الإيزيديون في الذكرى السابعة للإبادة.. خيبة أمل!

سبع سنوات مرت على أقسى إبادة تعرض لها الإيزيديون في العراق، إذ لا زال أبناء…

سبع سنوات مرت على أقسى إبادة تعرض لها الإيزيديون في العراق، إذ لا زال أبناء المكون الأصيل يعانون من إهمال حكومي طويل، ومناطقهم لا زالت مدمرة، بل إنها أصبحت ساحة لصراع إقليمي ودولي، جعلهم يشعرون بـ”خيبة أمل”.

ويقول سكرتير المكتب السياسي لحزب التقدم الإيزيدي سعيد بطوش في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “معاناة المكون الإيزيدي مستمرة لغاية الان، ونحن على ابواب الذكرى السابعة من الابادة الايزيدية، فمناطقنا ما تزال تشهد حتى هذه اللحظة صراعات دولية وداخلية واقليمية، ما يعني أن الابادة لا تزال مستمرة بحقنا”.

ويضيف بطوش “75 بالمائة من شعبنا لا يزال بين مهجرين أو لاجئين خارج الوطن، كما ان الحكومة العراقية لم تقدم أي شيء ضمن قانون الناجيات، الذي لم يطبق رغم تصويت البرلمان عليه”، مبينا أن “الوفود الحكومية التي زارت المناطق الايزيدية، كانت سياسية وليست لتقديم المساعدة، بل حتى محافظ نينوى يتعامل مع مدننا كملف سياسي، وليس كقضاء تابع للمحافظة”.

ويشير الى أن “ما جرى هو خيبة أمل لشعبنا ومستقبل مجهول بشأن الرجوع إلى مناطقهم”، لافتا الى أن “90 بالمائة من الإيزيديين يفكرون بالهجرة”.

وقد تعرض المكون الايزيدي في سنجار غربي نينوى، في 3 آب أغسطس 2014 الى اجتياح من قبل تنظيم داعش الذي قام بتنفيذ إبادة جماعية تمثلت بقتل الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن والشباب من خلال عمليات إعدام جماعية، فضلا عن سبي (خطف) النساء والفتيات والأطفال.

يشار الى ان فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة، أعلن في 10 ايار مايو الماضي، وفي احاطة له حول اجتياح داعش للعراق، إنه وجد “أدلة واضحة ومقنعة على أن الجرائم بحق الايزيديين تمثل بوضوح إبادة جماعية”، ونجح الفريق أيضاً في تحديد 1444 من الجناة المحتمل تورطهم في جريمة الإبادة الجماعية بحق المجتمع الايزيدي.

ومنذ سنوات حاولت الحكومة الاتحادية، البدء ببرنامج لإعادة النازحين الإيزديين الى مدينة سنجار وإغلاق مخيمات النزوح، وفتحت باب العودة الطوعية، لكن المقومات والبنى التحتية لم تكن متوفرة في المدينة، خاصة بعد دخولها في الصراع الدائر بين اطراف عدة، داخلية وخارجية، إذ وقعت الحكومة الاتحادية في التاسع من تشرين الاول اكتوبر الماضي، مع حكومة اقليم كردستان اتفاقا وصف بـ”التاريخي” حول سنجار، تضمن اخراج كافة الفصائل وعناصر حزب العمال الكردستاني منه، واخضاعه لسيطرة القوات الامنية الاتحادية، لكن هذا الاتفاق لم يطبق على ارض الواقع بسبب فشل بغداد واربيل في تنفيذه بذريعة التحديات التي واجهتهما على ارض الواقع.

ويبين الناشط الإيزيدي سيدو الأحمدي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “ما جرى لم يحدث بالتاريخ الحديث، فهو من ابشع الجرائم التي حصلت لهذا المكون، ولغاية الان لم تنصف الحكومة الإيزديين، ولم تقم بواجبها تجاههم ولا توجد خطوات ايجابية لبناء الثقة وإعادة النارحين إلى ديارهم، ولا توجد استراتيجية تعيد الامل للاهالي”.

ويتابع “يوما بعد يوم تزداد الهجرة وتزاد قلة ثقة ابناء المكون الايزيدي بالحكومة والوطن، ولا زال الآلاف مغيبين ومهجرين في وطنهم بمخيمات النزوح، كما ان البنى التحتية مدمرة والخدمات معدومة ولا يوجد اي اعمار او مشاريع خدمية لاهالي المنطقة، ولا حتى فرص، فدور الحكومة هزيل جدا”.     

 

ويلفت “من المفترض أن يكون هذا التاريخ عطلة رسمية في البلد، ولكن لا يوجد اهتمام بهذه الذكرى”، مضيفا “أما بالنسبة لقانون الناجيات الايزيديات، فهو لم يفعل لغاية الان، وحتى ان فعل وفتح ملف الناجيات، فهناك جهات داخلية تسيطر عليه وتجعل من هذه القوانين سياسية”. 

وكان مكتب انقاذ المختطفين الايزيديين، نشر أمس الاول الأحد، إحصائية جديدة بشأن عدد الإيزديين المختطفين والنازحين والذين قتلوا على يد داعش منذ اب أغسطس 2014، وجاءت كالتالي: كان عدد الايزيديين في العراق نحو 550 ألف نسمة، عدد النازحين منهم بعد 2014 360 ألف شخص، وعدد العائدين الى سنجار بعد التحرير 150 ألف شخص، فيما قتل 1293 خلال الايام الاولى لدخول داعش.

وشملت الاحصائية ايضا: عدد الذين هاجروا الى خارج البلد يقدر بـ100 ألف شخص، فيما بلغ عدد المختطفين 6417 شخص، وبلغ عدد الناجين والناجيات 3550 شخصا. 

من جانبه، يشير الباحث في الأديان سعد سلوم خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “من المهم التوقف عن النظر إلى الإيزيديين بوصفهم ضحايا سلبيين، وأن نستعيد اكتشاف إنسانيتهم المفقودة”.

ويتابع “على حكومة مصطفى الكاظمي أن تدرك القيم المحتملة لعملية تخليد هذه الذكرى في سياق جديد، إذ بالتفكير المؤسسي وبالشراكة مع الجيل الجديد من الشباب الإيزيدي ومن كافة مكونات المجتمع، يمكن أن يؤدي تخليدُ الذكرى إلى خلق فضاءات مدنية لمناقشة الماضي وتطوير رموز قوية تجعل من الذكرى عامل وحدة وإجماع وتعزز احترام الذات العراقية وكرامتها والمساعدة على شفاء الجروح واحتواء العداوات التي تهدد المستقبل”.

وينوه الى أنه “يمكن للذكرى أن تمثل الوجه الآخر الأكثر إيجابية وإشراقًا من التقاليد والعادات والثقافة الإيزيدية التي تعود جذورها لحضارات العراق القديمة، ولا تقدم صورة سلبية عن المجتمع الإيزيدي بوصفه ضحية فحسب”، مضيفا ان “تذكّر الإبادة الجماعية على نحو خلاق، يتطلب تحرير الحدث من كونه مناسبة حزن عميق وإعادة إنتاجه بوصفه محفزا إلى نقاش مجتمعي واسع ودائم، بشأن التعلم من دروس الماضي”.     

 

وكان مجلس النواب قد صوت على قانون الناجيات الايزيديات في الاول من اذار مارس الماضي، واصبح نافذا بعد مصادقة رئيس الجمهورية في الثامن من ذات الشهر، ومن المفترض ان يقدم القانون الدعم الكامل للناجيات، فضلا عن البحث عن المختطفات.

وفي شهر ايار مايو الماضي، أطلق ناشطون إيزيديون حملة لحث الحكومة على البحث عن المختطفات الايزيديات وتحريرهن، فضلا عن تأخر تطبيق قانون الناجيات على أرض الواقع، تحت وسم “انقذوا الايزيديات المختطفات”.

إقرأ أيضا