فصائل مسلحة وPKK .. هل اتفقا برعاية إيران على استهداف القوات التركية؟

بعد ثاني استهداف يطال القوات التركية في العراق، بذات الآلية التي استهدفت بها القوات الامريكية،…

بعد ثاني استهداف يطال القوات التركية في العراق، بذات الآلية التي استهدفت بها القوات الامريكية، اختلف المحللون السياسيون حول طبيعة العلاقة بين الاستهدافات والفصائل المسلحة، فمنهم من ذهب الى وجود تعاون وتنسيق مشترك بين الفصائل وحزب العمال الكردستاني (PKK)، ومنهم من نفى ذلك وأكد أنه لو وجد هذا التنسيق لتم إعلانه، إلا أن سياسيا كرديا، وصف الجهة المنفذة للاستهداف بأنها “ليست أفضل من حزب العمال“.

ويقول المحلل السياسي شاهو القره داغي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “فصائل مسلحة استهدفت القوات التركية، فأول استهداف حدث بعد ان هددوا علنا الوجود التركي“.

ويضيف القره داغي، أن “القاعدة زليكان التركية، تم استهدافها رغم أن هذه المنطقة الواقعة فيها القاعدة لا يتواجد فيها حزب العمال الكردستاني، ورغم هذا فان تركيا اعلنت بانه هو المسؤول عن الهجوم، وهذا يثير الشكوك، ويؤثر لوجود تنسيق بين العمال الكردستاني وبين الفصائل المسلحة لضرب القوات التركية، فالفصائل تملك حرية الحركة ونقل الصواريخ والتواجد في كل الاماكن على عكس العمال الكردستاني، الذي يختبئ عناصره في الجبال“.

ويردف أن “الفصائل ليس من مصلحتها ضرب تركيا بشكل علني، وفتح جبهة جديدة، لذلك نسقت مع العمال الكردستاني، ليكون ذراعها، وذلك لارسال رسالة بشكل غير مباشر، بانها تحارب أي تواجد اجنبي وليس الامريكي فقط، كما ان استهداف القوات التركية، قد يكون رسالة ايرانية الى تركيا، بانها ترفض اي وجود عسكري تركي قوي داخل الاراضي العراقية“.

وينوه الى ان “التعاون بين الفصائل والعمال الكردستاني قائم، والدليل عدم تنفيذ اتفاق بغداد– اربيل، فلو كانت هناك إرادة لتم إخراج العمال الكردستاني من سنجار خلال يومين، لكن الفصائل تريد إبقاء عناصر العمال الكردستاني في هذه المنطقة لأجل مصالح مشتركة، كما ان تواجد العمال لا يمكن ان يستمر بالمنطقة دون موافقة وضوء اخضر من الفصائل المسلحة“.

ويؤكد أن “الفصائل المسلحة لا تريد ان تكون بالواجهة، اضافة الى ان طهران تعتبر هذه المنطقة استراتيجية لها، لذلك فان تواجد العمال الكردستاني فيها والتنسيق معه، يعتبر أهون من عودة السيطرة الحكومية على هذه المنطقة بالنسبة لايران والفصائل المسلحة”، متابعا ان “رواتب عناصر العمال الكردستاني التي تدفعها الحكومة العراقية لهم، هي برعاية ايرانية“.

وينبه “ليس لايران مشكلة بدعم أي فصيل مسلح، سواء كان شيعيا او كرديا او سنيا، طالما انه ضمن نطاقها الستراتيجي في المنطقة“.

ويوم الخميس الماضي، تعرضت قاعدة زليكان التركية قرب ناحية بعشيقة في محافظة نينوى، الى هجوم بنحو 5 صواريخ كاتيوشا، ادت الى مقتل جندي تركي، بحسب وزارة الدفاع التركي، التي اعلنت ايضا انها ردت على مصدر القصف بشكل مباشر.

ويوم 17 تموز يوليو، استهدفت عبوة ناسفة رتلا عسكريا تركيا، في منطقة زيلكان ايضا، ما أسفر عن إصابة جنديين تركيين وثالث من افراد قوات الاسايش الكردية، بالاضافة الى اضرار مادية بعجلات الرتل، وكان هذا الاستهداف هو الأول من نوعه ضد القوات التركية المتمركزة في إقليم كردستان وقرب نينوى، إذ غالبا ما تجري مواجهات بينها وبين عناصر من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كمنظمة ارهابية، وتكون المواجهات مباشرة.

ومنذ عام ونصف، بدأت الفصائل المسلحة في استخدام العبوات الناسفة لاستهداف ارتال التحالف الدولي في وسط وجنوب العراق، حتى باتت تنفذها بشكل شبه يومي في الآونة الأخيرة، وذلك بالاضافة الى استخدام صواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة في استهداف القواعد العسكرية للتحالف.

ومنذ مطلع العالم الحالي، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الانزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة الى إعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الاراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.

الى ذلك، يبين السياسي الكردي محمد زنكنة في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “المليشيات تحارب حتى الشعب العراقي، وليس بغريب عن هذه الجماعات غير المنتظمة ان تنفذ هذه الاستهدافات“.

ويشير زنكنة، الى ان “التواجد التركي عليه الكثير من الملاحظات، ولكنه موجود باتفاق مع الحكومة العراقية منذ كان خالد العبيدي وزيرا للدفاع”، مبينا ان “حجة تواجد حزب العمال الكردستاني الذي يضر بالاقليم والعلاقات التركية العراقية الكردستانية، حجة مبررة لهذا التواجد، ولكن الاطراف التي تحارب الجانب التركي ليست افضل منها، ولا تتمنى الخير لا للعراق ولا لشعبه، ونستطيع القول ان الجانب التركي لم يرد بالشكل المطلوب، بل رده كان متواضعا جدا، ومن الممكن ان يكون متواطئا ويكون لديه علم بالاستهداف لكي يصوروا ان تواجدهم في العراق بخطر“.

ويؤكد ان “المليشيات تدعم بعض اطراف حزب العمال الكردستاني تحت مسمى الحشد الايزيدي، لأن المنظومة العراقية تعاني الكثير من المشاكل بوجود المئات مسجلين على حساب الحشد الايزيدي وهم من حزب العمال ويتقاضون رواتبهم من الحكومة العراقية، وهذه منفعة متبادلة من قبل الطرفين“.

وكانت بغداد واربيل، وقعتا في 9 تشرين الأول أكتوبر 2020، اتفاقا سمي بـ”التاريخي”، يقضي بحفظ الأمن في قضاء سنجار من قبل قوات الأمن الاتحادية، بالتنسيق مع قوات البيشمركة المرتبطة بإقليم كردستان، وإخراج كل الفصائل المسلحة وإنهاء وجود عناصر العمال الكردستاني “PKK”.

وكشفت “العالم الجديد”، في تقرير سابق، أن الكاظمي أبلغ أردوغان خلال لقائهما في أنقرة في 17 كانون الأول ديسمبر الماضي، بعجزه عن تنفيذ اتفاق بغداد– أربيل للسيطرة على سنجار وطرد عناصر حزب العمال الكردستاني منها، ومنح الضوء الأخضر لأردوغان بالدخول الى سنجار، تحت مظلة تحالف الناتو، تحسبا لردود أفعال سلبية من قبل الفصائل المسلحة، في حال دخول تركيا بمفردها لسنجار، وذلك بحسب مصادر دبلوماسية كانت حاضرة للقاء الذي جرى في أنقرة، وتخللته مأدبة فاخرة على أنغام الطرب العراقي التراثي

من جانبه، يبين المحلل السياسي كاظم الحاج، المقرب من كتائب حزب الله، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “أي قوات اجنبية متواجدة على ارض العراق هي قوات احتلال، ومن حق الشعب العراقي مقاومتها وإخراجها ولا بد ان يكون هناك تحرير لكافة الأراضي العراقية“.

ويلفت الحاج الى ان “التوقيت يعطي مؤشرات كثيرة، أولها ان هذه الاستهدافات تأتي في ظل وجود تهديد تركي كبير لكافة المحافظات، ولن نبالغ ان قلنا ان القوات التركية ربما تدخل المحافظات مشيا على الاقدام، واضافة الى انه يعطي مبرر للقوات التركية لشن هجمات او احتلال أراض جديدة“.

ويردف “لا ننسى ان تركيا في حالة حرب مع حزب العمال الكردستاني، وهو من قام بهذا الاستهداف ولا يوجد مصداق او دليل على ان فصائل المقاومة هي من قامت بالاستهداف الاخير، اضافة الى أن الفصائل عندما تقوم بمثل هذه الهجمات فانها تعلن ذلك بشكل صريح“.

ويستطرد، أن “حزب العمال ليس بعراقي، ولا يمكن ان نطلق عليه فصيل مقاومة عراقي، اضافة الى ان هذا الحزب لديه اشكاليات كبيرة مع بعض قادة فصائل المقاومة ومسألة التنسيق معها بعيدة جدا، واذا كان هذا الامر فان فصائل المقاومة تمتلك الشجاعة لتعلن عنه“.

وكان قضاء سنجار هو الهدف التركي المعلن، حيث يعتبر معقلا لعناصر حزب العمال الكردستاني، وهو ما دفع بالفصائل المسلحة العراقية لارسال ألوية عسكرية الى القضاء، وتمركزت فيه لصد اي عملية تركية محتملة داخل القضاء الذي يقع جنوب غربي نينوى، ويعد موطنا لتواجد أبناء المكون الإيزيدي في العراق، والذي تعرض الى إبادة على يد تنظيم داعش في آب اغسطس 2014، حيث اختطف التنظيم آلاف النساء والاطفال، فضلا عن قتل آلاف آخرين، ومؤخرا تم الاعتراف بما تعرض له المكون كـ”إبادة جماعية”، في العديد من بلدان العالم.

وبحسب بعض المصادر، فان لتركيا 27 قاعدة عسكرية بما فيها مراكز تدريب لجنود أتراك في إقليم كردستان العراق، بينما أقر رئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدرم في العام 2018، بوجود 11 قاعدة عسكرية، قائلا “قمنا بإنشاء 11 قاعدة عسكرية وضاعفنا عدد جنودنا وقواتنا في تلك القواعد لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني قبل التوغل إلى حدودنا“.

وتنتشر القواعد التركية في مناطق: بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية.

إقرأ أيضا