خلاف الحلبوسي والخنجر.. مصالح “ضيقة” وتأثير مباشر على الناخبين “السنة”

تفجرت الخلافات بين زعماء القوى السياسية السنية في الساعات الماضية، حيث بلغت ذروتها عبر تبادل…

تفجرت الخلافات بين زعماء القوى السياسية السنية في الساعات الماضية، حيث بلغت ذروتها عبر تبادل “رسائل نصية” بين أبرز طرفين فيها “الحلبوسي” و”الخنجر”، الأمر الذي عده نواب حاليون وسابقون من نفس المكون، بأنه سيؤثر بشكل مباشر على نتائج الانتخابات وسيشتت أصوات الناخبين، فضلا عن وصفهم لما يجري بـ”صراع المصالح الضيقة”.

ويقول محمد نوري العبدربه النائب عن تحالف العزم الذي يتزعمه الخنجر، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الخلافات السياسية بين أطراف المكون السني، فانها تؤثر على العملية الانتخابية ونتائجها وتدخل ضمن المنافسة السياسية، وقد تتسبب هذه الأفعال بتشتيت أصوات الناخبين ضمن الدوائر الانتخابية التي تضم مرشحي هذه القوى المتخاصمة”.

ويلفت العبدربه، الى أن “ما يجري في جرف الصخر هو عودة تدريجية لعوائلها بعد أن يتم تدقيقهم أمنيا”، متابعا “حيث تمت إعادة وجهاء المناطق هناك بشكل عام، وتشمل العودة ايضا الجميع باستثناء عوائل داعش، وتم الاتفاق على استمرار عمليات التدقيق لعودة باقي العوائل تدريجياً”.  

وليلة أمس الأول الجمعة، تفجر الخلاف بين رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وزعيم تحالف العزم خميس الخنجر، عقب الاعلان عن عودة أول وجبة من العوائل لجرف الصخر بمحافظة بابل، وهي المدينة التي منع الدخول لها بعد تحريرها من سيطرة داعش، وبحسب الانباء الكثيرة التي وردت عنها، فانها خضعت لسيطرة الفصائل المسلحة. 

وجاءت عودة أول وجبة من العوائل، بناء على مساع أعلن عنها الخنجر لعودة أهالي المدينة لها، وبحسب كلامه فانه طلب من وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال زيارته الاخيرة الى بغداد، إنهاء ملف جرف الصخر وإعادة سكانها الذين يعيشون في مدن اخرى، ولحقها ايضا بتغريدة اكد فيها ان سيتم اجراء صلاة عيد الاضحى في المدينة.

وكانت بداية الخلاف بين الحلبوسي والخنجر، عبر رسالة أرسلها الحلبوسي عبر تطبيق الواتس آب الى الخنجر، ومفادها بحسب الرسالة التي انتشرت في مجموعات التطبيق “لن نسمح لك بالتنازل عن الاراضي، حاولت مرارا وتكرارا ان اغلب المصلحة الوطنية و قضية اهلنا السنة عن الخلافات وصغائر الامور التي لا تجدي نفعا، وحاولت ان اصدقك اكثر من مرة واغض النظر عن نباح كلابك ومغامراتك باهلنا عسى ولعل ان ينصلح حالك، قررت ولست مترددا ان اتصدى لك ولمؤامراتك الرخيصة ولن اسمح لك ببيع مواقف لاعداء الوطن والدين، وتاكد بانك لو ملكت مال قارون ستبقى تابعا ذليلا صغيرا وساعيدك باذن الله الى حجمك الذي تستحقه يا (بوي) وهو افضل وصف الذي وصفك به البشير”.

وسرعان ما جاء الرد من الخنجر، برسالة عبر التطبيق ايضا “لست بحجمك ووزنك حتى استخدم نفس الالفاظ التي لا ادري كيف واين تعلمتها!، لكني اعدك انني سأبقى مدافعا عن حقوق اهلي التي ضيعتها خوفا على منصبك الذي اورثك ذلاً يسمح لك بالتطاول على شركائك في المكون فقط! بينما لم نسمع لك الا الخنوع والتصفيق امام الآخرين!، ارجو ان تتذكر دائما انني انا الذي اوصلك الى مكانك الزائل وانا بقوة الله من سيعيدك الى حجمك الصغير الذي يليق بك كمترجم ودليل للاجنبي على بلدك واهلك، اشفق عليك في هذه الليلة المباركة وانت تسمع اخبارنا في جرف الصخر وغيرها، وسوف ترى”.

الى ذلك، تقول النائب السابق جميلة العبيدي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “بداية الخلافات كانت بين المكونات (شيعية سنية وكردية)، لكن الخلاف أصبح داخل المكون المذهبي الواحد، وهنا نتساءل لماذا الخلافات اذا كان الوطن هو الهدف؟”.

وتضيف العبيدي، أن “هذه الخلافات تبرز لاجل المصالح، وبالتالي فان الخلافات داخل المكون السني، والتي تتمحور حول المصالح الضيقة، ستكون ذات تاثير مباشر على نتائج الانتخابات”، معبرة عن أسفها لـ”هذه الخلافات بين القيادات، بدلا من أن يتعاونوا لجلب حقوق أهلهم”.

وتشهد القوى السنية، صراعا كبيرا بين ابرز تحالفين الاول بقيادة السياسي خميس الخنجر والاخر بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وفي كلا التحالفين تعصف بين فترة واخرى الانشقاقات والانسحابات، فضلا عن “جلسات الصلح”، وآخرها عودة العلاقة بشكل طبيعي بين الحلبوسي وبين احمد الجبوري (ابو مازن) الذي سبق وان استبعدت من الانتخابات بناء على قرار قضائي، لكنه عاد الى المشاركة فيها عبر قرار قضائي ايضا، في ذات اليوم الذي “تصالح” فيه مع الحلبوسي.

وكانت القوى السنية قد شكلت تحالفا بعد انتخابات عام 2018، تحت عنوان “المحور” الذي سرعان ما تعرض لانشقاقات عديدة أدت الى ظهور تكتلات نيابية جديدة، بعد موجة خلافات بين قادته.

إقرأ أيضا