مع بدء العد التنازلي للانسحاب الأمريكي.. فصيل يكشف عن مصير سلاحه

مع بدء العد التنازلي للانسحاب الامريكي من العراق، يبرز سؤال مهم حول مصير الفصائل المسلحة…

مع بدء العد التنازلي للانسحاب الامريكي من العراق، يبرز سؤال مهم حول مصير الفصائل المسلحة والسلاح الذي تملكه، فيما لو انسحبت القوات الامريكية بشكل كامل، وإذ أكد قيادي بإحدى الفصائل المسلحة أن عناصرها سيعودون لمزاولة حياتهم الاعتيادية، وأنهم سيحتفظون بأسلحتهم كأسلحة شخصية، إلا أن محللا سياسيا توقع تحول تلك الفصائل الى أحزاب سياسية مع الاحتفاظ بسلاحها كأداة لـ”فرض إرادتها“.

ويقول عضو المكتب السياسي لحركة عصائب اهل الحق سعد السعدي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “فصائل المقاومة الاسلامية هم من أبناء عامة الشعب العراقي، حيث تبرعوا وانطلقوا وحملوا سلاحهم لمقاومة الاحتلال الامريكي غير الشرعي وغير القانوني الذي احتل بلادهم، وبعد انسحاب القوات الامريكية من العراق سوف يعود هؤلاء الابطال إلى بيوتهم والى اعمالهم وممارسة حياتهم الطبيعية“.

ويرى السعدي “عدم وجود جدية من قبل الجانب الأمريكي في تطبيق الاتفاق بالانسحاب الكامل من الاراضي العراقية، حتى ان ابناء المقاومة ما زالوا يحاولون مقاومة هذا الاحتلال“.

وحول مصير السلاح الذي تملكه الفصائل، يوضح السعدي، أن “سلاح المقاومة هو سلاح شعبي يمتلكه جميع أبناء الشعب العراقي، ورفع هذا السلاح من اجل مقاومة الاحتلال والوجود الاجنبي، وبالتالي فان هذا السلاح سوف يعود إلى أبناء الشعب العراق، كونه سلاحا شخصيا غير تابع إلى جهة معينة“.

وفي 7 آب اغسطس الحالي، أعلنت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، انسحاب قوات OTH التابعة لها من العراق إلى قواعدها الأصلية في الكويت، وتتكون هذه القوة من طائرتي هليكوبتر من طراز CH-47 من طراز Chinook وسرية مشاة تكون في وضع الاستعداد لمدة 24 ساعة لتتحول الى عجلات في غضون مهلة قصيرة هدفها إكمال المهام.

وفي اليوم التالي، رحبت مستشارية الأمن الوطني العراقي، بإعلان التحالف الدولي انتهاء مهمة إحدى قواته في العراق، واكدت ان هذه الخطوة جاءت استجابة لمخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق وأمريكا، وهي تأكيد لما تم الاتفاق عليه والتزام ومصداقية للطرفين وفق بيانها.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي يونس الكعبي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “شكل العلاقة بين الفصائل المسلحة والحكومة سيكون مختلفا تماما بعد الانسحاب الامريكي، حيث ان صفة مقاومة الاحتلال ستنتهي بشكل او بآخر على اعتبار ان القوات القتالية قد غادرت العراق، ولا توجد مبررات لأعمال عسكرية او شن هجمات على قواعد ربما ستكون عراقية فيما بعد“.

ويلفت الى أن “هذه الفصائل ربما ستتحول إلى أحزاب سياسية في الحكومة، خصوصا وأن الكثير من الفصائل لديها جناح سياسي، ولكن المشكلة اذا تحول الخلاف الحالي ما بين الفصائل وبعض الأطراف السياسية إلى نزاع مسلح”، مبينا ان “بعض الفصائل ربما لن تتخلى عن سلاحها بعد دخولها للعمل السياسي وتبقى حاملة له لفرض اراداتها السياسية“.

وخلال زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى واشنطن في أواخر تموز يوليو الماضي، وعقد الجولة الرابعة والاخيرة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، تم الاعلان عن انسحاب القوات القتالية الامريكية من العراق بحلول نهاية العام الحالي، الامر الذي شككت فيه فصائل المقاومة واعتبرته اعلانا فقط، لكونه لم يتضمن الخطط والجداول للانسحاب، كما أثار انقساما بين الفصائل المسلحة التي أصرت على موقفها باستهداف القوات الامريكية وبين تحالف الفتح الذي يعتبر ممثلا سياسيا للفصائل الذي رحب بالقرار وأشاد بدور الحكومة العراقية فيه.

يشار الى انه بعد يومين من اعلان الاتفاق على الانسحاب الامريكي، وخلال تواجد الكاظمي في واشنطن، جرت استهدافات عديدة للمصالح الامريكية في العراق، تمثلت بتفجير عبوات ناسفة خلال مرور أرتال الدعم اللوجستي وقصف المنطقة الخضراء بصواريخ الكاتيوشا.

من جانبه، يلفت المحلل السياسي المقرب من كتائب حزب الله كاظم الحاج في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مسألة الانسحاب ومصداقيته، تدور حولها الكثير من الإشكاليات، على اعتبار أن ما أعلن عنه قبل أيام من انسحاب الآليات نحو الكويت والتي تحمل أو لا تحمل أفرادا معها، يتعارض مع أنباء أخرى باستمرار دخول الدعم اللوجستي من الكويت باتجاه العراق، وهذا ينفي ما تم تناقله من حدوث أي انسحاب“.

ويردف الحاج، أن “القوات أمريكية تدخل باستمرار من الأراضي السورية باتجاه العراق، وهذا يفند موضوع الانسحاب” أيضا”، مضيفا بالقول “اذا ما تم تأكيد الانسحاب من قبل جهات ذات مصداقية في العراق، فان فصائل المقاومة ذاهبة إلى العودة لممارسة حياتها الطبيعية، خصوصا ان هذا الامر حصل خلال السنوات الماضية في عام 2011 عندما انسحبت القوات الامريكية، حيث عادت الفصائل لمستوى افراد، والمهندس ذهب إلى دائرته والمعلم لمدرسته وهكذا“.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي انضم الى تنسيقية المقاومة العراقية بهدف اخراج القوات الامريكية، أعلن تأييده لبيان انسحاب القوات الامريكية، حيث قدم شكره الى المقاومة العراقية، موجها كلامه لها “شكرا للمقاومة العراقية الوطنية فها هو الاحتلال يعلن عن بدء انسحاب قواته القتالية أجمع.. لننتظر وإياكم إتمام الانسحاب”، معبرا عن شكره لـ”الجهود المبذولة لبلورة هذه الاتفاقية، ولا سيما الأخ الكاظمي (رئيس الحكومة العراقية)“.

إقرأ أيضا