“العالم الجديد” تكشف خارطة نقلها.. “أم المخدرات” كيف تغذي بغداد؟

تحولت كركوك في الأعوام الأخيرة الى مصدر رئيس لنشر المخدرات بكل أنواعها في عموم العراق،…

تحولت كركوك في الأعوام الأخيرة الى مصدر رئيس لنشر المخدرات بكل أنواعها في عموم العراق، لتكتسب عن جدارة لقب “أم المخدرات”، وفي الوقت الذي تكشف فيه “العالم الجديد”، عن مسارات نقلها وصولا الى العاصمة بغداد، فان نسبة التعاطي بالمحافظة بلغت 5 بالمائة، وسط افتقارها لمراكز معالجة كافية لاستيعاب تلك الأعداد المتزايدة.

ويقول مسؤول محلي في كركوك، رفض الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “كركوك هي أم المخدرات في العراق، وهي الموزع الرئيس، حيث تدخلها المخدرات من مدينة جمجمال في السليمانية، ومن منطقة جبلية اخرى في أربيل، إضافة الى صناعة مادة الكريستال (وهو نوع خطير من المخدرات) والهيروين فيها”.

ودوليا، يضيف المسؤول، أن “المخدرات تصلها عن طريق افغانستان– ايران – سليمانية، وتستقر في كركوك”، متابعا أن “نسبة المروجين في كركوك تقدر بأكثر من 20 مروجا محليا، فيما يكون مقر التجار الرئيسيين في جمجمال وقرةهنجير التي كانت تسمى في زمن النظام السابق بناحية الربيع، وهي ناحية مرتبطة بمركز محافظة كركوك”.

وبشأن ظاهرة النساء المتعاطيات والمدمنات، يستطرد المسؤول المحلي، قائلا، إن “هناك نسبة كبيرة منهن، لأن باتت منتشرة بشدة في المحافظة، وباحدى الفترات تم العثور على كمية تصل الى 3 أطنان من الحبوب المخدرة، واتضح فيما بعد ان خلفها شخصيات سياسية متنفذة”.

وحول طريق المخدرات الى العاصمة بغداد، يكشف عن أن “المخدرات توزع من كركوك الى باقي المحافظات، فالخط الأول هو كركوك– تكريت– سامراء– التاجي- بغداد، والخط الثاني يبدأ من جمجمال في السليمانية– قادر كرم– كفري– كلر– ديالى- بغداد”، لافتا الى أن “نسبة المتعاطين في محافظة كركوك تقدر بـ5 بالمائة غالبيتهم من الشباب”.

وكان محافظ كركوك راكان سعيد الجبوي، أعلن سابقا ان محافظة كركوك سجلت في الآونة الاخيرة رواجا كبيرا للمخدرات، كما أن ما يضبط منها في المحافظة يدخل عبر إقليم كردستان.

وبحسب تصريحات مديرية شرطة كركوك، في حزيران يونيو الماضي، فانها نفذت اكبر عملية ضبط مخدرات منذ تأسيس القسم، حيث تمكنت من ضبط 16 مليون حبة، وذلك في الأشهر الأخيرة، إضافة الى أنها ألقت القبض على 329 متهما بترويج وتعاطي المخدرات خلال الأشهر العشرة الأخيرة.

وغالبا ما تعلن قيادة شرطة كركوك، عن اعتقال عصابات بينهم نساء، متهمة بترويج وتعاطي المخدرات، فيما تشير الى ان القبض عليهم يتم بعد اشتباكات مسلحة. 

وترتبط كركوك، وهي المنطقة المتنازع عليها بين حكومتي بغداد واربيل، بحدود مع محافظتي السليمانية واربيل في اقليم كردستان، فيما ترتبط السليمانية بحدود دولية مع ايران، وتضم منافذ تهريب قائمة منذ تسعينيات القرن الماضي، ولم تتم السيطرة عليها طوال العقود الماضية. 

ويعد قضاء جمجمال في السليمانية، محاذيا لحدود كركوك، وهو أقرب نقطة اليها من مركز المحافظة، إضافة الى ارتباطه جنوبا بمحافظتي صلاح الدين وديالى.

وحول هذا الأمر، يبين الطبيب الأخصائي أحمد جواد في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هناك نوعين من مراكز علاج الادمان من المخدرات في المحافظة، وهي حكومية وتتمثل بالشعبة النفسية في مستشفى ازادي، بالاضافة الى المراكز الأهلية”.

ويردف جواد “في كركوك هناك متعاطون ومروجون، ولكن النسبة لا تقارن بما يجري في جنوب العراق من ترويج وتعاطٍ، كون كركوك تسمح ببيع المشروبات الكحولية بشكل علني، عكس مناطق الجنوب التي تمنعها، وهو ما يؤدي الى توجه البعض نحو المخدرات لعدة أسباب، كونها متاحة وهي أقل كلفة من حيث القوة الشرائية”.

ويلفت الى أن “هناك العديد من تجار المخدرات الكبار في كركوك، بل بعضهم يملك مصانع ومعامل خاصة بانتاجها”.

وكانت “العالم الجديد”، كشفت الاسبوع لاماضي، عن نسبة تعاطي المخدرات في محافظة كربلاء، ذات الطابع الديني، إذ أشار مختصون فيها الى أن نسبة التعاطي بين الشباب في المحافظة تتراوح بين 3– 5 بالمئة خُمسهم نساء، وسط تعكز كبير على مركز واحد لمعالجة الادمان من المؤمل أن يفتتح قريبا داخل “المستشفى التركي”.

وكشفت الصحيفة في تقارير سابقة عن تفاصيل وأرقام صادمة بتعاطي المخدرات في واسط وذي قار والانبار، حيث بلغت نسبة التعاطي بين شباب ذي قار 20 بالمئة، بينهم 5 بالمائة إناث، فيما استفحل التعاطي بين الاناث والذكور ايضا في واسط، وبنسبة مرتفعة بحسب المختصين، دون تحديد الأرقام لافتقار المحافظة الى مراكز مختصة، وفي الأنبار بلغت 10– 15 بالمئة، بحسب مسؤولين فيها.

الى ذلك، رفض مدير إعلام دائرة صحة كركوك عدنان التونجي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، الإدلاء بأي تفاصيل حول طبيعة انتشار المخدرات في المحافظة، إلا أنه أشار بشكل مقتضب جدا الى أن “أغلب حالات الإدمان في المحافظة، يتم تحويلها الى العاصمة بغداد، وبكتب رسمية لغرض تلقي العلاج، نظرا لوجود مراكز متخصصة لمعالجة الإدمان، وتمتلك مؤهلات كبيرة”.

يشار الى أن منظمة محلية كشفت في العام الماضي، عن نسب تعاطي المخدرات التي تجاوزت 40 بالمائة بين بعض الفئات العمرية من الشباب (15– 35 عاما)، فيما تنحصر النسبة الأكبر للادمان بين أعمار 17– 25 عاما.

ووفق بيان سابق لمفوضية حقوق الانسان، فان مادة “الكريستال ميث” هي الأكثر طلبا في العراق، بالاضافة الى الحشيشة و”الكبتاغون” التي يتم تداولها بين الشباب، خصوصاً الفئات العمرية بين 17 و35 سنة.

إقرأ أيضا