خبراء: أحداث أفغانستان رسالة أمريكية للعراق.. وانسحاب القوات الأجنبية يستغرق 3 سنوات

مع اقتراب الموعد المعلن للانسحاب الامريكي من العراق، قلل خبراء أمنيون من حقيقته، كون الفترة…

مع اقتراب الموعد المعلن للانسحاب الامريكي من العراق، قلل خبراء أمنيون من حقيقته، كون الفترة المتبقية والمحددة بنهاية العام الحالي غير كافية لسحب جميع القوات، باعتباره أمرا قد يستغرق 3 سنوات على الأقل، وفيما اعتبروا ما جرى في أفغانستان رسالة أمريكية الى العراق، حذروا من تكرار السيناريو الافغاني “بسهولة“.

ويقول الخبير الأمني صفاء الاعسم في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ما جرى في أفغانستان بعد الانسحاب الامريكي، هو رسالة للعراق بإمكانية تكرار سيناريو الذي تمثل بسيطرة طالبان على البلد“.

ويضيف الاعسم، ان “السيناريو الافغاني هو ما سيحدث في العراق فعلا، في ظل اصرار بعض الكتل السياسية على مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية العراق”، مبينا أن “القوات الأمريكية متواجدة في أفغانستان منذ أكثر من 20 عاما، وقد جرى ما جرى، فكيف سيكون حال العراق الذي تتواجد فيه القوات الأمريكية منذ سنوات قليلة (بعد 2014)“.

ويشير الى أن “أمريكا ترغب بايضاح الصورة للعراق على هذا النحو، خصوصا وأن تنظيم داعش ما زال موجودا في العراق لغاية الان”، لافتا الى أنه “إذا كان للقوات الامريكية نية للانسحاب الكامل فإن الموضوع سيستغرق على الأقل 3 سنوات، لنقل المعدات والآليات والجنود“.

ويوم 25 تموز يوليو الماضي، وصل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الى العاصمة الأمريكية واشنطن، والتقى في اليوم التالي الرئيس الامريكي جو بايدن، وذلك بالتزامن مع مفاوضات الجولة الرابعة والاخيرة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، التي كان ملف انسحاب القوات الامريكية القتالية من العراق في مقدمتها، وبحسب البيان الختامي، فانه لن يكون هناك أي وجود لقوات قتالية أمريكية في العراق بحلول 31 كانون الأول ديسمبر المقبل.

وفي 7 آب اغسطس الماضي، أعلنت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، انسحاب قوات OTH التابعة لها من العراق إلى قواعدها الأصلية في الكويت، وتتكون هذه القوة من طائرتي هليكوبتر من طراز CH-47 من طراز Chinook وسرية مشاة تكون في وضع الاستعداد لمدة 24 ساعة لتتحول الى عجلات في غضون مهلة قصيرة هدفها إكمال المهام.

وفي 15 آب اغسطس الماضي، سيطرت حركة طالبان على العاصمة الافغانية كابل، بعد ان هيمنت على عشرات المدن الرئيسة في البلد.

وقد دخل عناصر الحركة العاصمة الأفغانية دون قتال، فيما سلمت القوات الامنية الافغانية سلاحها وأعلن الرئيس الافغاني أشرف غني، استقالته وغادر العاصمة قبل وصول عناصر الحركة الى القصر الرئاسي الذي دخلوه لاحقا واعلنوا من خلاله سيطرتهم على البلاد، في وقت حاول آلاف المواطنين الافغان الفرار عبر اقتحامهم مطار كابول الذي يضم القوات الامريكية والدولية الاخرى، محاولين التشبث بالطائرات الامريكية لاخراجهم من البلد.

من جانبه، يلفت الخبير الأمني حسين الكناني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، الى أن “كل المعطيات تبين أنه ليس لدى الادارة الامريكية أي رغبة في الانسحاب، علما ان آخر تصريح رسمي للادارة الأمريكية في الزيارة الاخيرة للوفد العراقي إلى واشنطن يظهر أن سحب القوات القتالية من العراق وتحويلها إلى قوات تدريب وإشراف سوف يتم في نهاية العام الحالي“.

ويردف الكناني، أن “ذريعة الإشراف والتدريب تم تسويقها والاعلان عنها منذ بداية الوجود الامريكي، إذ أكدت الولايات المتحدة، أنه لا وجود لقوات قتالية في العراق وإنما هي قوات تقوم بتدريب الجيش العراقي وقوات من المستشارين، لكن في حقيقة الأمر أنها ليست سوى قوات قتالية والمهام التي تقوم بها هي مهام استطلاع وتنفيذ عمليات“.

ويستطرد أن “المدة المتبقية من هذا العام لن تغير من الواقع شيئا، أي أنها غير كافية إطلاقا لخروج أو انسحاب القوات الأمريكية، حيث من الممكن أن تعلن عن سحب القوات القتالية قريبا، في حين تبقي قوات للتدريب من دون أن يعلم أحد عددها الدقيق حتى الحكومة العراقية“.

ولغاية الآن، يشن تنظيم داعش بشكل مستمر هجمات عديدة تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، وخاصة في كركوك التي باتت تشهد هجمات شبه يومية، يذهب ضحيتها عشرات المنتسبين الأمنيين، فضلا عن صلاح الدين وديالى وأطراف العاصمة بغداد.

إقرأ أيضا