قطاع السياحة ينتعش.. مليونان يدخلون كردستان وشركات السفر تشهد زخما للحجوزات الخارجية

بعد عودة الانفتاح التدريجي في بعض البلدان المجاورة عقب إغلاق امتد لأكثر من عام بسبب…

بعد عودة الانفتاح التدريجي في بعض البلدان المجاورة عقب إغلاق امتد لأكثر من عام بسبب انتشار جائحة كورونا، ارتفعت وتيرة سفر السواح العراقيين، في ظل فصل الصيف، فتنوعت وجهاتهم بين إقليم كردستان وبين دول إقليمية كلبنان وتركيا، لكن بحسب شركات السفر فان نسبة توجه العراقيين الى الخارج باتت تشكل نحو 70 بالمائة، في حين كشفت هيئة السياحة داخل الإقليم بأنها استقبلت أكثر من مليوني سائح منذ بدء العام الحالي.

ويقول علي عماد، صاحب شركة سياحة وسفر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الاقبال علينا من محافظات جنوب ووسط العراق، إضافة الى العاصمة بغداد، واغلب الرحلات هي إلى بيروت واسطنبول حيث الزخم على هذه المدن كبير جدا”.

ويضيف عماد، أن “نسبة إقبال المواطنين الى خارج العراق تصل لـ90 بالمائة، مقارنة بـ10 بالمائة نحو إقليم كردستان”، موضحا ان “اغلب الذين يحجزون رحلات للاقليم هم من العوائل”.    

ويؤكد أن “نسبة السياحة هذه السنة مرتفعة عن العام السابق الذي ظهر فيه فيروس كورونا، واغلقت فيه العديد من الدول مطاراتها”.

وشهد اقليم كردستان، بالاضافة الى لبنان وتركيا، إقبالا كبيرا من قبل العراقيين خلال الفترة القليلة الماضية، ففي الاقليم وقفت العجلات بطوابير طويلة في مداخل المدن، واغلبها تحمل سواحا من بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية، بالاضافة الى ان مطار العاصمة اللبنانية بيروت شهد هو الاخر زخما كبيرا من السواح العراقيين، وآخرها ما أثير من إشكال بين ضابط جوازات لبناني ومسافر عراقي، ما دفع الامن العام اللبناني الى تقديم تسهيلات اكبر وفتح ممر خاص للمواطنين العراقيين.

وفي تركيا، شهدت مدينة اسطنبول وطرابزون في الشمال التركي، زخما كبيرا من قبل السواح العراقيين، الذين وصلوا عبر المجاميع السياحية او على حسابهم الشخصي، وبحسب بعض وسائل الاعلام التركية، فان 10 ملايين سائح دخول البلد خلال الفترة الماضية ومن جميع الجنسيات، دون ان يحددوا اعداد كل بلد.

ومضى عام 2020، دون اي حركة سياحية في ظل الاغلاق الذي شل اغلب دول العالم بسبب تفشي فيروس كورونا، وعاد الانفتاح بصورة تدريجية خلال الاشهر الماضية، بعد اعتماد اللقاحات للفيروس، وبدء اغلب الدول بتطبيقها على المواطنين.  

من جانبه، يبين مدير التنسيق السياحي، بهيئة السياحة في إقليم كردستان مصطفى سيروان في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هذا العيد مقارنة بفترة كورونا، شهد ارتفاعا كبيرا في اعداد السواح من باقي محافظات العراق، خاصة وأن درجات الحرارة مرتفعة هناك ويلجأ خلالها المواطنون إلى المصايف في الإقليم”.

ويلفت الى أن “عدد السياح زاد الان، حيث أغلقت معظم الدول مع انتشار فيروس كورونا مجددا بنسبة كبيرة، وهو ما يجعل المواطنين يفكرون بقضاء اوقات راحتهم في إقليم كردستان، وهذه الزيادة ليست في العيد فقط، بل ايضا شهد الاقليم قبل ذلك موجات من السفر اليها عبر الكروبات السياحية”.

ويردف أن “الاقليم سجل هذه السنة أعلى نسبة اقبال اليه مقارنة بالعام الماضي، فقد تجاوزت أعداد السواح مليوني شخص حتى الآن”، لافتا الى أن “أكبر رقم وصل اليه سواح الإقليم خلال الأعوام الماضية هو 3 ملايين سائح، فيما نطمح لزيادته إلى 4 ملايين سائح في السنة”.

ويعد اقليم كردستان، من اهم المناطق السياحية في العراق، ويتجه لمدنه أغلب العراقيين سواء في المناسبات والعطل الرسمية او ايام الصيف، هربا من ارتفاع درجات الحرارة في الوسط والجنوب، ولتوفر مدن الاقليم على مناطق سياحية طبيعية، منها الشلالات والجبال والمساحات الخضراء الواسعة، وغالبا ما تكون اسعار السفر للأقليم أرخص مقارنة بالسفر لخارج العراق.

وقبل ايام، بلغت اسعار السفر للاقليم 175 الف دينار (نحو 125 دولارا) للشخص الواحد في المجموعات السياحية، والتي غالبا ما تكون مدة السفرة 5 ايام الى أسبوع، في زيادة نسبية عن الأسابيع الماضية بسبب اشتداد موجة الحر بالتزامن مع عطلة عيد الأضحى، وهي أرخص بكثير من السياحة في تركيا او لبنان او مصر.

الى ذلك، يلفت مصطفى محمد، وهو صاحب شركة سفر وسياحة في حديث لـ”العالم الجديد”، الى أن “اغلبية المسافرين يتوجهون إلى بيروت، بسبب انهيار العملية اللبنانية، حيث ان الـ100 دولار اقتربت من مستويات خيالية، وبالتالي فان 200 دولار باتت كافية لقضاء فترة طويلة مع وسائل الترفيه في لبنان”.

ويضيف محمد، أن “نسبة السفر حاليا الى خارج العراق تصل لـ70 بالمائة، و30 بالمائة يذهبون الى كردستان، بعد ان كانت العام الماضي بصورة عكسية”، متابعا أن “سبب الاقبال على الخارج هو البحث عن التجديد، حيث أن اغلب العوائل هي بالاساس قد ذهبت في السنوات الماضية إلى الاقليم، إضافة الى ان أسعار السفرات خارج العراق يمكن ان تكون ارخص من الإقليم”.  

يشار الى ان العراقيين، وبعد عام 2003، توجهوا الى السفر لخارج العراق بعد الانفتاح الذي شهده البلد على الجوار ورفع القيود عن استخراج جواز السفر، وعودة الطيران ليغطي اغلب بلدان العالم ورخض ثمنه، الذي يعد مناسبا للمواطن العراقي، حيث تبلغ تكلفة السفرة طيلة اسبوع نحو 600 دولار كمتوسط سعر.

إقرأ أيضا