عاشوراء.. العتبة الحسينية تشكو ضعف التزام الزائرين بالاجراءات الصحية ومنظمون يعزونه لـ”التعب”

مع اقتراب زيارة العاشر من محرم “عاشوراء”، وفي ظل تصاعد أعداد الاصابات بفيروس كورونا، أكدت…

مع اقتراب زيارة العاشر من محرم “عاشوراء”، وفي ظل تصاعد أعداد الاصابات بفيروس كورونا، أكدت العتبة الحسينية، من أن التزام الزائرين بالاجراءات الوقائية “متواضع جدا”، فيما عزا أحد منظمي المواكب الحسينية، الى “التعب” وارتفاع درجات الحرارة الذي يصبح معه لبس الكمامة صعبا.

ويقول معاون الأمين العام للعتبة الحسينية في كربلاء افضل الشامي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “التوجيهات والارشادات موجودة، ويتم تبليغ الزائرين بها، وهناك إرشادات في الأسواق وجميع الأماكن، ولكن لا يوجد إلزام على أتباعها”.

ويضيف الشامي “وفرنا ما يحتاجه الزائر من كمامات ومعقمات، إضافة الى توجيهات عبر الشاشات الموجودة في كربلاء، كما أن جميع المستلزمات الخاصة بالاجراءات الوقائية والصحية من تعقيم وتعفر متوفرة”، مبينا “لكن الالتزام من جانب الزائرين بالاجراءات الصحية متواضع، فيما التزمت المواكب بتوزيع الطعام بالآواني ذات الاستخدام الواحد”.

وتصادف ليلة الاربعاء– الخميس المقبل، ذكرى “عاشوراء”، وهو اليوم العاشر من شهر محرم الذي حدثت فيه واقعة الطف التي شهدت مقتل الامام الحسين وأخيه العباس وأهل بيته وصحبه، وتم فيه سبي نسائه وبناته في كربلاء.

وتشهد كربلاء وكافة مدن الوسط والجنوب، خلال هذه الأيام وحتى عاشوراء، أعدادا كبيرة من المواكب، فضلا عن توجه الزائرين لضريح الامام الحسين وأخيه العباس، وتمتد هذه الشعائر حتى يوم الـ40 الذي يصادف بعد انتهاء شهر محرم بعشرة أيام، وفيه تكون “الزيارة المليونية” لكربلاء، حيث يتوجه ملايين الزائرين، مشيا على الاقدام لكربلاء. 

وتتمثل المواكب بنصب طاولات وقدور كبيرة، وتعمد الى تقديم انواع المأكولات والشراب لزائري كربلاء، فضلا عن القيام بطقوس مختلفة من قبيل “التشابيه” وهي مشاهد تمثيلية تجسد واقعة الطف، فضلا عن ضرب الأجساد بالزنجيل (سلاسل حديدية صغيرة ومتوسطة الحجم)، للتعبير عن حزنهم بواقعة الطف، يرافقهم قرع طبول.

وحول تنظيم مسير المواكب ودخول الى ضريح الإمام الحسين وتأديتها للشعائر، يوضح حجي محمد، وهو أحد العاملين في هيئة المواكب الحسينية بكربلاء خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “أعداد المواكب الآن في المحافظة وصلت الى ما يقارب 1500 موكب، بين الخدمي والعزائي، ونظام هذه المواكب يكون مقسما بالنسبة للنزول للمنطقة بين الحرمين، على قسمين، التشابيه (المشاهد التمثيلية) والخدمة، وذلك لغاية الساعة السادسة مساء، فان المواكب تتوقف لتفريغ الشوارع استعدادا للصلاة وبعد الساعة الثامنة مساء تعود مواكب اطراف كربلاء وهي العباسية والمخيم وباب الخان وغيرها من اطراف كربلاء التسعة، وهي عبارة عن كردوس لأداء الردات”. 

ويتابع “جميع هذه المواكب منظمة بشكل ترتيبي من دخولها لغاية خروجها من ضريح الامام الحسين، وهذه التنظيمات تم الترتيب لها مسبقا عبر اجتماعات مع مسؤولي المواكب لمناقشة عملية الدخول والخروج، اضافة الى وجود صاحب الموكب، لان الموكب سيدخل بدون تفتيش وفي حال حدوث اي خلل فان صاحب الموكب الذي هو من الاشخاص المعرفين للعتبة سيتحمل المسؤولية”.

ويلفت الى ان “اوقات المواكب مقسمة ايضا، حيث لكل يوم تدخل مجموعة مواكب، ومن ناحية الالتزام البعض يرتدي الكمامات مع وجود المرشات للتعقيم اضافة الى مراوح العتبة التي فيها معقمات ايضا مع التوجيهات والنصائح الطبية”.

وتزامن شهر محرم، للعام الثاني على التوالي مع جائحة كورونا، وكانت محافظة كربلاء قررت العام الماضي اغلاق حدودها والحد من إقامة المواكب الحسينية، لكنها سرعان ما تراجعت عن قرارها، واكتفت بتطبيق الشروط الصحية فقط، من ارتداء الكمامات والتعقيم بصورة مستمرة، وذلك بعد أن دخل مئات الآلاف من الزائرين للمحافظة رغم قرار غلق حدودها.

وكانت دائرة صحة كربلاء كشفت لـ”العالم الجديد” الاسبوع الماضي، عن نشرها 55 عجلة إسعاف قريبة من مناطق الزخم البشري و8 مستشفيات حكومية جوالة، فضلا عن تأمين 50 فرقة صحية لمراقبة مياه الشرب والاطعمة المقدمة للزائرين بالتنسيق مع أصحاب المواكب، كما أعطت لقاح كورونا لأكثر من 5 آلاف عامل في المطاعم، وذلك خلال الجولات الميدانية.

الى ذلك، يبين محمد اللامي، وهو صاحب موكب في كربلاء خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الالتزام بالإجراءات الوقائية والصحية يكاد يكون معدوم بين الزائرين”.

ويردف أن “موضوع التعقيم أو الكمامات، فاننا نستطيع القول إن من بين كل 1000 شخص يلتزم 100 منهم بالكمامة أو التعقيم”، مضيفا أن “أصحاب المواكب بصراحة البعض منهم ملتزم، والبعض الاخر مخالف، حيث أن الاجواء الحارة والتعب يؤدي الى حدوث ملل من الكمامة ما يدفع الى عدم ارتدائها”.

يشار الى أن إحدى “الملايات” (نساء ينشدن القصائد الرثائية في الحسين بن علي وأهل بيته)، تحدثت لـ”العالم الجديد”، عن اتفاق صحي جرى بين زميلاتها اللواتي يقمن مجالس العزاء الحسينية النسوية داخل المنازل، مشددة على ارتداء الكمامات لكل مشاركة في المجلس، إضافة الى توفير المعقمات وعدم اصطحاب الاطفال، فضلا عن تقليل العدد المعتاد الذي كان يتجاوز 50 امرأة في الغرفة الواحدة، وعدم توزيع الثواب (الطعام) داخل المجلس الحسيني، بل يجب أن يكون الطعام مغلفا ليسمح لكل واحدة بأن تأخذه معها، تحسبا من ان تكون إحدى الحاضرات مصابة او لديها أعراض.

وفي 8 آب أغسطس الحالي، ألغت العتبة الحسينية إقامة المحفل الخاص بتبديل الراية الذي يقام سنوياً ليلة الأول من شهر محرم الحرام بعد صلاة العشائين، إيذانا ببدء شهر الحزن، حسب ما جاء في بيان لها، حيث أكدت ايضا ان “تبديل الراية المباركة سيكون دون اية دعوة جماهيرية او شخصية، ولكن سينقل عبر وسائل الإعلام”.

يذكر أن تبديل الراية هو تقليد سنوي في مستهل شهر محرم من كل عام، يتم من خلاله استبدال العلم المرفوع فوق قبة مرقد الامام الحسين بن علي في كربلاء بعلم جديد، وسط حضور ديني وشعبي.

إقرأ أيضا