كنائس العراق.. كيف تلقت دعوة الكاظمي لعودة المسيحيين؟

قوبلت دعوة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، المسيحيين العراقيين للعودة الى بلادهم، بردود أفعال متباينة من…

قوبلت دعوة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، المسيحيين العراقيين للعودة الى بلادهم، بردود أفعال متباينة من قبل القيادات الدينية الكنسية، ففيما عبر رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، عن تأييده للدعوة، خصوصا بالنسبة لأولئك المتواجدين في دول الجوار التي تمر بأزمات سياسية واقتصادية أسوأ من البلد الأم، اعتبر راعي كنيسة في العاصمة بغداد، أن الوضع “غير مناسب” للعودة.

ويقول رئيس الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس ساكو في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “جميع الشعب العراقي عانى من الحروب والقتل، ولكن المسيحيين في وقت ما عانوا أكثر من أية فئة أخرى داخل المجتمع، من تهجير وتهديد وحتى قتل وخطف، لكونهم فئة قليلة داخله”.

ويضيف ساكو، أن “المسيحيين جزء من النسيج العراقي، فالوقت الان تغير وقد بات مناسبا للعودة، لأن العراق الان أفضل نسبيا، خاصة من قبل الموجودين في دول الجوار، ممن يخشون المستقبل وانعدام الأمن، فلبنان يعاني اليوم من انقطاع المياه والكهرباء والادوية وكذلك الوضع في تركيا والاردن وسوريا ليس مثاليا”.

ويرحب بدعوة رئيس الوزراء، بالقول “تعتبر خطوة إيجابية في هذه ظل هذه الظروف، وليس فقط للمسيحيين وانما للعراقيين كافة”، لافتا الى “ضرورة أن تكون هناك حوافز للعودة بعد أعوام وعقود من الهجرة، فمن الممكن أن تتوفر لهم فرص عمل او سكن، فلماذا نرفض العودة

ويلفت الى أن “هناك بعض العوائل تؤيد موضوع العودة إلى البلد، وبدورنا نحن نقدم الدعم والمساعدة لهم”، متابعا

وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، شدد في 14 آب اغسطس الحالي، على ان الوجود المسيحي في العراق، هو واحد من أهم ركائز هذا التنوع العميق، الذي يسهم اليوم في حماية النظام الديمقراطي، ويقدم الحلول للخلافات السياسية، داعيا المهاجرين من المسيحيين أو من بقية الأطياف العراقية للعودة إلى العراق، ومؤكداً على تقديم كامل الدعم لتسهيل هذه العودة والاستقرار. 

ومنذ تسعينيات القرن الماضي، بدأت هجرة أبناء المكون المسيحي نحو الدول الاوروبية، لاسباب اقتصادية وامنية واجتماعية، وارتفعت نسبة الهجرة بعد عام 2003، وما شهدته البلاد من تردٍ كبير في الأوضاع الأمنية، ورافق الهجرة مشاكل اخرى أبرزها السيطرة على عقاراتهم، كالمنازل والبنايات من قبل بعض الجهات المسلحة والاشخاص المرتبطين بها، وجرت الكثير من عمليات التزوير للاستيلاء على هذه الممتلكات.

وكان بابا الفاتيكان فرنسيس، قد زار العراق في 5 آذار مارس الماضي، عدت زيارة تاريخية والأولى من نوعها لأي من بابوات الفاتيكان في التاريخ، وأجرى خلال زيارته جولة شملت كنائس العاصمة بغداد ومدينة أور الاثرية في ذي قار، حيث منزل النبي ابراهيم الخليل، والتقى ايضا المرجع الديني علي السيستاني في النجف، بالاضافة الى زيارته للموصل واربيل. 

من جانبه، يبين الأب ميسر بهنام، راعي كنيسة مريم العذراء في شارع فلسطين بالعاصمة بغداد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الواقع حاليا غير مناسب لعودة المسيحيين إلى العراق، فهذه باتت أمنيات، كون الواقع في هذا البلد يتغير من سيئ الى أسوأ، وهو ما يجعلنا نقول ان دعوة رئيس الوزراء جاءت في وقت غير مناسب”.

ويتابع بهنام “اذا كانت الحكومة جادة في هذه الدعوة، فعلى الاقل لتقم بتوفير أبسط مقومات الحياة، من خدمات ومساكن وغيرها، والأهم توفير الامان ليتمكن الانسان العراقي بصورة عامة وليس المسيحي فقط من العودة إلى بلده والعيش بكرامة وحرية”، مشددا على “توفير مستوى معيشة لائق بالمواطن العراقي حتى يشعر أنه يعيش بسلام في هذا البلد”.

ويلفت الى أن “المسيحيين اليوم فئة معرضة للضغوطات أكثر من غيرها في المجتمع، كونها فئة قليلة ولم تحصل على حقوقها كاملة، لا في الحكومة الحالية ولا في الحكومات السابقة”. 

يشار الى أن أعداد المسيحيين في العراق حاليا يبلغ نحو 400 ألف شخص فقط، بعد أن كان العدد مليونا ونصف المليون، وذلك بحسب ساكو، حيث صرح لـ”العالم الجديد”، في تموز يوليو الماضي.

وكانت “العالم الجديد”، قد كشفت في كانون الأول ديسمبر 2020، عن تناقص أعداد المسيحيين في جنوب العراق بشكل كبير، وبحسب تقريرها السابق، فإن قرابة 150 عائلة بالبصرة، أحيت قداس الميلاد الأخير في الكنائس: الكلدانية، الأرمنية، السريانية الكاثوليكية، أما في كنائس السريان الارثوذكس، الانجيلية المشيخية الوطنية، فقد أحيت القداس فيها قرابة 10 عوائل فقط، فيما تحوي ذي قار عائلة مسيحية واحدة، وفي ميسان أحيت 14 عائلة القداس.

إقرأ أيضا