استهداف الرتل التركي في نينوى.. حزب كردي يتهم “الحشد” والأخير يطالبه بالأدلة

جاء استهداف رتل تركي بعبوة ناسفة في نينوى، محملا بالكثير من الاسئلة حول ما اذا…

جاء استهداف رتل تركي بعبوة ناسفة في نينوى، محملا بالكثير من الاسئلة حول ما اذا كان بداية لتكرار استهداف الارتال الامريكية في الوسط والجنوب، الأمر الذي دفع قياديا كرديا الى توجيه الاتهام علنا للفصائل المسلحة المنضوية في هيئة الحشد الشعبي وحزب العمال الكردستاني، لاستهداف “التقارب بين الاقليم وتركيا”، لكن قياديا في الحشد الشعبي بقضاء سنجار نفى تلك الاتهامات واعتبرها محاولة لـ”تشويه صورة الحشد”، مطالبا بـ”تقديم الأدلة“. 

ويقول القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد زنكنة في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “استهداف رتل للقوات التركي بعبوة ناسفة، مرتبط ببعض الميليشيات الولائية التي تعمل للصالح الايراني، حيث ان مصالحها مرتبطة بالاطراف التابعة لحزب العمال الكردستاني، بدليل ان هناك اطرافا تحت مسمى الحشد الايزيدي هي أصلا تابعة لحزب العمال وهم على ملاك وزارة الدفاع، وبهذا فان الحكومة الاتحادية بشكل او باخر متورطة بهذه العملية“.

ويضيف زنكنة، أن “كل هذه الاطراف مجتمعة هي المتهمة بكل تأكيد، لأن حكومة إقليم كردستان تؤكد على نقطتين مهمتين وهي عدم السماح باستهداف دول الجوار من داخل اراضي الاقليم، وثانيا عدم السماح للمساس بسيادة العراق، لكن الحكومة غير مهتمة بالسيادة، وهذه الاطراف هي من تستغل وتستبيح سيادة البلد“.

ويردف أن “القيام بهذه الأفعال هو لاستهداف التقارب التجاري والسياسي والاقتصادي بين اقليم كردستان وتركيا فقط، لأن هناك علاقات تكاتف ممتازة بين الطرفين”، مضيفا أن “هذه العمليات ستزيد الأزمة، حيث توجد قواعد تركية داخل العراق، وهذه الهجمات ستمنح الحجة لتركيا من أجل إنشاء المزيد من القواعد والتقدم نحو الأراضي العراقية“.

ويوم أمس السبت، استهدفت عبوة ناسفة رتلا عسكريا تركيا، في منطقة زيلكان بأطراف جبال ناحية بعشيقة في محافظة نينوى، ما أسفر عن إصابة جنديين تركيين وثالث من افراد قوات الاسايش الكردية، بالاضافة الى اضرار مادية بعجلات الرتل.

ويعد هذا الاستهداف هو الأول من نوعه ضد القوات التركية المتمركزة في إقليم كردستان وقرب نينوى، إذ غالبا ما تجري مواجهات بينها وبين عناصر من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كمنظمة ارهابية، وتكون المواجهات مباشرة.

ومنذ عام ونصف، بدأت الفصائل المسلحة في استخدام العبوات الناسفة لاستهداف ارتال التحالف الدولي في وسط وجنوب العراق، حتى باتت تنفذها بشكل شبه يومي في الآونة الأخيرة، وذلك بالاضافة الى استخدام صواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة في استهداف القواعد العسكرية للتحالف.

ومنذ مطلع العالم الحالي، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الانزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط امنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة الى اعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الاراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.

وردا على الاتهامات التي وجهها الحزب الديمقراطي الكردستاني، يوضح آمر تشكيلات الحشد الشعبي في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، محمود الاعرجي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الحشد الشعبي مؤسسة واضحة المعالم لها أهداف مرسومة وهي محاربة الارهاب الداعشي، والحشد لا يعطي اي اهتمام لهذه التصريحات السياسية، بل ينظر إلى التحديات الامنية القائمة، وخصوصا أن هناك حملات لحماية ابراج الطاقة، كما اننا نعمل بصمت بعيدا عن السياسة“.

ويلفت الأعرجي، الى أن “القوات التركية محتلة، دخلت لهذه المناطق دون أي مسوغ شرعي وقانوني، وهي قوات مسلحة وأية قوات تتواجد في بلد اخر، من دون أطر قانونية فبالتاكيد ستواجه ردات فعل شعبية، ونحن كحشد اذا تبنينا اي موضوع فاننا سنعلن ذلك بكل صراحة“. 

ويتابع “الحشد بكل افراده وقياداته منضبطون، وما يشاع هنا وهناك هو تسابق انتخابي قبل أوانه، وهذا الاستهداف هو لتشويه صورة الحشد والرجوع للتخندق الطائفي لكسب أصوات وغيرها، ولكن الحشد الشعبي يبقى واضحا، وهو بعيد عن هذه الامور ومن كان يملك ما يثبت كلامه فليقدم الأدلة“. 

وكان قضاء سنجار هو الهدف التركي المعلن، حيث يعتبر معقلا لعناصر حزب العمال الكردستاني، وهو ما دفع بالفصائل المسلحة العراقية لارسال ألوية عسكرية الى القضاء، وتمركزت فيه لصد اي عملية تركية محتملة داخل القضاء الذي يقع جنوب غربي نينوى ويعد موطنا لتواجد أبناء المكون الإيزيدي في العراق، والذي تعرض الى إبادة على يد تنظيم داعش في آب اغسطس 2014، حيث اختطف التنظيم الاف النساء والاطفال، فضلا عن قتل الاف آخرين، ومؤخرا تم الاعتراف بما تعرض له المكون كـ”إبادة جماعية”، في العديد من ابلدان العالم.

وبحسب بعض المصادر، فان لتركيا 27 قاعدة عسكرية بما فيها مراكز تدريب لجنود أتراك في إقليم كردستان العراق، بينما أقر رئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدرم في العام 2018، بوجود 11 قاعدة عسكرية، قائلا “قمنا بإنشاء 11 قاعدة عسكرية وضاعفنا عدد جنودنا وقواتنا في تلك القواعد لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني قبل التوغل إلى حدودنا“.

وتنتشر القواعد التركية في مناطق: بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية.

إقرأ أيضا