بعد “النسخة التركية”.. هل يضع “بيجاك” كردستان العراق بمواجهة مع ايران؟

بعد قصف تركي طويل لمواقع معارضيها الكرد شمالي البلاد، بدأت إيران باستهداف حزب كردي معارض،…

بعد قصف تركي طويل لمواقع معارضيها الكرد شمالي البلاد، بدأت إيران باستهداف حزب كردي معارض، ما حوّل المنطقة الى ساحة “حرب” ملتهبة، في حين كشف مختصون عن أن سبب التصعيد الأخير هو انتهاء “الهدنة” بين ايران وحزب “بيجاك” الكردي.

 

ويقول المحلل السياسي شاهو القره داغي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “حزب الحياة الحرة (بيجاك) هو من الاحزاب التي تملك ذراعا مسلحا ينشط داخل ايران، ويعود تأسيسه الى عام 2004، بهدف الحصول على الحكم الذاتي في شمال غرب ايران، حيث حصلت صدامات مسلحة مع السلطات الإيرانية في حينها”.

ويضيف القره داغي، أن “هذا الحزب يعتبر نفسه مستقلا، ولكنه جزء من حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، وفقا لكثير من المقربين من الحزب والخبراء، ومنذ عام 2011 حصل صدام عسكري شرس بين هؤلاء والقوات الإيرانية، وبعدها حصل شبه اتفاق وتم تعطيل جبهات القتال بعد مفاوضات كان الوسيط فيها الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي”. 

ويردف “الان يبدو أن هذه الاتفاقيات والتفاهمات انتهت، وأن هناك اتهامات إيرانية لهذا الحزب بالنشاط المعارض، لاسيما وأن ايران ومنذ فترة تهدد بمواجهة معارضيها الكرد بعمليات عسكرية، وفي هذا دليل على أن هناك جدية إيرانية بالتعامل مع هذا الملف وقطع الطريق أمام أي مراكز قد تكون انطلاقة للهجمات عليها مستقبلا، وهي أيضا ألقت باللوم على الطرف الكردي خاصة والعراق عامة، بالقول إنه لا يتحمل مسؤوليته تجاه وجود هذا الحزب على أراضيه”.

وحول دعم هذا الحزب من جهات خارجية، يوضح أن “هناك اتهامات ايرانية لأطراف امريكية وخليجية بدعمه، لكنها مجرد اتهامات لغاية الآن، ولا توجد معلومة دقيقة حول هذا الدعم”. 

وكان الحرس الثوري الايراني، استهدف مواقع حزب الحياة الحرة (بيجاك) في إقليم كردستان العراق في 8 أيلول سبتمبر الحالي، بطائرات مسيرة، وقد نشر موقع “انتخاب” الايراني عن الحرس الثوري أن “وحدة الصواريخ في قوة الجو، وبالتعاون مع وحدة المسيرات في القوة البرية للحرس، استهدفت مقرا لتدريب الجماعات المسلحة الإرهابية العملية بسبعة صواريخ أرض أرض قصيرة المدى”.

وتركز القصف الايراني على مواقع الحزب في قرى محافظة أربيل، وقد قال قائممقام قضاء سوران هلكورد نجيب، خلال حديث صحفي في حينها، أن القصف لم يوقع خسائر بشرية بين المدنيين.

ويتزامن هذا القصف، مع قصف تركي مستمر يستهدف مواقع حزب العمال الكردستاني “بي كا كا” الذي تصنفه تركيا على أنه “منظمة ارهابية”، حيث صعدت تركيا منذ مطلع العالم الحالي، من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة الى إعلانها عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.

يذكر أن شهادات للقيادية السابقة في حزب بيجاك زينب أوزار، نشرت قبل 3 أعوام، ما مفاده بأن الحزب شأنه شأن الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، نشأ في إطار التحدي الذي طرحه اعتقال عبد الله أوجلان في تركيا، ومحاولة الاستفادة من الظروف التي ترتبت وضع العراق بعد 2003.

ويضم حزب بيجاك جناحا سياسيا وآخر عسكريا على غرار نظيره التركي حزب العمال الكردستاني، ويسمى الجناح العسكري “قوات شرق كردستان”، فضلا عن ان قناعته تتمثل بإقامة نظام سياسي علماني وديمقراطي في إيران، يعطي حكما ذاتيا للأكراد في المحافظات الغربية، وحقّ إنشاء الأقاليم للقوميات الإيرانية غير الفارسيّة الأخرى مثل الآذريّين والعرب، إلى جانب مساحة أكبر من المساواة بين الجنسين، وذلك وفقا لأدبيات الحزب التي اطلعت عليها “العالم الجديد”.

وكانت “العالم الجديد” قد سلطت الضوء سابقا، على مواقف الاحزاب الكردية العراقية الرئيسة “الديمقراطي الكردستاني” و”الاتحاد الوطني الكردستاني” حول وجود حزب العمال الكردستاني في الاقليم، ما يعرضه الى قصف مستمر من القوات التركية، وفي حينها جرى تضارب في المواقف بين الحزبين حول شرعية وجود العمال الكردستاني في الاقليم.

الى ذلك، يبين المحلل السياسي هاشم الجبوري في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “حزب بيجاك مرتبط بالاحزاب الكردية العراقية، وهو من الاحزاب القديمة الموالية للاقليم، وهذا واضح من خلال رفعهم لعلم كردستان بجانب علمهم الخاص”.

ويوضح الجبوري، أن “عناصر بيجاك ينشطون في المناطق الحدودية، وايران تحاول الضغط على حكومة إقليم كردستان للحد من نشاطهم”، مبينا أن “هناك مجموعات وكثافة سكانية من الكرد، وهؤلاء لديهم علاقات سياسية وارتباط كبير بحكومة كردستان، وايران دائما ما تقوم بعمليات استخبارية ومخابراتية وقبل فترة قاموا باغتيال أحد قادتهم في فندق باربيل”.

ويؤكد أن “تداعيات القصف الايراني الذي استعملت فيه ايران الطائرات المسيرة، هو اعتداء على السيادة العراقية، لكن المشاغل الكثيرة التي تشغل الحكومة، بدءا من وضعها الهش والتحديات الأمنية الأخرى يجعلها غير قادرة على ردع هذه التدخلات، سواء التركية أم الإيرانية، فالحكومة اليوم تستخدم أسلوبا شبه خجول من الأساليب الدبلوماسية”.  

يشار الى أنه بالتزامن مع هذه الاحداث، تعرض مطار أربيل الدولي، الى قصف بطائرات مسيرات ليلة أمس الأول، استهدف مواقع للقوات الأمريكية فيه، وقد تبنت بعض المواقع الاعلامية التابعة للفصائل المسلحة الهجوم على المطار، وسط تأكيد من السلطات في الاقليم بأن الوضع الأمني في اربيل “مستقر” ولا يمكن ان يتزعزع، فيما توعدت باعتقال المنفذين.

إقرأ أيضا