تزامنا مع “قمة بغداد”.. استهداف المصالح الأمريكية يتصاعد

مع قرب انعقاد “قمة بغداد”، ارتفعت وتيرة الاستهدافات للمصالح الامريكية في العراق، حتى شهدت الـ24…

مع قرب انعقاد “قمة بغداد”، ارتفعت وتيرة الاستهدافات للمصالح الامريكية في العراق، حتى شهدت الـ24 ساعة الماضية ستة استهدافات، ما عزاه خبراء بالأمن والسياسية الى أنه يأتي للضغط باتجاه خروج القوات الامريكية، كون الجهات المنفذة غير معنية بالقمة او أي حدث ٱخر في البلد مهما بلغت أهميته.

ويقول الخبير الأمني فاضل أبو رغيف في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “القمة العربية المرتقبة سوف تتم في الموعد المحدد، فالدعوات تمت ووصلت إلى جميع دول الجوار، ونهاية شهر آب (أغسطس) الجاري ستمضي قدما وتعقد القمة”.

وحول تصاعد وتيرة الاستهدافات للمصالح الأمريكية هذه الأيام، يضيف أبو رغيف “على سبيل المثال وفي حكومة نوري المالكي عقدت القمة العربية على الرغم من أن بغداد كانت تشهد تفجير 10- 15 سيارة مفخخة، وقد مضت القمة دون أن تتأثر”.

ويردف أن “هذه الضربات او الاستهدافات ليس الغرض منها هو التلاعب او محاولة التأثير على القمة، فهذه الضربات تحدث منذ سنين عديدة ومستمرة إلى اليوم، ولكنها هذه المرة حدثت تزامنا مع اقتراب موعد عقد القمة”.

وينوه الى أن “هذه الاستهدافات تأتي لخلط الاوراق ولحث القوات الامريكية على الانسحاب، بالاضافة الى تأخر الحكومة بانهاء عقد الشراكة العسكري مع الولايات”، مبينا أن “هذه الاستهدافات ممكن ان تعيق عملية الانسحاب الذي تم الاتفاق عليه ضمن جولات الحوار الاستراتيجي الذي عقدت جولته الرابعة مؤخرا”.

وشهد البلد يوم امس الثلاثاء، 6 استهدافات لارتال التحالف الدولي، وذلك خلال فترة لا تتجاوز الساعات منذ الصباح وحتى الظهيرة، وتوزعت بين مدن، الناصرية، السماوة، الديوانية، اليوسفية واستهدافين في الحلة.

وفي 7 آب اغسطس الحالي، أعلنت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، انسحاب قوات OTH التابعة لها من العراق إلى قواعدها الأصلية في الكويت، وتتكون هذه القوة من طائرتي هليكوبتر من طراز CH-47 من طراز Chinook وسرية مشاة تكون في وضع الاستعداد لمدة 24 ساعة لتتحول الى عجلات في غضون مهلة قصيرة هدفها إكمال المهام.

وفي اليوم التالي، رحبت مستشارية الأمن الوطني العراقي، بإعلان التحالف الدولي انتهاء مهمة إحدى قواته في العراق، واكدت ان هذه الخطوة جاءت استجابة لمخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق وأمريكا، وهي تأكيد لما تم الاتفاق عليه والتزام ومصداقية للطرفين وفق بيانها.

ومن المفترض أن تشهد بغداد قمة دولية، في 29 من آب أغسطس الحالي، بمشاركة اكثر من 10 دول بينها السعودية، مصر، سوريا، الكويت، قطر، الامارات، ايران، وتركيا، باكستان والاردن، بالاضافة الى الولايات المتحدة وفرنسا والجامعة العربية والامم المتحدة. 

الى ذلك، يبين المحلل السياسي هيثم الخزعلي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “موضوع القمة مرتبط بحاجة العراق لتطوير علاقاته وإجراء مصالحات بين دول الجوار وتفاهمات بين الدول المتقاطعة، وهذا ينبع من رغبة دولية، لكن هذه القمم والحوارات تصب كلها في صالح العراق إذا ما تم استثمارها بالصورة الصحيحة”.

ويلفت الخزعلي، الى أن “موضوع استهداف القوات الامريكية في العراق مستمر منذ سنوات، ويعود إلى عدم ثقة المجاميع المسلحة بالعراق بالجانب الأمريكي، وعليه فان هذه الجماعات المتبنية لهذا الموضوع ستستمر ولا تعنيها القمة او غيرها”.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة عصائب اهل الحق سعد السعدي، لـ”العالم الحديد” في 11 آب اغسطس الحالي، ان سلاح المقاومة هو سلاح شعبي يمتلكه جميع أبناء الشعب العراقي، ورفع هذا السلاح من اجل مقاومة الاحتلال والوجود الاجنبي، وبالتالي فان هذا السلاح، وعقب الانسحاب الامريكي سوف يعود إلى أبناء الشعب العراقي، كونه سلاحا شخصيا غير تابع إلى جهة معينة.

يشار الى أنه وبعد يومين من إعلان الاتفاق على الانسحاب الأمريكي، وخلال تواجد الكاظمي في واشنطن، جرت استهدافات عديدة للمصالح الامريكية في العراق، تمثلت بتفجير عبوات ناسفة خلال مرور أرتال الدعم اللوجستي وقصف المنطقة الخضراء بصواريخ الكاتيوشا.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي انضم الى تنسيقية المقاومة العراقية بهدف اخراج القوات الامريكية، أعلن تأييده لبيان انسحاب القوات الامريكية، حيث قدم شكره الى المقاومة العراقية، موجها كلامه لها “شكرا للمقاومة العراقية الوطنية فها هو الاحتلال يعلن عن بدء انسحاب قواته القتالية أجمع.. لننتظر وإياكم إتمام الانسحاب”، معبرا عن شكره لـ”الجهود المبذولة لبلورة هذه الاتفاقية، ولا سيما الأخ الكاظمي (رئيس الحكومة العراقية)”.

إقرأ أيضا