قمة بغداد.. هل تنجح بتهدئة التوتر بين أقطاب الشرق الأوسط؟

بعد القمة الثلاثية، تحتضن العاصمة بغداد قمة “عربية إقليمية”، تهدف لتعزيز الحوار واستتباب الأمن وتنشيط…

بعد القمة الثلاثية، تحتضن العاصمة بغداد قمة “عربية إقليمية”، تهدف لتعزيز الحوار واستتباب الأمن وتنشيط الاقتصاد في المنطقة، بالاضافة الى بحث الملف النووي الايراني، فيما أشار محللون الى تجنب العراق للخوض في مسألة التوغل التركي داخل أراضيه، نظرا لوجود “اتفاق سياسي” بين بغداد وأنقرة بهذا الشأن.

ويقول المحلل السياسي محمد نعناع في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الأولوية في قمة بغداد، هي إعادة الأمن للبلد، أما الأمر الثاني فسيكون متعلقا بالمشاريع والخدمات ومساعدة العراق على إعادة الاعمار، إذ ستكون لهذه القمة درجة كبيرة من الأهمية، خصوصا إذا حضرها كل الوزراء والقادة والرؤساء المدعوون، لاسيما دول الجوار الاقليمية والامم المتحدة وجامعة الدول العربية”.

ويضيف نعناع، أن “إشاعة الأمن يجعل المناخ العام قابلا لتفعيل المشاريع، حيث أن كل الدول المدعوة إلى القمة تريد أن تكون لها مشاريع داخل العراق سواء ايران وتركيا والاردن والكويت والسعودية وسوريا، ولكن في اطار بيئة أمنية مناسبة، حيث يتم البحث عن الامن اولا والاقتصاد ثانيا عن طريق المشاريع والشركات التي سوف يتم تنفيذها في العراق”.

ويبين “ليس كل قمة عقدت في العراق فهي بلا أهمية، فالتحرك الدبلوماسي بحد ذاته والقرارات والمفاوضات والمباحثات وعقد الاتفاقيات إنما هو تحرك سياسي أفضل من الجمود، وهذه كلها تعطي نتائج ايجابية كبيرة، فمن المهم ان تعقد مثل هكذا اجتماعات في بلدنا ومن الممكن ان نشهد تطورات كبيرة خلال الاشهر الستة المقبلة، تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في القمة الاخيرة وهي القمة العراقية الاردنية المصرية، لكن تكمن العقبة في ان اغلب مايتم الاتفاق عليه لا ينفذ بسبب عدم امتلاك العراق أوراق ضغط قوية عليها كي يكون الاتفاق معها مثمرا”.

وحول مسألة التوغل العسكري التركي في الأراضي العراقية خلال القمة، يلفت نعناع، الى أن “الحكومة العراقية لا تفكر باثارة الموضوع لأنها لا تراه ينتقص من سيادة البلد، بل هو لسد فراغ لا تستطيع هي سده، مثل التواجد في مواقع ينفذ فيها حزب العمال الكردستاني (المعارض لتركيا) والمهربين، ولكن بالنتيجة يوجد اتفاق غير مختوم بين البلدين، وإنما اتفاق على مستوى الرؤساء والقادة والاجهزة الامنية والاستخبارية”، لافت الى أن “واجب الحكومة بهذه القمة هو التركيز على الامن وانعاش الاقتصاد”.

ومن المفترض أن تعقد في العاصمة بغداد، قمة عربية إقليمية أواخر شهر آب أغسطس الحالي، تجمع 10 دول بينها السعودية، مصر، سوريا، الكويت، قطر، الامارات، ايران، وتركيا، بالاضافة الى الولايات المتحدة ودول اوروبية.

وكان وزير الخارجية فؤاد حسين قد وصل يوم أمس الأحد، الى العاصمة التركية انقرة، وسلم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دعوة لحضور القمة. 

وفي حزيران يونيو الماضي، استضافت بغداد، القمة الثلاثية بين العراق ومصر والاردن، بحضور العاهل الاردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجاءت في حينها لاستكمال مباحثات القمة التي عقدت جلستها الاولى في العاصمة الاردنية عمان العام الماضي.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي احمد الربيعي في حديث لـ”العالم الجديد” أن “منطقة الشرق الاوسط تمر بمرحلة مفصلية ومهمة، فالاتفاق النووي الايراني وصل الى مراحل متقدمة، واسرائيل تعد العدة لضرب المفاعلات النووية الايرانية لانهم يعتقدون ان ايران وخلال اسابيع مقبلة يمكن ان تصنع قنبلة ذرية، وأن هناك ضوءا أخضر ايرانيا لذلك، كما أن ايران يمكن لها أن تفكر بضربة استباقية تجهض خطط إسرائيل، وبالتالي فان الصراع متوقع في اي لحظة خلال الفترة المقبلة”.

ويشير الربيعي، الى أن “هذه الأحداث تستوجب أن يكون هناك تدخل إقليمي على مستوى قادة دول، بهدف خفض منسوب التهديد المتبادل بين الطرفين، وهذا ما يعمل عليه المؤتمر، أي أن للموضوع علاقة بالشأن الداخلي العراقي باعتبار أن أي حرب لو اندلعت فان العراق سيتضرر بشكل كبير”.

وفيما يخص تركيا، يؤكد الربيعي “وجود تفاهمات حكومية مع تركيا بخصوص تواجدهم في شمال العراق، حيث كان باستطاعتهم تقديم شكوى لدى مجلس الامن، ولكن هذا يوحي بوجود تلك التفاهمات”، متابعا أن “القمة محاولة يمكن أن تنجح أو تفشل ونتمنى نجاحها، وإذا فشلت فيجب ان تعاد مرات عديدة حتى يتم حسم الأمور بالطرق السلمية”.

ويوم 9 نيسان أبريل الماضي، انطلقت اولى جولات الحوار السعودي الايراني في العراق، بحضور رئيس المخابرات السعودية خالد حميدان ونائب أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني سعيد عرفاني، وتبع هذا اللقاء في بغداد، توجه مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد الى طهران، ضمن إطار مفاوضات ايرانية مع الامارات، وذلك بحسب ما نقل مصدر عن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال لقائه زعماء القوى السياسية في بغداد يوم 26 نيسان أبريل الماضي.

إقرأ أيضا