ديالى عطشى والجفاف يتمدد.. المفاوضات مؤجلة مع طهران لحين تشكيل حكومتها الجديدة

يهدد الجفاف الاراضي الزراعية في محافظة ديالى، ما يدفع العديد من المزارعين للعودة الى حفر…

يهدد الجفاف الاراضي الزراعية في محافظة ديالى، ما يدفع العديد من المزارعين للعودة الى حفر الابار الارتوازية، بسبب قطع ايران لمنابع الأنهر التي تغذي المحافظة، في وقت رهنت وزارة الموارد المائية المفاوضات مع الجانب الايراني بتشكيل الحكومة الايرانية الجديدة، لاقناعها بـ”تقاسم الضرر”، وليس تحميله العراق فقط، وسط تحذيرات من غياب الموسم الزراعي المقبل.

ويقول المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “هناك توجها سابقا بعدم الموافقة على زراعة المحاصيل الصيفية مثل الذرة والدخن وعباد الشمس، والاكتفاء بتأمين مياه الشرب وتأمين ري البساتين والخضر وهذا ما عملنا عليه“.

ويضيف ذياب، أن “السبب يكمن في أن العام الحالي كان جافا إضافة الى انحباس الأمطار في الربيع وعدم وجود واردات جيدة الى سد دربندخان وحمرين، حيث كان لكل هذه العوامل تأثير وانعكاس على الوضع في منطقة ديالى”، متابعا أن “محافظة ديالى تتغذى من سدين، وسد دربندخان بالذات يتغذى من نهر سيروان العابر من الجانب الايراني، وهذا شبه مقطوع حاليا ولا توجد فيه اي واردات“.

ويبين أن “الجفاف شمل كل المنطقة، ولكننا طلبنا تقاسم الضرر وأن لا يكون المتضرر هو العراق فقط”، مضيفا أن “هناك إجراء سريعا قامت به الوزارة من خلال تعزيز نهر الخريسات داخل بعقوبة من منطقة اسفل الخالص، التي تتغذى من دجلة لغرض تأمين مياه الشرب لحوالي 460 ألف نسمة في منطقة بعقوبة، وبالفعل تم تنفيذ هذا المشروع، والعمل جار على تطويره حاليا لايصاله الى محطة تصفية المياه الرئيسية في بعقوبة“.

ويشير الى ان “الوضع سوف يتغير في فصل الخريف بعد هطول الامطار وتغير درجة الحرارة وانخفاض نسبة التبخر”، منوها الى ان “موضوع الاتفاقية مع الجانب الايراني لا يزال معلقا، فقد كانت هناك رغبة في لقاء على مستوى فني بين الجانبين للتباحث حول هذا الموضوع، ولكنه لم يتم بسبب الانتخابات الايرانية، ونحن نأمل ان يتحقق اللقاء هذا في الاشهر المقبلة، بعد تشكيل الحكومة الايرانية الجديدة“.

يذكر أن إيران قطعت المياه المتدفقة إلى سد دربندخان بالكامل، مطلع ايار مايو الماضي، ما أدى لازمة كبيرة في حوض نهر ديالى الذي انخفضت مناسيبه بنسبة 75 بالمائة، وذلك بحسب تصريحات مسؤولين في المحافظة.

يشار الى أن وزير الموارد المائية، مهدي رشيد الحمداني، أعلن في شهر ايار مايو الماضي، بأن ندرة هطول الأمطار أدت إلى انخفاض تدفق نهري دجلة والفرات إلى 50 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن تحويل إيران لروافد نهر دجلة قد أدى أيضاً إلى تراجع التدفق إلى سد دربندخان في البلاد إلى 0 بالمائة.

من جانبه، يبين محمد السعدي، وهو صاحب احد البساتين في محافظة ديالى خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مناطق بعقوبة والمقدادية وحمرين تدهورت اوضاعها الزراعية كثيرا بسبب الجفاف الذي شمل الاراضي الزراعية والبساتين، حيث عدنا لحفر الابار الارتوازية“.

ويؤكد “قبل أيام تم حفر 65 بئرا في المقدادية وحمرين للحفاظ على المحاصيل الزراعية المختلفة، لكنها تاثرت كثيرا خلال العام الحالي بسبب الجفاف ما دفع المزارعين للخروج باحتجاجات”، مضيفا ان “نهر ديالى من جهة ايران تعرض للجفاف بشكل كامل، وهو القادم من ايران ويمر بحمرين“.

ويلفت قائلا “إذا بقي الوضع على ما هو عليه، فان الموسم المقبل لن يشهد اي زراعة بمحافظة ديالى“.

وكانت مديرية اعلام زراعة محافظة ديالى، أعلنت الشهر الماضي، أن نقص المياه تسبب بغياب الخطة الزراعية الصيفية لهذا العام، فمحاصيل الشلب والذرة الصفراء والقطن، من المحاصيل الصيفية لكن زراعتها ستغيب هذا العام، بسبب جفاف البحيرات، وفي حال بقي وضع المياه بديالى على ما هو عليه، فان الخطة الشتوية لا يمكنها أن تتم أيضا.

وبالاضافة الى ايران، يعاني العراق من قلة الاطلاقات المائية من الجانب التركي، ما أدى الى انخفاض مناسيب نهر دجلة بشكل كبير، في ظل عدم وجود اتفاقية مائية بين البلدين، وبحسب وزارة الموادر المائية، فانها اكدت لـ”العالم الجديد” مطلع الشهر الحالي، أن الوزير لم يزر تركيا، كما لا توجد هناك زيارة مرتقبة له، للتباحث بشأن المياه.

من جانبه، يقلل مدير زراعة محافظة ديالى محمد المندلاوي في حديث لـ”العالم الجديد”، من شأن أخبار الجفاف، مؤكدا أن “الوضع الحالي بالمحافظة بالنسبة للمياه، فانها متوفرة نسبيا ولا توجد أية إحصائية أو رأي يبين ان البساتين تعرضت للجفاف“.

ويضيف المندلاوي، أن “هناك قلقا وتخوفا من الموسم الشتوي المقبل، في حال عدم سقوط الامطار وانقطاع ايرادات المياه من ايران”، متابعا “يوجد لدى وزارة الموارد المائية ايرادات مائية، كما يوجد لدينا خزين في سد دربندخان، ولكن الوزارة لا تريد اطلاقه إلا للضرورة المطلقة مثلا عند جفاف جميع البحيرات في محافظة ديالى، ففي ذلك الوقت سيتم اطلاق ذلك المنسوب“.

وكان مؤشر الاجهاد المائي توقع أن يكون العراق أرضاً بلا أنهار، بحدود 2040، وأن ملامح الجفاف الشديد ستكون واضحة جداً في عموم العراق عند العام 2025، مع جفاف كُلي لنهر الفرات باتجاه الجنوب، وتحول دجلة إلى مجرد مجرى مائي صغير محدود الموارد.

إقرأ أيضا