولة الاطاحة بالديمقراطية والاطاحة بالحكومة المنتخبة بشكل ديمقراطي  عن طريق استخدام السلاح. في تلك الليلة المظلمة تسببت الاعمال الارهابية لمنظمة ﮜولن الارهابية في مقتل 251 واصابة اكثر من 2000 من مواطنينا. وتعرضت مؤسسات الدولة وفي مقدمتها مبنى برلماننا الذي يجسد الارادة الحرة للامة ورئاسة الجمهورية لهجمات عنيفة بالدبابات والطائرات العسكرية والمروحيات.

 

كيف يمكن لأعضاء منظمة فتو أن يكونوا بهذه القسوة على الأمة التركية في تلك الليلة؟ كيف أصبحوا معادين للحكومة المنتخبة والنظام الدستوري الشرعي؟ قد تحتوي الإجابات التي سنقدمها على هذه الأسئلة على تلميحات حول ظهور وهيكلة هذه المنظمة الخطيرة للغاية والتي تعمل بشكل فعال في بعض البلدان.  

 

خضع أعضاء هذه المنظمة الخبيثة للتربية الأيديولوجية ولغسيل الدماغ من خلال استغلال القيم القومية والمعنوية المقدسة في اماكن يطلق عليها تسمية مؤسسات تعليمية وهي على شكل مدارس او مراكز لغوية او اقسام داخلية في تركيا وفي بلدان مختلفة. حيث تم تشكيل نظرتهم حول العالم على اساس اسطورة ملفقة بنيت حول زعيم العصابة الارهابية فتح الله ولن والذي نصب نفسه بـ إمام الكون وهذا الامر يجعل الجميع يتقبل اومره على انها حقائق مطلقة ولايمكن التشكيك بها، وان كانت ضد القيم الديمقراطية وتنتهك حقوق الانسان.

 

قامت منظمة ولن الإرهابية بغسل أدمغة الشباب لضمان ولائهم الكامل لدرجة يصبحوا في نهاية المطاف منفصلين عن أصدقائهم وحتى عن عوائلهم.  في واقع الأمر، فإن الانقلابيين الذين ينتمون إلى منظمة فتو لم يترددوا في توجيه البنادق نحو زملائهم ورفاقهم في السلاح ليلة 15 تموز وذبحهم تماما مثل الروبوتات التي يتم التحكم فيها عن بعد.

الافراد المرتبطون بـ فتو ماهرون ايضا في اخفاء انفسهم من خلال ارتداء هويات مختلفة في المجتمع الذي يعيشون فيه. فهي منظمة استهدفت على وجه التحديد البيروقراطية المدنية والعسكرية والامنية. وهدفها النهائي من كل هذه الهيكلة هو الاستيلاء على مؤسسات الدولة.

 

تجربة تركيا قبل محاولة الانقلاب مليئة بألامثلة على الاساليب الغير قانونية التي يمكن ان تلجئ اليها منظمة ولن الارهابية لتعزيز اجندتها. وتشمل ابتزاز السياسيين والبيروقراطيين واللجوء الى عمليات احتيال وتلاعب واسعة النطاق في الامتحانات المركزية من اجل وضع اعضاءها في مؤسسات الدولة والقيام بإجراءات قضائية ضد خصومهم عن طريق اداعاءات من وحي الخيال، والاستفادة من وسائل الإعلام والأعمال التجارية والمدارس وشبكة المنظمات غيرالحكومية التي يمتلكوها.

 

الهدف الأول الواضح لـمنظمة فتو هو الجمهورية التركية. لهذا السبب، فأن هذه المنظمة منخرطة في نشاط دعائي أسود وممنهج يهدف إلى توجيه الرأي العام الدولي ضد تركيا. ومع ذلك، أود أن أشارككم هذه النصيحة الودية: سيكون من الخطأء الفادح الاعتقاد بأن فتو هو مجرد تهديد لتركيا. ليس هناك شك في أن التحقيقات القانونية التي سيتم إطلاقها في البلدان التي تتواجد فيها منظمة ولن الإرهابية ستكشف عن العديد من الأنشطة الغير قانونية لهذه المنظمة والتي تنتهك قوانين البلد الذي تتواجد فيه، بدء من الفساد المالي إلى الاحتيال في التأشيرات (الفيزا) وطلبات اللجوء. لقد حان الوقت لهذه البلدان ان تتخذ هذه الخطوة

 

على عكس مايزعم أعضاء المنظمة، فإن فتو ليس طرفًا في نزاع سياسي في تركيا، ولكنها شبكة إرهابية دموية واجرامية.  حيث ان جميع الاحزاب السياسية المنضوية في الحكومة واحزاب المعارضة الذين لهم تمثيل في مجلس الامة التركي الكبير بنظرون ان منظمة فتو بانها شبكة ارهابية واجرامية .

 

رسالتي صريحة علينا انت نتحرك بنفس الاصرار ضد جميع المنظمات الارهابية وليس فقط ضد فتو. ولايمكن المساومة على أولئك الذين يرتكبون أعمالا إرهابية كما هو الحال في منظمة فتو، يجب أن ندافع عن الديمقراطية والحريات، مع مراعاة الوجه الخفي للإرهاب. نحن مدينون بذلك لمواطنينا وضحايا الإرهاب والأجيال القادمة.

 

 

إقرأ أيضا