لقاحات كورونا بالعراق.. فايزر اكتشفت انقطاع الكهرباء عبر GPS والصحة: لدينا بدائل

تخزين لقاحات كورونا في العراق، أزمة صحية جديدة تضاف لسلسلة الأزمات، ففي الوقت الذي أكد…

تخزين لقاحات كورونا في العراق، أزمة صحية جديدة تضاف لسلسلة الأزمات، ففي الوقت الذي أكد فيه طبيب اكتشاف شركة فايزر انطفاء برادات حفظ اللقاح في العراق لكونها مرتبطة بها عبر الاقمار الصناعية، ما دعاها الى سحب الوجبة بالكامل وإرسال أخرى بديلة، أكدت وزارة الصحة أنها تملك البدائل في الحالات الطارئة، إلا أن طبيبا آخر أوضح أن اللقاح لا يفقد سوى 5 بالمائة من فاعليته في حال ارتفعت درجات الحرارة.

ويقول زهير العبودي، الطبيب بمستشفى الصدر في العاصمة بغداد خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “هناك حادثة حصلت مؤخرا، وهي انطفاء الثلاجات الرئيسة نتيجة لسوء الكهرباء، ومن انتبه لهذا الموضوع هي شركة فايزر ذاتها، كونها تتابع خزن اللقاحات، وأن البرادات الحافظة له مرتبطة بالـ(GPS) مع الشركة، فانتبهت الى أن وجبة كاملة من اللقاحات حصلت فيها مشكلة، ما اضطرهم إلى اعادتها والإتيان بواحدة غيرها”.

ويضيف العبودي، أن “لقاح فايزر يمكن وضعه خارج البرادات لمدة 12 ساعة بعد حله، ولكن المشكلة الرئيسة تكمن في التخزين، خاصة عندما تكون كميات كبيرة حيث هذه تتطلب درجات حرارة ثابتة”، مبينا أن “المعضلة الاساسية لا ترتبط بفترة إعطاء اللقاح، وانما عند نقله وتخزينه، حيث يمكن أن يتعرض لدرجة حرارة مرتفعة أو تطول فترة نقله”.     

وخلال أزمة انقطاع الكهرباء في العراق لاكثر من يومين، مطلع الشهر الحالي، جرى الحديث عن تأثر لقاحات كورونا نتيجة انقطاع الكهرباء عن البرادات الخاصة بها، وهو ما نفته وزارة الصحة في حينها، واكد عدم تأثر اللقاح بازمة الكهرباء.

وفي الآونة الأخيرة، كشف العديد من المواطنين عن اصابتهم بفيروس كورونا بعد تلقي اللقاح، إذ يروي طالب حميد الرجل الستيني في حديث لـ”العالم الجديد”، تجربته مع فيروس كورونا الذي أصيب به “على الرغم من أخذ لقاح فايزر”.

ويقول حميد بالقول “كان الفيروس شديدا جدا، حتى أني اقتربت من الموت، وحين جيء بي الى المستشفى اكتشفت أن نسبة التخثر في الدم وصلت الى 1700 في حين يكون الطبيعي 400 فقط، الأمر الذي اضطر الطبيب الى إسعافي”.

ويوضح “سألت الطبيب عن سبب إصابتي رغم تلقي اللقاح، فأجاب بأن اللقاح لا يمنع الاصابة لكنه يمنع الموت، وأكد لي بأني لو لم اخذ اللقاح لكنت قد توفيت”.

ومؤخرا ارتفعت الاصابات في العراق لاكثر من 9 الاف اصابة يومية بفيروس كورونا، في وقت لا تزال نسبة متلقي اللقاح متدنية مقارنة بعدد نفوس البلد، حيث تجاوز المليون بقليل قبل ايام مقارنة بـ40 مليون نسمة عدد السكان.

وكانت أنباء وردت الى “العالم الجديد”، حول ذهاب عدد من المواطنين لمركز صحي في ذي قار لتلقي اللقاح، لكن ادارة المركز أبلغتهم ان اللقاح “متجمد” وطالبتهم بالانتظار لنحو ساعة حتى يتمكنوا من “حل” اللقاح.

الى ذلك، تبين عضو الفريق الطبي الاعلامي لوزارة الصحة ربى فلاح حسن في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “اللقاحات محفوظة باماكن خاصة، وحتى في حال انقطاع التيار الكهربائي فانها لن تتأثر لان الوزارة جهزت البدائل لتعويض الطاقة”.

وتشير حسن، الى أن “اللقاحات تخزن في ثلاجات خاصة ومعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وجميع اللقاحات الموجودة في المراكز الصحية مجهزة ببدائل في حال انقطاع الكهرباء”، متابعة “لا علم لدينا بما حصل في محافظة ذي قار من تجمد بعض اللقاحات، ولكن بصورة عامة فان جميعها مؤمنة، ولم يحصل لدينا اي تلف، كما ان درجات الحرارة والثلاجات جميعها خاصة بهذه اللقاحات”.

يذكر أن العراق بدأ التطعيم بلقاح كورونا في شهر اذار مارس الماضي، بعد وصول 50 الف جرعة من اللقاح الصيني “سينوفارم”، في ظل توقيع اتفاقيات لشراء ملايين الجرعات من اللقاحات الأخرى، التي وصلت في وقت سابق، لكن أعداد الملقحين لم يتخطوا مليون شخص من أصل 40 مليون نسمة يمثلون نفوس البلد، حتى الآن.

ويعاني الواقع الصحي في العراق من مشاكل عديدة، بداية من تقادم المستشفيات وعدم تأهيلها، إضافة الى الاهمال في الجوانب الخدمية والسلامة وعدم توفر الأدوية، وكانت آخر فاجعة في العراق، هي الحريق الذي اندلع في مستشفى ابن الخطيب الخاص بمرضى كورونا وسط العاصمة بغداد، بسبب انفجار قنينة أوكسجين، وهو الأمر الذي تضاربت الأسباب الرسمية حوله، ومن ثم الحريق الاخر الذي أتى على مركز عزل مصابي فيروس كورونا في مستشفى الحسين التعليمي بذي قار، وأدى لوفاة اكثر من 60 شخصا بحسب الاعلان الرسمي، فضلا عن تفحم العديد من الجثث ما حال دون التعرف عليها.

من جانبه، يلفت الطبيب حسين جاسم، العامل في إحدى مستشفيات واسط خلال حديث لـ”العالم الجديد”، الى أن “درجة حرارة حفظ اللقاح هي من 2- 8 تحت الصفر، كما توجد صناديق ثلج تستخدم لحفظ اللقاحات، وهي موجودة في كل المراكز الصحية، ولكن في حال عدم وجود ذلك، فان اللقاح سيكون مضرا وغير مفيد”.

ويردف أن “هناك نوعين من اللقاحات، الأول مضاعف، أي يعمل على مضاعفة الفيروس ويكون غير مؤثر على جسم الانسان، وهو يساعد على اكتساب المناعة، وهذا النوع يتفاعل حتى اذا كانت درجة الحرارة عالية ويعود بعدها للعمل بشكل طبيعي”، متابعا “وهناك لقاح يعتمد الفيروسات الميتة، وهذا لا يتأثر بدرجات الحرارة، ومع كل هذه الاحتمالات فان تلف اللقاح قائم وعندها لن تكون له أية فائدة تذكر”.

ويوضح “حتى في حال ارتفاع درجات الحرارة، فان اللقاح لا يتلف بشكل سريع، ولكن تقل من فعاليته بشكل تدريجي ما نسبته 5 بالمائة”.

وشهد العراق في الفترة الاخيرة، ظهور العديد من الاطباء وبعض الشخصيات الاخرى، التي عمدت الى الادعاء بعلاج المصابين من فيروس كورونا، بطرق عديدة، ومنها ما اتبعه طبيب يدعى حامد اللامي، من وصفات غير معترف بها دوليا، وادعائه بانه يعالج المصابين خلال 3 ايام، حيث اعتقلته قوة امنية في منتصف ايار مايو الماضي، من داخل عيادته في منطقة الصالحية وسط العاصمة بغداد، عقب يوم واحد من قرار نقابة الأطباء العراقيين بفصله.

إقرأ أيضا