أعداد الصابئة في كردستان تتخطى موطنها الأصلي.. ورئيس الطائفة: نسعى لإدراجها بدستور الاقليم

بعد تعرض الصابئة المندائيين لأكبر هجرة داخلية وخارجية في تاريخهم الممتد الى آلاف السنين، كأحد…

بعد تعرض الصابئة المندائيين لأكبر هجرة داخلية وخارجية في تاريخهم الممتد الى آلاف السنين، كأحد أبرز المكونات الاجتماعية في جنوب العراق، برزت مفارقة بتخطي أعدادهم في إقليم كردستان الذي لم يسبق أن سكنوا فيه قبل 2003 أعداد بعض مدنهم الأصلية في الجنوب كـ”العمارة”، ما جعل زعماء الطائفة يسعون لإدراج الديانة ضمن دستور الإقليم المزمع تشريعه قريبا، للحصول على حقوقهم المعنوية والثقافية، مستبعدين فكرة إنشاء منطقة خاصة بهم، كونها “دعاية انتخابية”.

ويقول رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم الشيخ ستار جبار الحلو خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الصابئة المندائيين متواجدون في كل محافظات العراق، وزادت الهجرة الى خارج البلد بعد عام 2003”.

ويضيف الحلو، أن “موضوع الهجرة أو النزوح بكل تاكيد يؤثر على التواجد القديم لطائفتنا في جنوب البلد”، مبينا “لدينا العديد من أبناء الصابئة يسكنون الان في اربيل ولدينا معبد هناك لممارسة الطقوس الدينية”.

وحول دعوة النائب عن المكون الصابئي نوفل الناشي، بجمع أبناء الديانة في اقليم كردستان بدلا من الهجرة للخارج، يوضح الحلو “لدينا نقاشات عديدة مع برلمان وحكومة الاقليم، من أجل إدراج اسم الصابئة المندائيين في دستور إقليم كردستان أسوةً بالديانتين المسيحية والاسلامية، للحصول على بعض الامتيازات المالية والثقافية، كما ان حكومة الاقليم لا تبخل على أبناء الطائفة، وهناك استجابة جيدة بهذا الصدد”.

وبخصوص إنشاء منطقة معينة خاصة لهم في الاقليم، يشير بالقول “مع احترامي للنائب، لكن الصابئة لم تكن لديهم منطقة خاصة، وانما يعيشون مع كل أطياف الشعب العراقي بكل محبة، على الرغم من المضايقات التي تجري هنا وهناك”.

ويردف “هناك تواجد لأبناء طائفتنا باقليم كردستان، ويجب أن يعزز من خلال الحصول على امتيازات وحقوق دستورية ومادية”.

وكان النائب عن الصابئة المندائيين نوفل الناشي، دعا أمس الأول، أبناء الطائفة الصابئية الى الاستقرار في إقليم كردستان، بدلاً من الهجرة خارج العراق، وأشار الى أن أسباب الاستقرار في إلاقليم متوفرة، من ناحية الأمن والخدمات وسيادة القانون، فضلاً عن أن اقليم كردستان يحتضن الأقليات ويوفر لهم مستلزمات الاستقرار، فيما طالب حكومة الاقليم بتوفير مستلزمات إنشاء مجمع حديث للصابئة المندائية، مع تخصيص قطعة الأرض التي سيبنى عليها المجمع قرب النهر أو منابعه.

يشار الى أن للصابىة المندائيين، معبدا في مدينة اربيل، تجرى فيه الطقوس الدينية والاجتماعات والندوات، فضلا عن وجود مجلس شؤون للطائفة وهيئة إدارية، وذلك منذ اكثر من 15 عاما.

ويشهد إقليم كردستان، حراك كبير منذ ايار مايو الماضي، لوضع دستور خاص بالاقليم، وبحسب مسؤولين كُرد، فان الهدف الدستور هو إنهاء الخلافات داخل القوى الفاعلة، وتشريع عرف أو نهج ثابت فيما يتعلق بالرئاسة ورئاسة الحكومة وباقي المناصب بدون احتكار، فضلا عن وضع أطر قانونية للكثير من الأجهزة والمؤسسات وعدم تركها عرضة للاجتهادات الشخصية أو القضائية، وهي مسألة تعاني منها محافظات الإقليم منذ 2003.

وواجه أبناء الطائفة المنداية في العراق بعد 2003، الكثير من التحديات التي هددت بقاءهم كأحد ابرز الأقليات الدينية في بلاد الرافدين، ابرزها القتل والسلب، لكونهم يعملون في صياغة الذهب، ما عرضهم الى السرقة والاختطاف بشكل مباشر ومستمر، وهذا الأمر أدى الى هجرة جماعية باتجاه الغرب.

الى ذلك، يبين الرئيس السابق لمجلس شؤون الطائفة في أربيل، سعدي ثجيل خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “فكرة إنشاء منطقة خاصة بابناء الطائفة، كانت موجودة منذ 2006، ولكن تم رفض تقديمها آنذاك، لكوننا لا نحب العزلة في موقع محدد ونتعرض للرصد، كما هو الحال مع الاخوة الايزيديين عندما حصلت فاجعتهم، وبكل الأحوال فاننا لا نحب العيش بشكل جماعي على الرغم من وجود محلة في سوق الشيوخ للصابئة، لكن الظروف سابقا كانت مختلفة عما هي عليه الان”.

وردا على كلام الناشي، يرى ثجيل، أن “في هذا الكلام مزايدات حيث يتصور الرجل ان هذا الحديث هو دعاية انتخابية، لكن ابناء الصابئة الان قليلون جدا، حيث هاجر الأغلبية لخارج العراق، ونحن الان في أربيل 120 عائلة فقط، وفي السليمانية ما يقارب 16 عائلة وفي دهوك 3 عوائل فقط”.

ويؤكد أن “لدينا جمعية ومعبدا، إضافة الى مقبرة خاصة لنا، وحصل الاهالي هنا على اجازات عمل وسياقة”.

وخلال الأعوام الـ18 الماضية، تمكن أبناء الطائفة من تثبيت وجودهم في دول مثل السويد والمانيا واستراليا وامريكا، وهناك بنوا معابدهم “المندي” وحصلوا على رخصة رسمية لممارسة طقوسهم وتلبية كافة احتياجاتهم من قبل تلك الدول.

ولا توجد احصائية رسمية لأعدادهم حاليا في العراق، لكن مدنهم الاصلية (ميسان وذي قار والبصرة) أضحت لا تضم سوى عشرات العائلات فقط بعد ان كانت تعد بالآلاف، فيما تشهد العاصمة بغداد تناقصا في الاعداد بشكل مستمر نتيجة الهجرة.

وفي تسعينيات القرن الماضي، تمت ترجمة الكتاب المقدس للديانة من قبل رجال دين، وتحت إشراف الشاعر العراقي الراحل عبد الرزاق عبد الواحد، الذي أشرف على لغة الكتاب العربية بعد ترجمته.

إقرأ أيضا