قمة بغداد.. هل تشهد صلحا بين السعودية وايران؟

بعد استضافة العراق لسلسلة من جولات الحوار بين السعودية وايران، ودعوتهما لحضور “قمة بغداد” التي…

بعد استضافة العراق لسلسلة من جولات الحوار بين السعودية وايران، ودعوتهما لحضور “قمة بغداد” التي ستعقد بعد أيام، برز سؤال جدي حول ما إذا كانت القمة ستشهد “اعلان صلح” بين البلدين أم لا، الأمر الذي استبعده محللون سياسيون، نظرا لحجم الملفات الشائكة بين طهران والرياض، فضلا عن التشكيك بقدرة العراق على إنتاج صلح من هذا النوع، على عكس الكويت التي قادت صلحا خليجيا مع قطر.

ويقول المحلل السياسي اياد العنبر في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “افتراض إعلان الصلح بين السعودية وايران في قمة بغداد أمر غير مؤكد، لأن المستوى التمثيلي للبلدين غير واضح، كما أن الحكومة لغاية اللحظة تحاول أن تقدم الموضوع على أن ما سيعقد هو قمة، والقمة تعقد على مستوى تمثيل عال، لكن المعلومات تؤكد أن مستوى التمثيل الدولي لن يكون كذلك، حيث ان كلا من الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان لن يحضرا، وبذلك سيكون هذا مؤتمرا ولا يمكن أن نسميه قمة”.

ويصف العنبر افتراض الصلح بين السعودية وايران “نوعا من المبالغة”، لافتا الى أن “جدول أعمال المؤتمر لم يطرح لغاية الآن، ولا نعرف ما هي، وهل ستكون هناك جلسات ثانوية أم أنها بروتوكولية”.

ويبين أن “الموضوع لا يتعلق بمسألة واحدة حتى يكون هناك صلح او تقريب وجهات نظر، بل الموضوع يتعلق بقضايا جوهرية وخلافات استراتيجية فهل تقبل ايران ان توقف التدخل باليمن او تقبل بالتفاوض على الملف اليمني او السوري او اللبناني، بل هي لا تقبل التفاوض على هذه الملفات أصلا، لأنها تعتبرها متعلقة بأمنها الامني والقومي، وعلى هذا الاساس فان السعودية لن تقبل الجلوس على طاولة المفاوضات او اي دولة خليجية دون تحديد الملفات، وبالتالي فان المشاكل اكبر قدرة من احتوائها في مفاوضات تكون بعنوان قمة او مؤتمر”.

ويؤكد أن “الكويت قد تكون مشاركة بهذا الامر او راعية ايضا، لكنها لن تكون بالدرجة الاولى خلاف الاجتماع الخليجي، الذي شهد الصلح مع قطر وإعادتها الى دورها الطبيعي، واذا ارادت ان تعقد مثل هكذا مؤمر فممكن ان يكون على ارض الكويت”.

يشار الى أن العراق، استضاف جولات الحوار السعودي الايراني على أرضه، وقد انطلقت أولى الجولات في 9 نيسان أبريل الماضي، بحضور رئيس المخابرات السعودية خالد حميدان ونائب أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني سعيد عرفاني، وتبع هذا اللقاء في بغداد، توجه مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد الى طهران، ضمن إطار مفاوضات ايرانية مع الامارات، وذلك بحسب ما نقل مصدر عن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال لقائه زعماء القوى السياسية في بغداد يوم 26 نيسان أبريل الماضي.

وبحسب وكالة رويترز، فانها كشفت في نيسان ابريل الماضي، ونقلا عن مسؤول إيراني كبير، ان الاجتماع الذي عقد في العراق لم يسفر عن تحقيق أي انفراجة، وان الاجتماع ركز على اليمن حيث يقاتل تحالف بقيادة السعودية حركة الحوثي المتحالفة مع إيران منذ آذار مارس 2015.

وتم قطع العلاقات الايرانية السعودية، في كانون الثاني يناير 2016 بعد اقتحام السفارة السعودية في طهران إثر خلاف بشأن إعدام الرياض لرجل دين شيعي.

ومن المفترض أن تشهد بغداد قمة دولية، في 29 من آب أغسطس الحالي، بمشاركة اكثر من 10 دول بينها السعودية، مصر، سوريا، الكويت، قطر، الامارات، ايران، وتركيا، باكستان والاردن، بالاضافة الى الولايات المتحدة وفرنسا والجامعة العربية والامم المتحدة.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي هاشم الجبوري في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “موضوع العلاقات الايرانية الخليجية، هي مسألة عالمية وليست إقليمية فقط، وترتبط بتغيير بوصلة العداء، حيث ان العرب والثقافة الاسلامية علمتنا على ان اسرائيل والصهاينة هم الاعداء التاريخيون، ولكن الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب نجح في تحويل وجهة نظر الخليج والسعودية نحو ايران”.

ويلفت بالقول “من الممكن جدا ان يكون هناك اتفاق في زمن التطرف، بمعنى ان الحكومة المتطرفة في العالم، وعلى مدى التاريخ هي الاكثر ميلا الى عقد الاتفاقيات لتقليل المشاكل، ولكن بين السعودية وايران فان الوقت مبكر لهذا الاستنتاج، لكن من جانب اخر منطقي، فمن الضروري ان تكون الدولتان على وفاق، خاصة في ظل حماقة الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي انسحب من افغانستان، وهو خير دليل على انه يحاول سحب الدور الامريكي العسكري الى الوراء قليلا وهذا سيربك المنطقة”.

ويؤكد “لا اظن ان اتفاق بهذه الضخامة سيكون مسرحه العراق، ولكن العراق كان فاعلا تمهيديا لمثل هكذا تقارب بين السعودية وايران، كما أن الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، يحاول العودة لطاولة 5+1 ببرودة اعصاب كبيرة، وهذا يعطي رسالة على انه قوي، وهو قطعا ليس كذلك”.

يشار الى ان الحوار السعودي الايراني في العراق، انطلق بعد 3 ايام ايام من عقد ايران حوارا مع واشنطن بطريقة غير مباشرة عبر الاتحاد الاوروبي، الذي مثل وجهة نظر الولايات المتحدة، وذلك في فيينا.

وكان مستشار الامن الوطني، قاسم الاعرجي، التقى يوم 12 نيسان أبريل، بالسفير الامريكي في بغداد ماثيو تولر، وبحث معه الأوضاع الأمنية والسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، واكدا على ان المنطقة بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقها من جديد، وقد شدد الاعرجي على ان العراق يسعى دوما ومازال لأن يكون نقطة التقاء وتقارب مع الجميع، بما يعود على المنطقة بالأمن والاستقرار ويجنبها المزيد من النزاعات، فيما بين تولر ان الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع لعلاقات عراقية إيرانية طبيعية تخدم مصالح الجميع.

وفي 13 نيسان ابريل، وصل الاعرجي الى طهران وأجرى لقاءات مع المسؤولين فيها، ومن بينهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني، ومسؤولين آخرين.

وبحسب رويترز، فان الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا على علم مسبق بالمباحثات الايرانية السعودية، “لكن لم تطلعا على أي نتائج”.

إقرأ أيضا