حجر أساس في وقت ضائع.. “استعراض إعلامي” يضاف لـ6 الاف مشروع معطل

مع بدء العد التنازلي لاجراء الانتخابات، والذي سيحول الحكومة الى تصريف أعمال، تتجه الحكومة الى…

مع بدء العد التنازلي لاجراء الانتخابات، والذي سيحول الحكومة الى تصريف أعمال، تتجه الحكومة الى وضع حجر الأساس لمشروع في محافظة نينوى، في ظل وجود 6250 مشروعا متوقفا، ما وصفه خبراء وسياسيون بأنه “استعراض اعلامي“.

ويقول السياسي والنائب السابق وائل عبداللطيف في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “90 بالمائة من المشاريع التي يوضع لها حجر اساس منذ 2006 ولغاية الان، معطلة كليا أو نسبيا، وهذا يشكل هدرا للمال العام، لان ما يتم بناؤه وعدم متابعته يتآكل ويندثر“.

ويضيف عبداللطيف، أن “هذه الاستعراضات بوضع حجر الاساس من قبل وزراء ومحافظين في الوقت الحرج الحالي، أمر لا طائل منه، لان المعاني الحقيقية للمشاريع هي منح المشروع جدوى كالمستشفى والمدرسة”، مبينا ان “جميع الحكومات المتعاقبة فشلت بايجاد مشروع ذي تنمية مستدامة، حيث اننا اليوم لا نبحث عن تنمية، بل التنمية المستدامة ايضا، لذا فان هذه التحركات هي حركة إعلامية واضحة، كما أن الأمور مختلطة ما بين المركزية واللامركزية“.

ويؤكد أن “السبب في فشل الوزارات والمحافظات هو بسبب التلكؤ الحاصل باتمام وتنفيذ المشاريع التي يضعون لها حجر الاساس“.

ووضع رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي خلال زيارته الى محافظة نينوى، يوم الاثنين الماضي، حجر الأساس لمحطة قطار الموصل، وأكد انه وجه بتطوير العمل فيها، فيما بين ان المدينة ستكون معبراً مهماً في نقل البضائع والحركة التجارية الواردة والصادرة من العراق.

يشار الى ان العراق يزخر بالاف المشاريع التي وضع لها حجر أساس وتم إهمالها بعد ذلك، ولا تزال وسائل التواصل الاجتماعي تتداول صور وضع حجر الاساس لمشاريع في محافظة البصرة قبل نحو اكثر من 8 سنوات، دون تنفيذ المشروع.

وبحسب الموازنة الاتحادية لعام 2021، فانها لم تتضمن إنشاء مشاريع جديدة، فيما ركزت على إكمال المشاريع السابقة التي توقف بسبب الأزمات المالية.

ومن المفترض أن تجري الانتخابات في 10 تشرين الاول اكتوبر المقبل، بحسب قرار مجلس الوزراء، الصادر بناء على مقترح من المفوضية التي أكدت انها غير قادرة على إجراء الانتخابات في الموعد الذي حدده المجلس، وهو حزيران يونيو الماضي.

من جهتها، تبين الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الكلف التي ترصد للمشاريع تعطى أولا للمنفذين والمقاولين كسلف، وقسم منها يدفع كوجبات أولية، والقسم الاخر تخصيصات موجودة في الوزارات، لكن جميعها لا تجرى متابعتها وتبقى مجرد حجر اساس“.

وتلفت سميسم، الى أن “مجلس الوزراء شكل لجنة تحت مسمى المشاريع المتلكئة، وهي للمحافظات فقط، وهنا يبرز السؤال الكبير وهو إذا كان هذا الواقع المتردي للمحافظات وبغداد، اذن فاين ذهبت هذه المشاريع، ولماذا لم تكشف لجنة المشاريع المتلكئة أين ذهبت هذه الاموال“.

وتبين أن “هناك تسريبات في الاوساط الاقتصادية، تفيد بان الكثير من اموال هذه المشاريع ذهبت لخارج العراق، وهنا نتساءل ألم يصل هذا الكلام إلى مسامع الحكومة”، متابعة “على الورق نجد تخصيصات للمشاريع، ولكن بالواقع لا يوجد اي تخصيص، وهذا الخلل يستدعي هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية، أن يأخذ دوره بمتابعة هذه الأموال التي هي هدر كبير للاموال“.

ويعد ملف المشاريع الوهمية في العراق، من أبرز ملفات الفساد، وبحسب اللجنة المالية النيابية، فانها كشفت العام الماضي، عن خسارة البلد أكثر من 200 مليار دولار بسبب المشاريع الوهمية للفترة ما بين عامي 2003 و2013.

الى ذلك، يكشف عضو لجنة مراقبة تنفيذ البرنامج الحكومي النائب محمد كريم خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هناك 6250 مشروعا متوقف في العراق، أغلبها يعود لـ10 سنوات ماضية، ولم تجد أي اهتمام من الحكومات السابقة ولا الحكومة الحالية، وبالتالي فان وضع حجر الاساس ما هو إلا زيادة لهذا الرقم“.

ويردف كريم، أن “وضع حجر الأساس مجرد إعلام ليقال أن هذه الحكومة فتحت وأسست مشاريع، حيث أن الموازنة والورقة البيضاء واضحة، لكن ما يجري هو هدر كبير بالمال العام، إذ أن مبالغ ضخمة صرفت على مشاريع متوقفة لا يوجد اي باب لاكمالها”، مؤكدا أن “وضع حجر الاساس من قبل هذه الحكومة لمشاريع قد لا تكون بذات الأهمية الاستراتيجية للمشاريع السابقة، والتي ينتظر المواطن إكمالها، يحتم أن يتم إنجاز جميع المشاريع المتوقفة فهي الأولى بالاهتمام من غيرها“.

يذكر أن المستشار السابق في وزارة التخطيط محمد الجبوري، كشف في شباط فبراير 2020، أن المشاريع التي وضع حجر الاساس لها، فان الاموال التي صرفت لها تكفي لإعادة إعمار المناطق المدمرة، لاسيما وأن هذه المشاريع تنوَّعت ما بين بناء مستشفيات وملاعب رياضية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية ومجمعات سكنية وشبكات للمجاري ومشروعات أخرى، مثل المدارس الحديدية الجاهزة.

وتعاني نينوى، وخاصة الموصل لغاية الان، من عدم بطء في إجراءات إعادة الاعمار، ولا تزال العديد من بناها التحتية مدمرة، فيما لا تزال مخيمات النازحين قائمة دون توفير البنى التحتية أو إعادة إعمار مدنهم حتى يعودوا، ومنها سنجار التي تفتقر الى البنى التحتية الاساسية لعودة سكانها من المكون الإيزيدي.

إقرأ أيضا