“قمة بغداد”.. ما أهداف بوصلتها المتجهة غربا وشرقا؟

بعيدا عن دول الجوار، تتجه بوصلة “قمة بغداد” نحو فرنسا وباكستان، في خطوة تشير الى…

بعيدا عن دول الجوار، تتجه بوصلة “قمة بغداد” نحو فرنسا وباكستان، في خطوة تشير الى فتح محاور بين دول إقليمية وغربية مؤثرة برعاية عراقية، فضلا عن محاولة لجذب الاستثمارات للبلد.

ويقول المحلل السياسي محمد نعناع لـ”العالم الجديد”، إن “الملف الأول بهذه القمة هو الأمن الذي يهدف الى توفير بيئة آمنة للشركات الدولية، ويمكن ان ينفتح العراق على كل الدول حتى يؤمن الببئة الداخلية له، حيث أن باكستان وافغانستان وتركيا والسعودية وإيران، كلها دول لها تأثير على حركة الارهاب بالمنطقة، وبالتالي تساهم باستتباب الأمن”.

ويضيف نعناع “ربما يكون هناك مخطط أمريكي وراء الانسحاب، وهو إطلاق يد طالبان في أفغانستان من أجل خروج فيلق فاطميون (شيعي أفغاني) من سوريا وعودته الى كابول”، مبينا ان “الفيلق تديره ايران حاليا في سوريا، وعليه فان امريكا تريد فتح جبهة أخرى لعودة هذا الفيلق إلى أفغانستان للدفاع عن الشيعة هناك، بغرض ان تتعدد الضغوط على ايران، وقد بدأت الأصوات تتعالى هناك من اجل عودة هذا الفيلق إلى أفغانستان”.

ويتابع “هذا متغير إقليمي جديد سيشكل ضغطا على ايران”، مضيفا أن “علاقة باكستان بالعراق حاليا شبيهة بما حدث في خمسينات القرن الماضي، خلال حلف بغداد الذي أنتج تقاربا بين دول الشرق الأوسط، ومنها تركيا وباكستان والجزائر، وهذا شيء جيد بحد ذاته”.

يشار الى ان وزير الخارجية فؤاد حسين، وصل يوم امس الى العاصمة الباكستانية، والتقى نظيره مخدوم شاه محمود قريشي، وسلم اسلام اباد دعوة للمشاركة في قمة بغداد.

ويوم 9 آب أغسطس، تلقى رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ناقشا فيه التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الإقليمي “قمة بغداد”، والذي جرى التنسيق لعقده بالتعاون مع فرنسا، حسب البيان الرسمي لمكتب الكاظمي.

ومن المفترض أن تعقد في العاصمة بغداد، قمة عربية إقليمية أواخر شهر آب أغسطس الحالي، تجمع 10 دول بينها السعودية، مصر، سوريا، الكويت، قطر، الامارات، ايران، وتركيا، بالاضافة الى الولايات المتحدة ودول اوروبية.

وحول إمكانية مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في القمة، يبين المحلل السياسي أحمد الساعدي لـ”العالم الجديد”، أنه “لن يحضر إلى العراق، لكن حضور سوريا سيكون عبر ممثل لها، وليس بشخص الاسد”.

وفيما يخص مشاركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يوضح الساعدي، أن “فرنسا تسعى لإدخال شركاتها للبلاد، خاصة العاملة في مجال النفط والالكترونيات، خصوصا وأن الحكومة العراقية من جانبها أعطت وعدا للرئيس الفرنسي بان يكون هناك دور لبلده في العراق”.

يشار الى ان ملف حركة طالبان، يعد من الملفات الشاىكة التي برزت مؤخرا بعد الانسحاب الامريكي من افغانستان، ما شكل ورقة ضغط على ايران، لاسيما وأنها استضافت جولات حوار بين القوى الافغانية عقب سيطرة طالبان على العديد من المدن في البلد.

فيما تسعى فرنسا من جانب آخر، الى أخذ دور في العراق، على الصعيد الامني والاقتصادي، خاصة وأنه بالتزامن مع زيارة وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، الى بغداد في 27 آب اغسطس 2020، كشف مسؤولون بوزارة الجيوش خلال توجه الوزيرة الى بغداد، أن “باريس قلقة بسبب عودة ظهور التنظيم الذي يستفيد من الضبابية السياسية في العراق والتنافس بين إيران والولايات المتحدة في المنطقة”، كما نقل ذلك راديو “مونت كارلو الدولي” الفرنسي.

ومؤخرا استقبلت باريس رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وبحسب مدير المركز الفرنسي للأبحاث حول العراق (CFRI) عادل باكوان، فانه اكد سابقا ان عدم وجود منافسة بين فرنسا والمملكة المتحدة او غيرها على العراق، بالعكس فالمبادرة الفرنسية للعراق هي في تناغم تام مع واشنطن ولندن والمجتمع الاوروبي، إذ أن الجميع متفق على دعم فرنسا من اجل تأمين استقرار وامن العراق وتطويره، كونه دولة هشة باتت مصدر تهديد لكل البلدان وقوى النظام العالمي.

إقرأ أيضا